رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

أفيقوا.. لا تحرقوا الوطن!!


يرزح الأقباط فى مصر تحت حالة غريبة من الاضطهاد الدينى والاعتداءات المتكررة عليهم وعلى كنائسهم.. وحتى لا يتنكر بعض المتعصبين دينياً لما أقول سأطرح اليسير من هذه الأحداث التى تركت أعمق الجراح ليس لدى الأقباط وحدهم، بل ظلت الجراح

فى قلوب أعداد عظيمة من إخوتى المسلمين المستنيرين باختلاف مواقعهم وتوجهاتهم إلا أنهم جميعاً وطنيون يمتثلون للحق والحق يشهد لنزاهة أفكارهم وسلامة وطنيتهم أقول لمن هاجموا الأقباط ولم يستنكروا الاعتداءات الأخيرة فى الخصوص والكاتدرائية وأطالبهم بأن يطهروا ضمائرهم.

أين الذين اعتدوا وقتلوا وهدموا كنائس الأقباط فى الكشح «والكشح» والماريناب بأسوان وأطفيح وكنيسة القديسين وإمبابة والمقطم وأخيراً دهشور والكاتدرائية. أريد أن تنطقوا بالحق ونحوا الحقد والكراهية والتخلف الفكرى والثقافى جانباً. ليقل لى أحدكم عن معتد واحد تمت معاقبته؟ يا من تريدون حرق الوطن ارجعوا لله، فهو يأمركم بذلك وإلا فأنتم أعداء الله بما تقدمونه من حرائق.

أذكركم بكنيسة أطفيح والمسجلة إعلامياً على مستوى العالم بالصوت والصورة وذهب الشيخ محمد حسان من قبل المجلس العسكرى للأسف للحل العرفى الفاشل فى غيبة القانون.. ولم يحاسب أحد.. أليست هذه هى الحقيقة. إن عدم الاعتراف بما يحدث للأقباط من اضطهاد وحقد هم أصحاب القلوب التي لا تعرف الحب.. أصحاب هذه القلوب نشأوا فى جو معجون بالتطرف والأحادية والتعاليم الخاطئة التى لا تعرف الله.. إنهم انحرفوا عن صحيح دينهم.

ثم نأتى لمشهد حزين صدر كل مصرى نقى دون النظر لمعتقده.. إن التشخيص الحقيقى لما يعيشه المصريون الآن يتلخص فى نقاط أولها نمو مناخ التطرف الدينى ضد الأقباط بعد اختطاف الإخوان لثورة يناير «التى لم تكتمل بعد» ثانياً ازداد التطرف الدينى أيام الراحل السادات، حينما أطلق سراح الإسلاميين مقابل أن يواجهوا التيار الناصرى الذى لم يكن يوماً عدواً للسادات.. وكانت المأساة أن اشتد الاضطهاد الدينى ضد الأقباط فى مئات الحوادث.. وكانت الحادثة الخطيرة أن يلقى الزعيم حتفه على يد من أطلق سراحهم.

ثالثاً: تنامى مناخ التعصب والاحتقان الدينى ضد المسيحيين فى مصر كلما فكروا فى صيانة دورة مياه فى كنيسة أو بناء سور لها أو بناء كنيسة، لماذا هذا الكبت ضد الأقباط.. من الذى يصنع هذا؟ إنها منظومات التعليم والإعلام الذى تتبناه على سبيل المثال قناة الأمة التى قام صاحبها بحرق كتابنا المقدس أمام السفارة الأمريكية.. لماذا لم يحاسب هذا الرجل على هذه الفعلة النكراء.. هل هو الموافقة على هذا التصرف القمىء والقذر فى الوقت التى يتم ضبط وإحضار باسم يوسف وخروجه بكفالة بتهمة إهانة الرئيس.. أيهما.. إهانة الرئيس أم إهانة كتاب سماوى؟ ومما يثير الدهشة ذلك «الغباء والاستهبال» لقناة الإخوان حينما تحاول إيهام العالم أن ما يحدث أمام الكاتدرائية هو مظاهرات الأقباط ضد البابا لعدم الرضا عنه.. يا إخوان أفيقوا واذكروا الله ولا تحرقوا الوطن.

آخر العمود: من ديوان العرب: لا تنه عن خلق وتأتى مثله.. عار عليك إذا فعلت عظيم.

■ عضو اتحاد كتاب مصر