رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

أسقف نجع حمادي: المسيحية لا تعرف تجديد الخطاب الديني

 الأنبا كيرلس
الأنبا كيرلس

طالب الأنبا كيرلس، أسقف نجع حمادى، بضرورة تطبيق قانون بناء الكنائس على أرض الواقع، لافتًا إلى أنه حتى الآن لم يتم ترخيص الكنائس التى تم إعداد قوائم بشأنها، ولا يزال مسلسل غلق «بيوت الله» مستمرًا، موضحًا أنه تم غلق ٥٠ كنيسة خلال شهر واحد.

وأعرب أسقف نجع حمادى، فى حواره مع «الدستور»، عن رفضه التقرير الصادر عن الكونجرس الأمريكى، بشأن أوضاع الأقباط فى مصر، قبل شهرين، مشددًا على أن الولايات المتحدة لا يعنيها شأن الأقباط، لكنها تريد التدخل فى شئون مصر الداخلية.
■ بداية.. ما رأيك فى تقرير الكونجرس الأمريكى عن أوضاع أقباط مصر الصادر فى يناير الماضى؟
- الولايات المتحدة تعزف على كل الأوتار، وتريد التدخل فى شئون مصر، ولا يهمها الأقباط فى شىء وأتساءل ماذا فعلت لمسيحيى العراق أو سوريا؟.. لا شىء، نحن لا نحتاج واشنطن فى شىء، حتى لو هناك «تجاوزات» سنحلها داخل مصر دون تدخلات أجنبية.
ومن أشهر ما قاله البابا شنودة، بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية الراحل، ردًا على محاولة التدخل الأمريكى آنذاك: «لو أمريكا اللى هتحمى الأقباط فى مصر وتفرض الحماية الدولية عليها فليموت الأقباط ولتحيا مصر»، وهو ما يكشف عن أن الولايات المتحدة تسعى إلى إشعال الفتنة فى مصر، كما سبق وفعلت مرات عدة، إلا أن الفشل كان ملازمًا لها.
■ أثيرت فى الفترة الأخيرة قضية تجديد الخطاب الدينى.. هل الخطاب المسيحى يحتاج إلى تجديد؟
- الخطاب الدينى فى المسيحية مرتبط بالكتاب المقدس وتعاليم الآباء والرسل والقديسين، ولا يحتاج إلى تجديد، لأن المسيحية هى هى، أمس واليوم وإلى الأبد، لذا فإنها لا تعرف ما يسمى بـ«تجديد الخطاب الدينى»، أما التعليم فى الكنيسة فمحدد بنظام ثابت وواضح، والتطوير الكنسى بصفة عامة يسير، وتتجه الكنيسة من عصر الأوراق إلى عصر الكمبيوتر.
■ مؤخرًا تحدث بعض نواب البرلمان عن قانون لتجريم الإلحاد.. هل توافق على هذا القانون؟
- أرفض إقرار البرلمان أى قوانين تجرم الإلحاد أو تعاقب الملحدين بالحبس والغرامة، فمثل هذا القانون مخالف للدستور ومجرد مناقشته ضد الدستور، وهو قانون لا يصب فى مصلحة مجتمع يتمتع بالديمقراطية، لأن الدستور كفل حرية الاعتقاد المطلقة والتفكير، كما أن عبادة الله أمر شخصى بين العبد وربه، أنا ضد الإلحاد والملحدين، لأننى مؤمن بوجود الله، لكن وجود هذا القانون ضد الحرية.
■ كيف تواجه الكنيسة الإلحاد إذن؟
- الكنيسة ترحب بالنقاش، وحين نتحدث مع الملحدين، أحيانًا يقتنع بعضهم بوجود الله، فيما يهرب البعض ولا يُكمل النقاش، والسبب الرئيسى فى وجود الإلحاد هو انعدام ثقافة الحوار فى المجتمع، وعدم وجود الوقت الكافى لدى الأسرة لتنمية تلك الثقافة.
