رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الثورة الثانية.. دعوة عاجزة!


أصابتنى الدهشة والذهول لما قاله د. مرسى على أنه يدعو شعب مصر لثورة ثانية، وهنا أتساءل: من الذى يدعو للثورة.. هل د. مرسى أم الشعب؟

إنه بحق لأمر عجيب لتصريح غاية فى الغرابة ـ فلا ولن يوجد رئيس فى العالم كله وعبر التاريخ دعا شعبه لثورة ـ إن ثورتنا المصرية «التى لم تكتمل بعد» قام بها شباب مصر «غير الإخوانى» وحضرتك كنت سجيناً.

هذا الشباب الذى عانى المهانة بعد أن تنكرتم له.. وهو صاحب الثورة الحقيقى.. للأسف لم يكن منظماً مثلكم أو مدبراً للخطط كما هو الآن، كان شباباً تلقائياً بلا قائد.. وهنا أسألكم من الذى اقتحم السجون المصرية وحرق أقسام الشرطة ودبر هروب المساجين من السجون.. من قتل الشهيد العميد البطران فى الفيوم وغيره؟ إن التاريخ يقف دوماً ضد الخطأ ويفتضح مرتكبى الخطيئة.

فما هى الثورة التى يفكر فى الدعوة إليها د. مرسى؟ بالتأكيد إنه يقصد عشيرته وليس شعب مصر العظيم وربما يضيف لعشيرته فصيلاً آخر! نريد من الدكتور مرسى أن يصرح لنا بالإجابة عن سؤالى.. هل تستطيع العشيرة القيام بثورة ضد أكثر من ثمانين مليون مصرى فى المحروسة؟ وا أسفاه حينما نرى مصر عبارة عن مصريين فى جانب وعشيرة إخوانية فى جانب آخر.. يا دكتور مرسى.. أدعوك أن تكون على قدر ما صرحت به.. ليتك تنفذ ما قلت.. هيا ادعو للثورة الثانية.

نعم ادعو شعب مصر للثورة الثانية، قل للشعب أنتم الأغلبية التى أعتز بها قل لهم «أحبوا بعض».. هل تستطيع أن تقول للشعب أنتم مثل الإخوان أنا أحبكم؟.. عفواً يا دكتور مرسى كيف تجرأت أن أطالبك بذلك.. لا تنسى يا د. مرسى أنك أتيت إلى الصندوق عن طريق الجياع البسطاء من هذا الشعب بواسطة أكياس الطعام والبطاطس والباصات الموجهة بوجبات الغذاء وخطب المساجد والشعارات الدينية التى عدتم لاستعمالها من جديد لوجود عجز فى الدعاية، بل القناعة فى الجماعة.

أذكرك يا د. مرسى بالانتخابات ومن الحاصل على نسبة أكبر فى الأصوات.. إن القضايا مطروحة.. والسماء ستقول كلمتها للشعب.

لماذا يا دكتور ذهبت إلى السودان؟ وما حال حلايب وشلاتين التى لم يفرط فيها الرؤساء الذين سبقوك؟.. لماذا لا تزور إثيوبيا أم أن سمة النهضة المشتركة بين شعاركم وسدهم هى واحدة فى حروفها؟

لذلك آثرت السلامة.. أم أنك ترمى لأن تكون الفاروق ـ رحمه الله ـ ملكاً لمصر والسودان؟ اترك الشعب يعبر عن حريته. كفى تدبيراً وأخونة لكل شىء، كفى إهانة رجلكم الزايط للجيش ووصفه قائده بالفأر.

ليتك يا د. مرسى تسرع بالدعوة للثورة الثانية حتى تتخلص مصر من كابوس ألم بشعبها المتألم الصابر الحزين.. ليتك تدعو لثورة ثانية شريطة ألا تكون الميليشيات الإخوانية مسلحة ضد الشعب.. ولو حدث ذلك الشعب أعظم لأنه الأغلبية الصامتة التى ستتحول إلى أغلبية هادرة تستكمل يناير الحزين!!

آخر العمود: من ديوان العرب

ثوب الرياء يشف عما تحته.. فإذا التحفت به فإنك عار.

■ عضو اتحاد كتاب مصر