رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

انهيار لا نتمناه!


انهيار أى دولة فى العالم حتى لو كانت امبراطورية ممتدة الأطراف سببه ببساطه الاستبداد وضياع العدالة وفقدان الحكمة، قرأنا عبر التاريخ سقوط امبراطوريات عديدة مثل الفارسية والرومانية.. وكيف كانت فى أوج عظمتها ثم أعلن التاريخ سقوطها.

فدائمًا البناء يستغرق وقتًا وجهدًا وفكرًا أما السقوط فله مقومات أخرى سريعة يكفى لهذا السقوط انهيار الاقتصاد فى أى دولة وإهانة شعبها وعدم توفير احتياجاته من ضروريات الحياة، إلى جانب ما ذكرته فى بداية كلمتى.

وسقوط أمه كالأمة المصرية العظيمة لا قدر الله هو أمر مهين وخطير جدًا، أمام سقوط جماعة مهما كانت، ومما يؤسف له أن ما يحدث الآن هو البحث عن نجاح وتثبيت مفاصل الجماعة التى تبحث عن ذاتها بعيدًا عن هموم الأمة المصرية، هذا ما يحدث فى مصر فأى جماعة مهما طغت وما حولها من أحزاب، حينما يوضع هؤلاء فى كفة ونضع فى الأخرى الشعب.. بالتأكيد سوف ترجح وتربح الأخيرة لأنها الباقية على مر الزمن ضميرًا وتاريخًا وحياة، إن أسوأ ما حدث أخيرًا فى عهد الإخوان ذلك الاعتداء على الشعب بسقوط شهدائه والذين اعتبرهم الحاكم بلطجية ومشاغبين.. إلخ الصفات السيئة، وهؤلاء هم امتداد لثوار يناير الأول فى اغتصاب خطير لحقوقهم، من العدل الآن محاسبة من اغتال ورد مصر الجميلة مهما كانت وظيفته أو موقعة، هل ننسى ما قاله د. مرسى فور توليه الرئاسة أنه سيعيد محاكمة سابقيه وحان الوقت أن نسأله.. ستحاسب من.. ومن سيحاسبك!! ليتنا نصدق مع أنفسنا!!

والجماعة تدخل الآن منحدرًا خطيرًا هى واتباعهاالذين أباحوا من خلال فتاواهم بالاغتيال وتطبيق حد الحرابة وغيره على رموز معارضة وكذلك الكتاب والإعلامين الليبراليون والعلمانيون الكفرة.. ونريد أن نوضح أن هذا الهجوم يمارس كل يوم من التيار الإسلامى السياسى بكل فصائله وشاهدت بأم عينى قناة الأمة وهى تكفر الدكتور خالد منتصر باتهامه بالكفر وغيره كثيرون هوجموا من القناة نفسها وقس على ذلك مئات الفتاوى ضد الإعلام والكتاب، يحدث هذا ولا تعليق للحاكم وجماعته باستنكار قد يساعد على تصحيح الأفكار وهكذا يتغذى فكر البسطاء والجهلاء وهنا تكمن الكارثة، كنا نحلم أن يكون الرئيس أول من يتصدى لهجمات الجاهلية من فتاوى وتصريحات تلفظها أدنى درجات اللغة الإنسانية المؤمنة برسالات الآلة.

بل كانت مشاركات عشيرته لها النصيب الأكبر من هذه الفتاوى القاتلة، ونلاحظ أيضًا المحاولات التى يمارسها الإخوان فى استقصاء الأزهر، الوسطى والمعتدل، والذى لو نال حقه الحقيقى لكان الأجدر بالفتوى الصحيحة، سيصدق الناس متى أفتى رجاله وبالتالى سلامة فتواه ستحفظ المجتمع من هذا الهزل والهراء والعداوات التى صنعها رجال ادعوا العلم والفتوى فكانت الطامة الكبرى التى أضرت بكل الأمة المصرية، إذا أردنا لمصر الانقاذ والصحوة فعلى الإخوان أن يتقوا الله فى حق هذا الوطن وليدركوا أن مصر للجميع.. ومصر لن تضيع فشعبها لم ينم!

يقول أندريه مالرو: «مصر هى التى اخترعت الأبدية»

■ عضو اتحاد كتاب مصر