رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

خطة «شكرًا تركيا» لاستهداف السيسى


حاولوا مع أحمد شفيق وفشلوا، فاستداروا إلى عنان فسقط وسقطوا، ثم طلبوا من بالونة الاختبار لهم والمسماة «خالد على» أن تنسحب، وليس لهم الآن بعد أن أصبحت نتيجة الانتخابات خارج نطاق سيطرتهم إلا أن يطالبوا الشعب بمقاطعة الانتخابات، ولو كان لهم أنصار بالملايين لكان الأجدى أن يطالبوهم بالتصويت فى الانتخابات ضد الرئيس السيسى، ولكنهم لا يملكون من الأصل إلا عدة آلاف لذلك كانت المطالبة بالمقاطعة هى الأفضل لسمعتهم التى أصبحت فى الحضيض، ومن أجل تفعيل تلك المقاطعة التى يرجونها أرسلوا أذنابهم ليثيروا الشكوك ويفتعلوا معارك وهمية.

فبدأت الحملات المسعورة التى تؤججها وتشعل نارها أجهزة الإعلام الأمريكية والغربية التابعة لهم، وتحركت كتائبهم الإلكترونية على مواقع التواصل الاجتماعى، ثم سيتحرك كل واحد من الإخوان وحلفائهم فى محيطه الاجتماعى، والهدف واحد هو تثبيط الناس عن التصويت فى الانتخابات، والمستهدف الذى يريدون الوصول إليه هو ألا يزيد عدد الناخبين المصوتين على خمسة ملايين ناخب لتكون هذه النسبة هى أدنى نسبة، ومنها يتم الطعن على شرعية الرئيس فى كل المحافل الدولية. تم وضع هذه الخطة فى أبريل من عام ٢٠١٦ وقتها أيقن الإخوان أن أى محاولات منهم لإعادة مرسى لحكم البلاد سوف تبوء بالفشل، فعقدوا مؤتمرا فى تركيا تحت عنوان «شكرا تركيا» حضره قادة التنظيم الدولى لهم، وألقى فيه القرضاوى كلمة وصف فيها «أردوغان» بالسلطان تارة، وبالخليفة تارة أخرى، وعلى هامش المؤتمر عقدوا لقاءات سرية مع عزمى بشارة الإسرائيلى القح، وقد حضر ممثلا لإمارة قطر، وأيمن نور عميل المخابرات الأمريكية، وشخص يمثل المخابرات التركية، وحضر اللقاء أبراهيم منير مسئول الإخوان فى أوروبا، وصلاح عبدالمقصود الذى كان منسقا لهذا المؤتمر وآخرون، وكان أن اتفقوا على استهداف شرعية الرئيس عبدالفتاح السيسى طالما أنهم لم يستطيعوا استهداف حياته، ولن يتم إسقاط شرعية الرئيس السيسى وفقا لتصورهم إلا من خلال آليات ووسائل كثيرة، تنتهى إما بتقديم مرشح قوى يتوافقون معه ويبذلون من أجله ما يملكون، وإما بحجب أى مرشح عن خوض الانتخابات ليغرد السيسى وحده، وأطلقوا عليها: «انتخابات المرشح الواحد» وأن الانتخابات لو تمت بمرشح واحد لن يقبل الغرب أى شرعية له عند نجاحه، وأكد لهم إبراهيم منير أن إنجلترا ستساعد الإخوان فى إسقاط شرعية الرئيس السيسى وستروِّج لذلك من خلال الجمعيات الحقوقية التابعة لها، وأيضا من خلال إعلامها وصحفها وخارجيتها، وأكد أيضا أن تمويل الإخوان للصحفى الإنجليزى «ديفيد هيرست» سيساعدهم على ترويج كل ما يريدون، وأخذ الإخوان الوعود الكثيرة من الحاضرين، كلٌ بما يستطيع.
من وقتها بدأ الإخوان فى تنفيذ خطة إشاعة اليأس والإحباط من خلال وسائلهم الإعلامية فى الداخل والخارج، ومعها خطة تشويه الجيش المصرى واتهامه بالتفريط فى أرض مصر، وأنه يعمل على الاستئثار بحكم مصر وحده، وأول ما فعلوه هو ترديد بعض أدبياتهم الخاصة بعقيدة الجيش المصرى فى كل وسائل التواصل الاجتماعى، يسعون من خلال تلك الأدبيات إلى كسب أنصارٍ جُدد من المتدينين السطحيين غير المُنظمين، هذه الأدبيات الإخوانية تقوم على أن الجيش المصرى ذو عقيدة مزيفة!، كيف ذلك؟ ولماذا؟، يقول الإخوان للشباب المتدين السطحى الذى لم يستو على عوده بعدإن عقيدة الجيش المصرى ينبغى أن تكون: «الدفاع عن الدين» ومحاربة من يعتدى على الإسلام والمسلمين فى أى بقعة من بقاع الأرض، فى حين أن عقيدة الجيش المصرى هى الدفاع عن الوطن بحدوده وأرضه ولا علاقة له بما هو كائن خارج مصر، وليس لديه معتقد غزو بلاد الدنيا وفتحها!، وبذلك لا يكون هو جيش الإسلام والمسلمين، ثم يقولون: إن هذا الجيش يضم المسيحيين وبذلك يكون جيشا مُشركا بالله!.
