رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الإرهاب والإخوان.. وجهان لعملة واحدة


سأظل أكتب عن إرهاب الإخوان وإخوان الإرهاب إلى أن ألقى ربى، ومهما تصور بعض الناس أن تلك الجماعة لا علاقة لها بالإرهاب، فإنهم سيعلمون ذات يوم أن تلك الجماعة هى أسوأ ما مر على أمتنا عبر تاريخها كله، وأنها قامت بالدور الأكبر فى تشويه الإسلام أمام العالم كله، بحيث إن أراد الشيطان نفسه أن يسىء إلى الإسلام ما استطاع أن يصل إلى ما فعله شياطين الإخوان.
ومن خلال تجربتى مع جماعة الإخوان عرفت وفهمت أن الكيان كله يسير وفق منظومة فكرية وفقهية واحدة، لا فرق بين كبير وصغير، ولا يمكن أن يختلف إخوان أسيوط عن إخوان الشرقية، كلهم فى الفكر واحد، وبالتالى لا صحة للقول، الذى تردد كثيرا، من أن هناك إخوان حسن البنا وإخوان سيد قطب، ولا صحة للقول بأن إخوان حسن البنا هم أهل الوسطية والاعتدال ولكن الأشرار إخوان سيد قطب هم من ابتدعوا الفكر التكفيرى، كلهم فى الحقيقة واحد، ثم إننى أرجوك وأرجو من كل باحث فى شأن الإرهاب وجماعته الشيطانية ألا يحدثنى عن أن هناك حسم أو لواء الثورة أو أنصار بيت المقدس أو القاعدة أو داعش، على ظنٍ من أنهم جماعات مختلفة، فكلهم كيان واحد له عدة تفريعات، ولذلك فإنك يجب أن تعلم أن العملية الأخيرة التى استهدفت مدير أمن الإسكندرية هى عملية إخوانية إرهابية هدفها تخويف الشعب ودفعه لعدم الخروج للإدلاء بصوته فى انتخابات الرئاسة من ناحية، ومن ناحية أخرى فإنها تستهدف الشرطة المصرية وتحاول أن تثأر لنفسها من واحد من أكثر رجال الشرطة المصرية فاعلية فى مواجهة إرهابهم الشيطانى.
أما تلك الخديعة، التى وقع فيها أكثرنا عبر السنوات الماضية، والتى أوقعتهم فى ظن أن الإخوان جماعة وسطية معتدلة فهذه الخديعة يجب أن تنتهى تماما من حياتنا، هذه الجماعة هى أصل الجماعات الإرهابية، التى ترتدى الثوب الإسلامى، والإسلام لا علاقة له بها، حتى إن تلك الجماعة لم تنكر إرهابها، ولم تسع إلى هذا الإنكار، وإنما أطلقت عليه تسميات مختلفة، مثل الحراك الثورى، ومواجهة الانقلابيين، وردع المرتدين، والرد على الصائلين!، أى الرد على المعتدين، والثأر للشهداء، وأخذت تعطى لنفسها أو قل لأعضائها مبررات زعموا أنها شرعية للاغتيال والقتل والتفجير والتفخيخ وقتل الآمنين، وكان قد وقع تحت يدى بحث كتبه الشيخ الأزهرى الإخوانى الهارب لتركيا مجدى شلش عنوانه «التأصيل الشرعى لوجوب مواجهة الانقلابيين بكل وسيلة مستطاعة»، وإذا بهذا البحث عبارة عن فتاوى إرهابية تحض على القتل والتخريب وسفك الدماء.
