رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

التفسير النفسي للاعتداء الجنسي علي الأطفال


حالة من الجدل أثارتها واقعة اغتصاب جديدة لطفلة بمحافظة الدقهلية، بعدما قام عامل بتجريدها من «البامبرز»، ليعتدي عليها دون أدنى شفقة، ويسبب لها جراحًا عميقة، خضعت على إثرها لعملية جراحية.

الرأي العام يتسائل ما هو التفسير النفسي لهذه الجريمة البشعة؟.. ما الذي يدفع رجل بالغ للاقدام علي إغتصاب طفلة لم تكمل العامين؟.. ما هي المتعة أو اللذة التي حصل عليها في مقابل هذه الجريمة البشعة.

تذكر مراجع الطب النفسي والطب النفسي الشرعي أن أغلب مرتكبي جرائم الاعتداء علي الأطفال لهم سمات وصفات مشتركة ومن أبرز هذه الصفات:
أكثر من 70% منهم تعرضوا للاعتداء الجنسي في صغرهم.
50% منهم يتعاطون المخدرات مما يفقدهم قدرتهم علي إتخاذ القرار الصحيح ويجعلهم يتخيلون أشياء وهمية ويتفاعلون مع هذه الأشياء. 
اصابة البعض منهم بالفصام الذهاني مما يجعلهم يقومون بافعال مخالفة للواقع و المنطق 
هناك اضطراب نفسي جنسي يسمي Pedophilia "

البيدوفيليا Pedophilia :
اضطراب البيدوفيليا يتم تشخيصه هذه الأيام وفقاً للكتيب الإحصائي والتشخيصي للاضطرابات الطبية النفسية (الطبعة الخامسة – الجمعية الطبية الأمريكية).

المعيار الأول يحدد وجود تصورات جنسية شديدة أو حادة أو دافع أو سلوك لفترة لا تقل عن الستة أشهر، تتعلق بفعالية جنسية مع أطفال دون سن البلوغ أو دون سن الثالثة عشر. هذا المعيار يحدد العمر بصورة عامة وربما يختلف من حضارة إلى أخرى. في معظم بلاد العالم يتم تعريف الطفل قانونياً بالعمر الذي يفصله بين الطفولة والبلوغ وهو في أكثرية بلاد العالم 18 عاما ًودون هذا العمر يتم تعريفه بالقاصر.

أما العمر بالنسبة للفعالية الجنسية فيتم تعريفه بسن الموافقة. هذا السن كان بمعدل 12 عاماً قبل القرن العشرين ومنذ القرون الوسطى، وبعدها تم رفع العمر إلى 16 عاماً في معظم بلاد العالم. في البلاد العربية الإسلامية فلا يوجد ولا يستعمل عمر الموافقة والقضاء المدني ربما يعني بأمور العلاقة الجنسية خارج الزواج إن تم عرض مثل هذه القضايا أمام القضاء.

مسألة العمر تثير بعض الجدل سن الموافقة على الفعل الجنسي يتطلب وجود الكفاءة العقلية لقبول المشاركة في العمل الجنسية. هذه الكفاءة بحد ذاتها تعتمد على عوامل تتعلق بالتعليم والقدرة العقلية ويتم الفصل بها أحياناً أمام القضاء.

المعيار الثاني يتعلق بتصرف الفرد استجابة للدوافع أعلاه أو أن الدوافع بحد ذاتها تسببت في كدر وآلام شديدة لمن يعاني منها أو أنتجت صعوبات في العلاقات الشخصية.

هذا المعيار لا يتطلب عملية جنسية فقط وإنما يشمل تحميل صور عبر الإنترنت وغير ذلك.

المعيار الثالث يتطلب أن الفرد يجب أن يكون في عمر 16 عاماً أو أكبر ويزيد عمره على عمر الضحية بخمسة أعوام على الأقل. على ضوء ذلك لا يمكن تصنيف الفعالية الجنسية بين المراهقين دون عمر السادسة عشر بالبيدوفيليا.

على الطبيب النفسي بعد ذلك تصنيف الاضطراب إلى ما يلي:
1- مقصور على الأطفال.
2- غير مقصور على الأطفال. بعبارة أخرى وجود فعاليات جنسية أخرى مثلية أو غيرية مع البالغين.

بعد ذلك يتم تحديد ما يلي:
1- الانجذاب الجنسي نحو الذكور.
2- الانجذاب الجنسي نحو الإناث.
3- الانجذاب الجنسي نحو الذكور والإناث.
هذا التصنيف السريري لا يخلو من التصلب ولا يوضح مسار هذا الاضطراب على المدى البعيد.
جرائم الاعتداء الجنسي علي الاطفال في الولايات المتحدة وأستراليا تصل عقوبتها طبقا للقانون الاسترالي والامريكي إلي السجن مدي الحياة.

اما مرضي البيدو فيليا فيخصعون للعلاج داخل السجن ومن ضمن أساليب العلاج الاخصاء الكيميائي.
اعطاء المتهم هرمونات تجعله يفقد الرغبة وعلاج كهربائي .

لا تزال هناك مشكلة هامة في قضايا الاعتداء الجنسي علي الأطفال يكون صعب إثباتها لان الاطفال هم الشاهد الوحيد علي الموضوع الاعتداء وهناك تكنولوجيا حديثة الان في مجال الطب الشرعي و الطب النفسي لاكتشاف الجناة. مثل الرنين المغناطيسي و رسم المخ و اختبار dna