رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

البرادعى وشفيق وعنان.. وأحلام الزعامة الزائفة


هناك سمات عديدة تجمع بين الدكتور «محمد البرادعى» والفريقين «أحمد شفيق» و«سامى عنان» أبرزها تزامن ظهورهم على مسرح الأحداث السياسية، فى مرحلة اتسمت بالضبابية والرغبة فى التغيير بغض النظر عن الأفكار والاتجاهات والرؤى !!.

فالدكتور محمد البرادعى ظهر فى مرحلة بلغ الغضب الشعبى من «نظام مبارك» مداه، وأصبح «حلم التغيير» يراود كل فئات المجتمع بلا استثناء، وزاد الطين بلة بعد التزوير الفج لانتخابات 2010 .. وانتقلت  مصر إلى حالة «الغليان المكتوم» وحينها قفز «البرادعى» إلى صدارة المشهد بحكم طبيعة المرحلة التى أوصلته إلى مكانه على رأس «حركة التغيير» وليس لأى سبب آخر.

 وشهدت مصر دون تدخل من «البرادعى» أو غيره أعظم ثورات العصر الحديث – ثورة يناير – التى أسقطت «نظام مبارك» الذى وضع البلاد والعباد فى «مأزق تاريخى».

ومنذ ظهوره على «مسرح الأحداث السياسية» فى مصر، حاول البرادعى دومًا افتعال الأزمات التى لا تفيد لا الوطن ولا المواطنين .. ومع احترامى وتقديرى حرمة الحياة الخاصة للمواطنين، إلا أن المكالمات الهاتفية للبرادعى التى تم تسريبها – رغم عدم قانونية إذاعتها – أكدت أننا أمام رجل يستعلى على «النخبة» التى ساندته فما بالنا برأيه فى «الشعب» .. لذلك فشل «البرادعى» فى أن يترك بصمة مؤثرة على أرض مصر بعكس العالم الراحل «أحمد زويل» مثلًا.

أما الفريق «أحمد شفيق» فبدأ اسمه يتردد بقوة ليكون نائبًا لمبارك فى بعض الأوساط السياسية  وصحف المعارضة بداية من عام 2008 بمنطق أنه «من أفضل الموجودين» على ساحة  «نظام مبارك» .. ولكن حلم «الفريق شفيق» تحقق بعد أربعة أيام من قيام ثورة يناير ليتولى رئاسة وزراء مصر فى 29 يناير 2011 ولكنه لم يستمر فى منصبه سوى 33 يومًا فقط، وكانت سياسته قائمة على «البلوفر» و«البنبونى».

وبعد فترة خاض «شفيق» الانتخابات أمام المعزول «محمد مرسى» وحتى من اختاروا «شفيق» فى انتخابات الرئاسة صوتوا له بمبدأ أنه «أحسن الوحشين» وهو نفس المنطق الذى رشحه من أجله البعض ليكون نائبًا لمبارك وأهله أيضًا ليكون رئيسًا لوزراء مصر.

وعلى درب غريمه «البرادعى» استمر «شفيق» سائرًا فى درب «البطولة والزعامة الزائفة» لدرجة أن هناك أنباء تتحدث عن أنه سيترشح لانتخابات الرئاسة فى 2018 وهذه «قمة الكوميديا السوداء» .. ولكنها «أحلام الزعامة الزائفة .

ولايختلف الفريق «سامى عنان» كثيرًا عن «البرادعى» و«شفيق» فعنان يحلم هو الآخر بـ«الزعامة والبطولة» ولكنها للأسف «زائفة» ولاتستند إلى أى واقع ملموس، وجميعنا يتذكر «صور عنان» التى تم نشرها فى 2014 بالتزامن مع إعلانه نيته الترشح رئيسًا لمصر وكأن «جلسات التصوير» تصنع زعيمًا أو بطلًا !! .