ومن وسائلهم الممنهجة استخدام لفظ «العسكر» بديلا عن تعبير «الجيش المصرى»، وهم يعلمون تمام العلم أن هذا التعبير لم يطلقه المصريون إلا على عساكر الغزاة، أو عساكر المماليك، فكانوا يقولون على قائد الجيش الفرنسى الغازى: «سارى عسكر الفرنسيس» وعلى جنود المماليك المرتزقة «عسكر المملوك»، ثم بشكل أو بآخر يستخدمون الفاشلين من قيادات النخب الفاشلة ليهجم أحدهم علينا عبر القنوات الفضائية المصرية وينهال على رموز الأمة من القادة العسكريين بحجارة الغباء، فيتهم صلاح الدين الأيوبى قاهر الصليبيين بكل ما هو شنيع، ويسحب منه كل فضل، ويقول عنه إنه أحقر شخصية فى التاريخ!، ويحوِّل قطز قاهر التتار إلى قزم لا قيمة له، ويجعل من أحمد عرابى قائدا عسكريا فاشلا لم يكن يسعى إلا إلى حكم مصر!، وأنه هو الذى تسبب فى احتلال الإنجليز لنا، ثم يتهم عبدالناصر قائد ثورة يوليو بكل القبائح السياسية والإنسانية، وصولا لترتيب ذهنية فى عقل المشاهدين بخصوص الرئيس عبدالفتاح السيسى بحسب أنه فى المقام الأول كان قائدا عسكريا.
كل هذا ارتفعت وتيرته بعد أبريل ٢٠١٦ إلى الآن، وهو يزداد زيادة مطردة تتواكب مع قرب الانتخابات الرئاسية، ثم كان الأمر الثانى وهو استغلال الأزمات التى تمر بالبلاد لإشاعة جوٍ من اليأس بين الناس والزعم بأن الأمور ستزداد سوءًا يوما بعد يوم، ليس استغلال الأزمات فقط ولكن تفعيل هذه الأزمات وجعلها تصل إلى حدٍ يظن معه المواطنون أن الحكومة فاشلة فى إدارة مرافق الدولة، وقد اكتشفت الشرطة المصرية فى أكتوبر ٢٠١٦ وثيقة رسمية أعدها الإخوان بعد مؤتمر «شكرا تركيا» تدور حول خطة الجماعة لتفعيل الأزمات، وأسندوا إلى محمد كمال مسئول تنظيمهم المسلح القيام بتنفيذ هذه الخطة، فبعد مداهمة الشرطة الوكر الذى كان محمد كمال يدير منظومته الإرهابية منه، فتبادل معهم إطلاق الرصاص فكان أن خرَّ صريعا، عثرت الشرطة على تلك الوثيقة التى أظهرت كيف يفكر الإخوان وكيف يستهدفون الوطن، وجاء فى هذه الوثيقة التى أصبحت من أوراق قضية تنظيم محمد كمال بنيابة أمن الدولة أنهم يجب أن يقوموا بتشكيل «لجان صُنع الأزمات» وهى عبارة عن عدة لجان مختلفة وضع لها الإخوان خطط حركة، كلها تعمل على خلق أزمات للدولة فى كل الاتجاهات، المهم أن يترتب على هذه الأزمات تأجيج الشارع المصرى بالغضب قبل الانتخابات الرئاسية، إلا أن الموعد يقترب، وكل خططهم تبوء بالفشل المبين، لذلك كان لا بد أن يبحثوا عن مسرحية فاشلة يزعمون فيها أن الدولة بجلالة قدرها حاولت اغتيال هشام جنينة تارة، واختطافه تارة أخرى، وتتحرك كتائبهم الإلكترونية وصحافتهم الأجنبية وقنواتهم الفضائية لتجعلها غزوة شبيهة بغزوة «الجمل»، والحمقى هم الذين يصدقون أن الدولة أرسلت من يضرب «جنينة» فيضربه ثم يظل المُتعدى منتظرا وصول الشرطة!.
ومن هنا ليوم الانتخابات انتظروا العديد من المسرحيات، فهذا هو مخططهم الذى يظنون أنه سيجعل الناخبين يحجمون عن التصويت فى الانتخابات، وسيفشلون لأنهم أدمنوا الفشل، أو قل إن الشىء الوحيد الذى نجحوا فيه هو الفشل، وسيصبح السيسى إن شاء الله رئيسا لفترة ثانية رغما عن أنوفهم.