وقد قام بحث هذا المفتى الإخوانى الجديد على أن هذا المجتمع الذى نعيشه ليس مجتمعا مسلما خالصا، وهو أقرب إلى المجتمعات التى ارتدت عن الإسلام، وأن علامات ودلائل هذه الردة هى أنه خرج عن الحاكم المسلم الوحيد الذى حكم البلاد حكما شرعيا!، رغم أن فى عنق الذين خرجوا عن هذا الحاكم بيعة!، وذهب إلى أن من خرجوا يلزم قتالهم، فإن تابوا وعادوا كف الإخوان أيديهم عنهم، وإن أصروا على الخروج وجب قتلهم، وتضمن البحث من ناحية أخرى محاورة مع الذين يقولون إن استخدام القوة يجب أن يكون عندما تمتلك الجماعة أدواتها، إلا أنه خصص بعد ذلك بحثا مبنيا على رسالة من رسائل حسن البنا عنوانها «الجهاد سبيلنا»، قال فى نهايته وهو يتحاور مع من يرى تأجيل استخدام القوة:
«س: ما هو اعتقادكم فى فريضة الجهاد؟ هل تؤمنون بها وبأن الجهاد ماض إلى يوم الدين؟، حُسن ظننا بكم يجعلنا نقول إنكم من المؤمنين بفرضيته لذا نوجه لكم السؤال التالى:
س: مواجهتنا مع الانقلابيين فى مصر هل هى من باب الجهاد فى سبيل الله؟ أم مجرد معارضة؟.. معرفتنا بكم تجعلنا نؤكد أنكم ترون أننا فى جهاد وليس معارضة.
لذا نتوجه إليكم بالسؤال الثالث: هل هذا الجهاد هو جهاد الطلب والغزو الذى هو فرض كفاية يقوم به الإمام ومن يكلفهم به؟ أم هو جهاد الدفع الذى يدفع فيه المسلم القتل والضر عن نفسه سواء كان المعتدى كافرا أم عميلا أم باغيا؟.. لذلك نسألكم السؤال الرابع: هل أعددتم العدة لمواجهة العدو؟.. ليس لنا الآن إلا أن نقتل كل من وقف ضد حكم الإخوان سواء كان من الجيش أو الشرطة أو الشعب».
انتهى الاقتباس من البحث الذى تم تعميمه على كل الإخوان، والذى أصبح الآن بمثابة دستور لهم يؤمنون به ويلتزمون بتنفيذه.
فنحن بالنسبة لهم مجتمع ليس فيه إسلام، بل هو مجتمع اعتدى على الإسلام وانقلب عليه، لذلك أصبح دمنا ومالنا حلالا لهم، ولذلك هم يعيشون الآن على نظرية «الاستحلال».
كل الأفكار السابقة يقينا لا علاقة لها بالإسلام، بل هى نبت خبيث لأفكار حسن البنا وأفكار سيد قطب، فمن ذا الذى أقنعهم بأنهم هم الإسلام؟، ومن ذا الذى أقنعهم بأنهم على الحق وغيرهم على الباطل؟، ومن ذا الذى أقنعهم بأنهم أهل الله وخاصته وباقى المجتمع هم أهل الشيطان؟، ولماذا لا يكون العكس صحيحا؟، حينما عاقب الله إبليس الرجيم وطرده من رحمته لم يكن ذلك لأن إبليس رفض السجود لآدم فحسب، ولكن أيضا لأن إبليس ادعى الخيرية لنفسه فقال «أنا خير منه»، لذلك حذرنا الله فى القرآن الكريم من أن ينسب المرء لنفسه التقوى، فقال «فلا تزكوا أنفسكم هو أعلم بمن اتقى»، ومع ذلك خرجت علينا جماعة الإخوان ذات يوم من أيام سنة ١٩٢٨ وهى تحمل فى نفسيتها غرورا وزعما بأنها هى الأتقى، وأن أفرادها هم أهل الجنة لأنهم أمة ناجية!، ووصل بهم الغرور إلى أعلاه حينما ظنوا أنهم هم الإسلام، ومن يخاصمهم فقد خاصم الإسلام، وحينما كنت فى أواخر أيامى فى تلك الجماعة رأيت بعض أشياخهم وهو يحاول أن يعلم أتباعه حب الجماعة فكان يقول: «الحمد لله الذى أطعمنا وسقانا وجعلنا من الإخوان المسلمين»!، فتبدل حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم على أيديهم، لذلك لم أتعجب حينما تعجب الناس عندما قال القيادى الإخوانى صبحى صالح: «اللهم أمتنى على الإخوان المسلمين»، لم يرد فى بال صبحى أن يدعو الله أن يميته على الإسلام، لأنه تعلم فى هذه الجماعة أن الإخوان هم أصحاب الدرجة العليا فى الإسلام، وكأن الله أنزل على الرسول صلوات الله عليه رسالة الإسلام، وعندما فهم الناس رسالة التوحيد أرسل إليهم حسن البنا ليرتقى بهم إلى الإخوانية!، ويحهم إذ تصوروا ذلك.