رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"الدستور" تنفرد بحوار مع عباس بيضون الفائز بجائزة."زايد للآداب"

 عباس بيضون
عباس بيضون

لم تكن هى المرة الأولى التى يتقدم فيها الشاعر عباس بيضون لجائزة الشيخ زايد، فرع الآداب،
بعمل روائي. فقد سبق وتقدم فى دوره سابقة بروايته "الشافيات" لكنها لم تصل إلى اَي من القائمتين على حد تعبيره.

نجح عباس بيضون فى اصطياد جائزة زايد فرع الآداب، فى دورتها الحادية عشر، بروايته "خريف البراءة" برغم المنافسة الشديدة مع رواية "فى فمى لؤلؤة" للشاعرة والروائية ميسون صقر، فضلاً عن منافسة مواطنه رشيد الضعيف صاحب رواية "ألواح".

"الدستور" انفردت بحوار مع الشاعر والروائي اللبناني عباس بيضون:

* ماذا عن جائزة الشيخ زايد؟
ـ يشرفنى الحصول على الجائزة، كما يشرفنى أن هذا الفوز لا ينسب إلى أى من الملابسات الأدبية التى تحيط بنا، والمتعلقة بالجوائز، فأنا كما تعلمون شاعر فى الأساس، وعكوفى على الرواية لم يحدث إلا بعد انشغالى بالشعر، كنت دائمًا قارئ روايات، وشعر النثر هو فنى، لكن أجزم أننى لم أعرف كروائي بعد.


ويردف "بيضون: لا يمكن أن ننسى أن عددًا من الروائيين الذين يتخطوننى في العمر الروائي كانوا من بين المرشحين للجائزة، وأفهم من ذلك أن الجائزة غير مقيدة، ولا تأخذ بالاعتبار إلا جدارة العمل وقيمته الأدبية، وسعيد بأن يجد أعضاء اللجنة، وهم مثقفون معتبرون، في روايتى "خريف البراءة" ما يستحق الجائزة.

* وماذا تقول للروائي رشيد الضعيف والشاعرة الروائية ميسون صقر؟
ـ أعرف رشيد الضعيف كروائي سبقنى بسنوات، وطالما قرأت له وأعجبت بأعماله الروائية، وأسعدنى كونه صار موازيًا معى فى اللائحة القصيرة، وهو أمر ويمنح "خريف البراءة" قيمة مضافة.
أما عن ميسون صقر، فهى الصديقة القديمة والجديدة والدائمة، هى فى المكان ذاته، فطالما أعجبتنى أعمالها التشكيلية وكذلك الشعرية، وهى نفسها قفزت من الشعر إلى الرواية، وأسعدنى أن يكون على قمة اللائحة شاعرين، والفوز بالجائزة لا يعنى شيئًا سوى وجودنا وتجاورنا وتجاذبنا في امتحان الجائزة.

ويغضب "بيضون" لدى سؤالنا عن راهن الشعر العربي ويقول:
ـ فى تصورى هذا سؤال يحمل انتقاصًا للشعر، وللأجيال الجديدة من الشعراء، فالشعر العربي ينتقل من طور إلى طور، انتقل من طور الرواية إلى الملحمة، ومن القروية والغناء إلى طور يرتبط أكثر بالمدنية والوقائع اليومية.

* هل أخذت الرواية مكان الشعر؟
ـ الشعر كان ديوان العرب، هذا ما نعرفه، ولكن يجب التأكيد على أن الشعر لم يكن فى أى وقت شعبيًا، فأبو تمام والبحترى لم يكونا شعبيين، ولا يمكن لنا أن نقول إن الشعر فن شعبي، فى ظنى أن الشعر بدأ تجميليًا، فنًا يدعو إلى الجمال والحب، ويحرض على الجمال، هذا الفن جار الفلسفة فهو أقرب إلى الانعزال، لم يعد الشعر فنًا يحرض على الحياة، فقد أصبح الشعر فنًا سلبيًا وحادًا وقاسيًا، بالإضافة إلى أنه يعتمد على ما يشبه الوحى ويحتاج إلى تركيز عميق، فالشعراء الآن يقرأون بعضهم، يتحولون إلى أقلية صغيرة، والسؤال الذي يطرح نفسه: هل الشعر فات أوانه؟ لا أظن، ما زال شعر الغناء وأيضا سيبقى الشعر الآخر لم يفقد بعد أسس البقاء.