رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مستشفى سرطان الأطفال 2020


قبل أن نعرف ما هى الاستراتيجية، علينا أن نفكر بطريقة استراتيجية، هكذا يستهل مستشفى سرطان الأطفال 57357 خمسة محاور، تلخص فى مجملها منهجية التفكير، فى استراتيجيته حتى عام 2020، المحور الأول يؤكد أن الاستراتيجية لابد أن تنبثق من رؤية المستشفى ورسالته فى الأساس.

وتتلخص رؤية المستشفى فى طموح أن تنفرد عالميًا كنموذج للتغيير نحو طفولة بلا سرطان، أما رسالته فى سبيل تحقيق هذه الرؤية، فتقوم على بناء مؤسسة لديها القدرة على الاستمرار والتطور والنمو، لعلاج السرطان والوقاية منه، وذلك من خلال البحث العلمى، والتعليم المتطور، وجودة الرعاية الصحية، التى تقدم بعدالة ورفق، وبالمجان، لرفع معاناة الأطفال مرضى السرطان وأسرهم، ولتمتد المهمة لتشمل رفع الوعى، والمساهمة الفعالة فى بناء قدرات المجتمع.

ويأتى المحور الثانى ليرفع حقيقة أن الاستراتيجية ليست اختيارًا للمؤسسات الطموحة، التى تنتهج العمل على قواعد علمية فى الأساس، فالاستراتيجية ببساطة هى تقرير اختيارات بعيدة المدى، وهى بهذا تعد آلية رئيسية من آليات البقاء، فالسؤال هنا لم يعد مطروحًا بشأن أهمية وجودها، وإنما تأتى الأسئلة فى إطار تحديد أفضل الطرق لتطبيقها، ومعايير قياس نجاحها، وقواعد ودورية مراجعتها، ضمانًا لتحقيق أهدافها، وتأخذنا هذه المفاهيم بداهة إلى عنوان المحور الثالث، البقاء على القمة أصعب كثيرًا من الوصول إليها، إحدى أهم قواعد التفوق الاستثنائى التاريخية، فقد شهد مستشفى سرطان الأطفال نموًا سريعًا، جعلها اليوم منظمة رائدة فى مجال الرعاية الصحية فى مصر والمنطقة، وهى بعد على مسافة أشهر قليلة من عقدها العمرى الأول.

ويحذر المحور الرابع من استراتيجية مستشفى سرطان الأطفال، من أحد أهم أسباب الفشل فى تحقيق أى استراتيجية، ألا وهو الوقوع فى فخ الانشغال بعمليات وقرارات العمل اليومى، على حساب السعى نحو تحقيق الأهداف المستقبلية، وحقيقة أن هذه العمليات والقرارات تمثل ضرورة ملحة، لا ينبغى أبدًا أن تأتى على حساب قرارات أخرى قد تكون أقل إلحاحًا الآن، ولكنها فى معظم الأحوال تكون أكثر أهمية، وعليه حسم المحور الرابع الأمر بأن وضع الاستراتيجية فى موقع الأولوية الأولى، وقياسًا على هذا، أكد المحور الخامس والأخير، أن الجميع له دور فى تحقيق الاستراتيجية، فأفضل الاستراتيجيات معرضة للفشل فى التطبيق، ومن هنا أصبح الشغل الشاغل للجميع، هو التأكد من أن الاستراتيجية الموضوعة محل التطبيق بفاعلية.

وتأسيسًا على هذه المحاور الخمسة، وضعت استراتيجية مستشفى سرطان الأطفال 2020، ثمانية أهداف تمثل أولوياتها الطموحة، وتحدياتها العملية، ولكل من هذه الأهداف أربعة مؤشرات لقياس أداء كل منها بشكل دورى، ومدى ما يتحقق من تقدم ما بين النتائج الحالية والمستهدفة، وتتلخص هذه الأهداف الثمانية فى تخطى حدود نسب الشفاء العالمية، ورفع معاناة المرضى وذويهم، والبناء على النشاط البحثى وتوسيعه، ومراعاة معايير الجودة فى كل جوانب العمليات، وتطوير إطار علمى لممارسة طبية آمنة لضمان سلامة المريض، وتفعيل نموذج يحتذى به فى المسئولية البيئية، ورفع مستويات الوعى للعمل على الوقاية من السرطان والكشف المبكر عنه وإدارته، وأخيرًا بناء قدرات الكوادر البشرية لتلبية توسعات المستشفى والوفاء باحتياجات قطاع الرعاية الصحية فى مصر والمنطقة.