رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

فتحي المليجي.. فقيه القرآن والمتيم بموسيقاه

فتحي المليجي
فتحي المليجي

بلغ من الحكمة أدقها، ومن الوعي أعمقه، ومن الزهد أعلاه، ذو أخلاق راقية وحس مهذب، ويتميز بقوة الصوت وروعة الأداء، ويعد واحدًا من أعلام القرّاء ممَن رسموا أسماءهم بحروف من نور داخل قلوب الجميع، وله بصمة صوتية واضحة تميز بها عن غيره فى أذن من يستمع له فى مصر وخارجها، إنه الشيخ فتحي المليجي ابن قرية «الحبشى» التابعة لمركز الإبراهيمية محافظة الشرقية.

«عرفت القرآن منذ ولادتي، فحين فتحت عيني وجدتني أري القرآن مجسدًا في أسرتي، ولم تسمع أذني إلا القرآن يدوي في هذه الأسرة، وكنت أصحو الفجر للصلاة، وأنام ليلًا في مجلس العلم، ولذلك لا تسترعي أذني حتي الآن لغير مجلس العلم، ولا تستريح لغير سماع القرآن، وحين أجلس إلي المصحف أشعر بأن أجمل ما رأت عيني هو القرآن الكريم، وبعد أن حفظته في سن السادسة تقريبًا، قُبيل دخولي المدرسة، كنت قد حفظت عشرين جزءًا، والتحقت بالسنة الأولي الابتدائية، وامتحنوني في اللغة العربية والإملاء، وطلبوا مني كتابة مقطوعة علي السبورة فكتبتها صحيحة تماما وبخط جميل، فأحالوني إلي السنة التالية لأمتحن بها ولتحديد مستواي في نفس اليوم، وعقدوا لي امتحانًا ثانيًا ونجحت فيه، وكان ذلك عام 1946، فأحالوني إلى السنة الثالثة ثم الرابعة، التي توقفت عندها، واجتزت ثلاث سنوات في يوم واحد، وقضيت السنة الرابعة في المدارس العامة، وبعدها انتقلت إلي المعهد الإعدادي وكانوا يشترطون حفظ القرآن»، هكذا يصف الشيخ في كتاب «قراء القرآن ونوادرهم».

ويضيف الشيخ فتحي المليجي قائلًا: « في معهد الزقازيق درست القراءات مع العلوم الأخري، وكان صوتي قد عرف بالجمال، وما كان ينقصني سوي أن أكون علي مستوي القراء المتخصصين، واتجهت إلي الدراسة بمعهد القراءات، بناء علي توجيه الشيخ مصطفي إسماعيل لي، والذي قادني هو إليه وقدمني إلي عميده، ورغم أنني كنت ملمًا بالقراءات من خلال المعهد الأزهري فإنني لم أرد أن أرجع نصيحة الشيخ مصطفي، وكان عميد المعهد الشيخ عبد المحسن الشططي يسمعني وأنا أؤذن الأوقات وأقرأ في الأزهر.

ويقول الشيخ عن الموسيقار محمد عبد الوهاب «كان عبد الوهاب في قمة الفن والإبداع، وكان الشيخ محمد سليمان طنطاوي يقول للشيخ علي حزين (إنت سمعت الواد عبد الوهاب يقول إيه؟.. فيرد قال إيه؟ فيرد عليه الشيخ طنطاوي قائلًا: قال يا وابور قل لي رايح علي فين.. ويستدرك: وابور يدوس علي قلبه وقلب أمه.. شوف يا أخي الواد.. فيقول الشيخ حزين: وانت زعلان ليه؟ فيرد: هي حلوه جوي جوي بس كانت عايزه حتة زيادة فنيًا.. أي إطاله في ياء «فين».