رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

وجهة نظر.. السلام هو أمل الشعوب «2»


ولئن ندمت على السكوت مرة.. فلقد ندمت على الكلام مرارا
إن السكوت سلامة ولربما.. زرع الكلام عداوة وضرارا
س١: كيف نعرف السلام؟ وهل من فرق بين السلام والاستسلام؟.. س٢: هل السلام عن ضعف يعتبر سلامًا؟.. هل السلام كلام أم صناعة ليست سهلة؟.. ج: بالسعادة وصانعو السلام هم أبناء الله.. هل المؤمنون عليهم أن يحملوا السلاح؟ هناك سباق مسلح فما وظيفة دور العبادة؟!.

كيف ترى السباق فى حيازة أسلحة الدمار كالكيماويات والأسلحة النووية؟.. هل نعيش حياة مهددة فى عصر سباق الأسلحة؟.. يقولون إن الحروب القادمة ستكون حول المياه واستخدام الأسلحة الفتاكة، أى حروب كيماوية.. نعم إنها حقيقة.. فالقادم حروب كيماوية وبيولوجية باستخدام المركبات الكيماوية، وباستخدام غازات تشل الحركة وتجعل الجسم عاجزًا كالغاز المنوم والغاز الحارق والغاز المسيل للدموع وغازات تؤثر على الدم، ومنها ما يؤثر على الجلد مثل الكبريت والنيتروجين، ومنها ما يصيب الأعضاء كغاز السارين، ومنها ما يستهدف الرئتين كغاز الكلورين، وغازات أخرى بلغت أكثر من أربعين نوعًا كلها مدمرة لأعضاء الإنسان. ومن الغازات القاتلة ما ليس له لون ولا طعم ولا رائحة كغاز السارين وغاز الكريب يسبب حروقًا بالغة فى كل أجزاء الجسد والعينين، ويستمر تأثيره لمدد طويلة بعد إطلاقه.

س: هل يمكن القول إننا نعيش سلامًا خادعًا؟..ج: إنها أسئلة أمام القادة والساسة تنتظر وقفة شجاعة وجريئة ليقف العالم كله ضد سباق التسلّح، فالمليارات التى تنفقها دول العالم ثمنًا للأسلحة يمكن توجيهها لأعمال البناء وليس الهدم لتقديم الدواء وأمصال الوقاية من الأمراض الفتاكة التى تفترس الأطفال الأبرياء والمسنين الذين لا حول لهم ولا قوة.

صحيح أن هناك بعض الخدمات التى تقوم بها بعض الجهات الخيرية التى تدعم دول العالم الثالث بالأمصال الوقائية، وتمد المدارس بالأجهزة الحاسوبية، وهى أعمال إنسانية ونهضوية كالتى تقوم بها أسرة بيل جيتس الأمريكية من وازع روحى وقناعة بواجب نحو دول العالم الثالث، دون تفرقة بسبب اللون أو الجنس أو العمر لإيمان هذه الأسرة بقيمة الإنسان - أى إنسان - فلا ذنب لطفل معدم أو يتيم ألا يجد مأوى يحميه من برد الشتاء أو شمس الصيف الحارقة، وقد اتخذ هؤلاء الأطفال من الشارع مأواهم، ومن مخلفات البيوت طعامهم، وقد رآهم الكاتب فى دول إفريقية وهم خارج مقر للمؤتمرات ينتظرون إلقاء مخلفات المقر ليفتشوا فيها عن حبات الأرز بعد وجبات الطعام ليلتقطها الطفل من المخلفات «الزبالة» إلى أفواههم. كل هذا وتتسابق هذه الدول فى شراء الأسلحة للدفاع أو الهجوم على جيرانها.

إن صوت ذلك الشاب المشرد وهو يردد «كم من أُجَراء وفقراء فى دول الغرب يفضل لديهم الطعام والشراب والكساء والغطاء وأقرانهم فى العديد من دول العالم الثالث لا يجدون الفُتات الساقط من أبناء دول العالم الأول».. وَمِمَّا يزيد الأمر حزنًا وألمًا أن تسمع أصوات من أقاموا أنفسهم على مواطنيهم ولاة ودعاة حباهم الخالق حناجر أقرب إلى الرماح وألسنة لادغة كالحيات - يهاجمون المحسنين والداعمين والمعطين وكأنهم على غيرهم من الشعوب قوامون بل مقاتلون.

ليت الحكومات ودور التعليم ومناهجها تجعل الجميع يفيقون من التخدير، وأن تحول كل الموارد وكل الجهود إلى تقدم التعليم، فهو ضمان تقدم الشعوب وتطورها، فبالعلم بنت الشعوب أوطانها ولم يبن شعب بالجهل والفقر والمرض. لنرجع إلى تاريخنا لا من باب البحث فى السجلات القديمة، بل بنوبة صحيان لكل نائم أو غفلان. وفى مناخ السلام تتقدم الشعوب ويزدهر العلم والصناعة وتتناقص جرائم السرقة والقتل وتنهض الأوطان فى مختلف المجالات زراعة وصناعة وتجارة، وبالتالى فلا حاجة لمعونة مهينة أو أعمال فى خدمة دول أخرى، لتعود مصر بلدًا ينتج ويصدر، يعلم ويثقف ويحضّر كما كان.