رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مترجم جابرييل غارثيا ماركيز يروي للدستور كيف تعايش مع روائي أمريكا

طلعت شاهين مع محرر
طلعت شاهين مع محرر الدستور

يمر اليوم ذكرى رحيل جابرييل غارثيا ماركيز، صاحب رواية "مئة عام من العزلة" والحائز على جائزة نوبل للآداب عام 1982، والذي توفي عن عمر ناهز الـ87 عامًا.. ويحتفي «الدستور» بذكرى رحيله مع مترجم سيرته الروائي والأكاديمي طلعت شاهين، والذي يروى لنا، كيف جاءت ترجمته لتعيش وتحكى عن ماركيز.

يقول طلعت شاهين إن ترجمة ماركيز ليست في حاجة إلى دافع، لأن كاتبا مثله يعتبر حافز في حد ذاته للترجمة من أي لغة، فما بالك بمن يترجم من اللغة التي يكتب بها ماركيز.

ويضيف "شاهين" عندما درست اللغة الأسبانية، وقررت الإقامة في اسبانيا عام 1980، كان اسم ماركيز معروفا بقوة في مجال الإبداع باللغة الأسبانية، بل كان علما في ذلك الوقت، لأن شهرته كانت قد بدأت مع صدور "مئة عام من العزلة"، واتذكر أنني بدأت قراءته، وكانت أولى ترجماتي للقصص القصيرة له، ثم ترجمت روايته "حكاية ايرنديرا البريئة" التي نشرتها في منتصف الثمانينيات في مجلة الأقلام العراقية.

يشير "شاهين" في حديثه إلى محاولاته العديدة لإجراء حوار صحفى مع ماركيز، لكنه كان يهرب دائما، ليس مني ولكن من أي صحفي آخر، لأنه كما كان يقول دائما أنه "لا يجيب على الأسئلة لأن لديه الكثير من الأسئلة التي يبحث عن إجابة عنها".

يلفت شاهين الى أن "رواية "حكاية ايرنديرا البريئة" أولى أعماله التي أصدرتها في كتاب مع بعض القصص القصيرة، ثم ترجمت الفصل الأول من مذكراته "أن تعيش لتحكي" والتي نشرتها جريدة "الباييس" الاسبانية كمقدمة ودعاية لنشر مذكراته إلا أن إصابته بسرطان الدم حالت دون صدور المذكرات في كتاب، وتأخر النشر لأكثر من خمس سنوات، لذلك عندما صدرت في كتاب كان لدي هذا الجزء المترجم إضافة إلى أنني كنت قد حصلت على نسخة من دار النشر قبل طرح الكتاب للبيع، وأخذ منحني الأسبقية في إصدار "أن تعيش لتحكي" التي صدرت في كتاب عن دار سنابل في سبتمبر 2003 أي بعد صدور الطبعة الاسبانية بأربعة أشهر فقط."

ويضيف شاهين ان الأمر نفسه حدث مع روايته الأخيرة "ذكريات عن عاهراتي الحزينات".

ويستطرد "شاهين" رسالتي لماركيز اليوم: إننا ننتظر صدور باقي المذكرات التي انتظرناها طويلا، فقد توقف هو عن مراجعتها بسبب مرضه، وحسب مصدر مقرب منه أن تلك المذكرات كتبت في أكثر من خمسة ألاف صفحة وكان يريد اختصارها في خمسمائة صفحة فقط، لكن المرض ومن بعده الموت حالا دون استكمال مراجعته"

يختتم "شاهين" حديثه: نحن ننتظر باقي تلك المذكرات، لا لما تحويه من أسرار شخصية، ولكن لأنها تعتبر درسا في علاقة المثقف الواعي الملتزم بالثقافة والكتابة وكيفية التعامل مع الحياة، وعلاقته بما كان يجري من حوله من أحداث، وكل هذه دروس مهمة يمكن للمبدعين أن يستفيدوا منها وللقراء أن يستمتعوا بها كما استمتعوا برواياته وقصصه القصيرة.