وأعتبر أن الإلحاد أكبر خطر يواجه مجتمعنا، لأن الدين له مكانة كبيرة فى بلادنا، وحتى لو كانت نسبة الملحدين قليلة، إلا أنها خطرة، لذلك لا بد من وجود عدة طرق لمواجهة عناد الملحدين المتمردين على سلطة ووجود الله فى الحياة، وأولى هذه الطرق هى الحوار سواءً فى البيت أو الكنيسة، وثانيتها هو الصبر على الملحدين، فـ«بصبركم تقتنون أنفسكم»، والإنسان المعاند إذا تلامس مع من يحبه سيتغير، لذا المحبة من طرق الحل.
■ وماذا عن طلب كثير من الأقباط الطلاق؟
- من يخالف شريعة الإنجيل لا يعرف المسيح، والإنجيل ينص على أنه «لا طلاق إلا لعلة الزنى»، ولا بد أن تشهد اللائحة الجديدة للأحوال الشخصية فصلًا لكل كنيسة من الكنائس الثلاث: الأرثوذكسية، الكاثوليكية، والإنجيلية.
■ وما رأيك فى المساواة بين الرجل والمرأة فى المواريث؟
- الإنجيل يقول إنه لا فرق بين رجل وامرأة ولا عبد وسيد ولا فقير وغنى، والمسيح أتى للعالم كله ولكل الناس، وأحب الكل، أما قوانين المواريث الموجودة، والتى نتبعها فهى قوانين الشريعة الإسلامية، ولائحة الأحوال الشخصية للأقباط لا تحتوى على بنود تخص جزء المواريث.
■ شهد المجمع المقدس الأخير خلافًا حول قبول معمودية الكاثوليك.. ما رأيك فى توحيد المعمودية؟
- ما تسلمناه من آبائنا الرسل والقديسين وما نقوله فى قانون الإيمان: «نعترف بمعمودية واحدة لمغفرة الخطايا»، ولن نتخلى عن الإيمان الذى تسلمناه من الآباء الرسل، فكنيستنا كنيسة مجمعية والبابا شنودة كان متمسكًا بالآباء الأولين وتعاليم الكتاب المقدس.
ولذلك، لا يمكن القبول بتوحيد المعمودية مع الكاثوليك، دون باقى الأسرار السبعة، ومع ذلك هناك لجان لاهوتية تجرى حوارات لتقريب وجهات النظر بيننا وبين الكاثوليك.
■ كيف ترد على كاهن كاثوليكى اتهم البابا شنودة الثالث بـ«الهرطقة»؟
- الآباء الرهبان والأساقفة يسندون الكنيسة بتعاليمهم، والبابا شنودة الثالث حامى إيمان الكنيسة الأرثوذكسية باستقامة تعاليمه، وعلامة فارقة فى تاريخ الكنيسة، لم يضع مبادئ العقيدة، بل سار على الموروث وحافظ على هذا التاريخ، وقال لنا سأسلم الكنيسة وتعاليم الآباء مثلما تسلمتها، لذا فهو شخصية جديرة بالاحترام والتوقير وربنا يكافئه على كل ما قدمه.
■ كيف كان شعورك حين ولاك البابا شنودة مهام النائب البابوى فى «الرزيقات»؟
- كانت تلك ثقة من البابا شنودة، حين جعلنى نائبًا بابويًا لـ«دير الرزيقات»، وثقته ومحبته أعتز بها وكذلك آراؤه ونصائحه وكل ما قدمه لنا لا ننساه.
■ ما رسالتك للأقباط فى الوقت الحالى؟
- يجب على كل المسيحيين أن يجتمعوا على قلب واحد، ونطلب من الرب يسوع المسيح أن يحل بسلامه فى قلوبنا حتى تستقيم مسيحيتنا، ونبتعد عن كل ما يجذبنا إلى العالم ونبتعد عن التفكير بالعالم ونقترب من الله أكثر وأكثر، وأن يحافظ على الكنيسة والمسلمين والمسيحيين، وأن يعيد الحب والسلام والهدوء إلى مصر والعالم وأن يحمينا من الإرهاب.