ترامب يدفع العالم نحو الحرب
طبعًا لا أحد يجزم بأن دونالد ترامب وإدارته، يدفعون العالم نحو الحرب، لكن هناك من العلامات ما يشير إلى هذا الاستنتاج، ومن هذه العلامات امتداد عمليات الولايات المتحدة حول العالم إلى مستوى عالٍ، وزيادة فى المستويات السابقة، والتى سجلها الرؤساء السابقون، بالإضافة إلى ذلك ما قام به الكونجرس بالتصديق على تخصيص أموال لبناء عسكرى غير مسبوق فى أوروبا بالقرب من روسيا.
ثم ما سبق أن أعلنه البنتاجون مؤخرًا عن تمركز قوة أمريكية فى سوريا، فى حين أن ترامب قد مدد الحرب فى أفغانستان بلا نهاية، ويتوقع أن يرسل قوات إضافية خلال عام ٢٠١٨ إلى هناك.
وفى الحقيقة فقد زاد الرئيس ترامب قوات الولايات المتحدة والمرتزقة المدنيين فى الشرق الأوسط بنسبة كبيرة، وهو ما يؤثر علينا كثيرًا، كما أنه قد صعّد من التورط الأمريكى فى الحروب الخارجية. وتشير الإحصاءات إلى أن ترامب قد ألقى من القنابل والصواريخ على دول الشرق الأوسط، بالمقارنة بفترة مقابلة، أكثر من أى رئيس آخر للولايات المتحدة، وإضافة إلى ذلك فإن كثيرًا من كبار القادة العسكريين يطالبون القوات بأن تستعد للحرب، بينما تقوم دول العالم الصناعية بدعم قواتها وخطط الدفاع المدنى بسرعة البرق، بينما يقوم أقطاب الإعلام بالترويج لترامب.
وبالإضافة إلى ما سبق، فإن ترامب قد أثبت أنه أكثر رؤساء الولايات المتحدة صهيونية واستعدادًا لمساعدة إسرائيل على حرب عدوانية تؤدى إلى تشكيل «إسرائيل الكبرى»، ولتدمير قبة الصخرة وبناء الهيكل الثالث ليظهر المسيح المخلص. ومن الواضح أن دونالد ترامب قد سمح لنفسه بأن يتورط فى هذه النبوءات والأساطير الزائفة، ومن المخيف أن نتصور ما يمكن أن يكون نتيجة ما سبق، لكن يبدو أنه من المؤكد أننا سنرى بعض ملامح المذبحة والتدمير التى يمكن للصهيونية المسيحية واليهودية تحقيقها فى السنوات الثلاث القادمة على الأقل.
لتأكيد ما سبق نراجع التقارير عما يفعل ترامب، ونوضح أن ترامب قد مد عمليات الولايات المتحدة العسكرية حول العالم إلى أعلى مستوى فى التاريخ الحديث، ونشر القوات الخاصة الأمريكية فى ١٤٩ دولة، بما يعنى زيادة ١٥٠٪ فوق أكبر مستويات الرؤساء السابقين من دعاة الحرب مثل جورج دبليو بوش. أما الكونجرس فقد صدّق على خطط ترامب لتخصيص ٢١٤ مليون دولار لبناء عسكرى غير مسبوق فى شرق وشمال أوروبا بالقرب من حدود روسيا، وهذا الإنفاق جزء من مبادرة الردع الأوروبية بحجم ٤.٦ بليون دولار لتوزع بين قواعد الولايات المتحدة فى لاتفيا وإستونيا وسلوفاكيا والمجر ورومانيا ولوكسمبورج وأيسلندا والنرويج، وهى قواعد مصممة من أجل أن تؤوى أحدث طائرات القتال، وهى على أبعاد قصيرة من روسيا.
أما بالنسبة لسوريا، فقد أعلن البنتاجون أن هناك نحو ٢٠٠٠ جندى أمريكى فى سوريا، وأن قواته ستظل هناك لوقت غير محدد. وفى أفغانستان تحولت الحرب إلى أجل غير مسمى، بإرسال ٤٠٠٠ جندى إضافى، بما يجعل عدد هذه القوات يصل إلى ١٥٠٠٠ فرد، وهذا ما نعرفه، ولكن هناك حوالى ٦٠٠٠ جندى إضافى سيرسلون إلى أفغانستان فى الربيع القادم، وفقًا لوعد الجنرال جون و. نيكلسون، وأن القوات المرسلة إلى أفغانستان ستزيد دراماتيكيًا. والحقيقة أنه خلال الأشهر الأربعة الأخيرة زاد عدد قوات الولايات المتحدة والمرتزقة إلى بلاد الشرق الأوسط بما يعادل ٣٣٪، وتشتمل هذه البلاد، وفقًا للكاتب «شاك بولدوين»، على مصر ولبنان وسوريا وإسرائيل وتركيا والأردن والعراق والكويت والسعودية واليمن والإمارات وقطر والبحرين.
ويقول نفس الكاتب إن ترامب قد أسقط قنابل وصواريخ على دول الشرق الأوسط أكثر بالمقارنة بفترة مماثلة مع أى من رؤساء أمريكا السابقين، بمن فيهم بوش الابن على العراق. ويقول التقرير بأن الرؤساء بوش وأوباما وترامب قد ألقوا حوالى ٢٠٠٠٠٠ قنبلة وصاروخ على العراق وأفغانستان وسوريا وليبيا وباكستان واليمن والصومال، وأن معدل ترامب فاق معدلات كل من بوش وأوباما، وينتظر أن يلقى ترامب خلال فترة رئاسته الأولى أكثر من ١٠٠٠٠٠ قنبلة وصاروخ على دول الشرق الأوسط، بما يعادل ما ألقى خلال فترة رئاسة أوباما كلها.
قائد قوات المارينز أبلغ قواته فى النرويج، بأنهم يجب أن يستعدوا لقتال كبير، بينما وزير الدفاع ماتيس أبلغ الفرقة ٨٢ المحمولة جوًا أن سحب العاصفة تتجمع، وأن عليهم أن يكونوا مستعدين للحرب، ورئيس الأركان المشتركة اقترح على ترامب مؤخرًا أنه مستعد لضرب كوريا الشمالية فى خطة للحرب العالمية الثالثة.. هل نفعل شيئًا لتأمين أنفسنا؟ سنرى!.