رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

أحزابنا.. للأسف كارتونية


شهدت مصر قبل ثورة يوليو 1952 حياة حزبية ثرية وخاصة فى ثلاثينيات وأربعينيات القرن الماضى، وانعكس هذا الأمر على أداء «مجلس النواب» فى فترة ما قبل ثورة يوليو 52.. وجميعنا يتذكر حجم «الرقابة البرلمانية» من قبل الأحزاب الممثلة فى البرلمان المصرى على حكومات ما قبل «ثورة يوليو» على الرغم من حالة الفساد الذى كان مستشرياً فى قصور أسرة «محمد على».

وبعد قيام ثورة يوليو 1952 التى أطاحت بحكم «الأسرة العلوية» انتهت مرحلة «أحزاب ما قبل الثورة» لتشهد مصر نظام «الحزب الواحد» وتمثل فى صورة «الاتحاد الاشتراكى» الذى تغلغل فى مفاصل الدولة، لدرجة أن عضويته كانت مسوغاً للتعيين فى الوظائف حينها.



وبعد نصر أكتوبر المجيد حاول الرئيس الراحل «أنور السادات» تأسيس نظام حزبى جديد انتهى إلى نموذج «الحزب الوطنى الديمقراطى» مع بعض الأحزاب غير الفعالة التى ظهرت إلى جانبه – على الهامش – على مدى أكثر من 30 عاماً وكلها كانت «أحزاب ديكورية» تم استخدامها على مدار أكثر من ثلاثة عقود لنقول للخارج إن لدينا «ممارسة حزبية».

ومع قيام ثورة 25 يناير 2011 استبشر الكثيرون خيراً بأن الأحزاب ستشهد «نهضة حقيقية»، ولكن الإخوان «تجار الدين» نجحوا فى اقتناص أول «انتخابات برلمانية» بعد ثورة يناير بـ«الزيت والسكر» وقبلت «الأحزاب الهشة» بترضية من الإخوان بمقعد هنا وآخر هناك.. واستحوذ الإخوان والسلفيون على مجريات الأمور وظهرت نماذج جديدة من النواب نافست «نواب القروض وسميحة» فشهدنا «على ونيس والبلكيمى» إلى أن أسقطت «المحكمة الدستورية العليا» «برلمان الإخوان» فى حكم تاريخى.

وعلى الرغم من أن دستور ثورة «30 يونيو» يدعم التعددية الحزبية ويشجعها، إلا أن الأحزاب كان لها رأى آخر واكتفت – إلا فيما رحم ربى – بأن تصبح «شكلاً كارتونيا» لا يتعدى تأثيره البنايات التى تقع بها «مقار الأحزاب»!!

فمن منا يستطيع أن يتذكر أسماء 5 أحزاب – رغم أن أعدادها لاتحصى - تعمل على أرض الواقع.. من منا يذكر قضية تهم الشارع المصرى تقدم حزب أو مجموعة أحزاب برؤية للتعامل معها بشكل مدروس ومنظم.. لن تجد بالطبع لأن مسئولى هذه الأحزاب يكتفون بالتقاط الصور التذكارية هنا وهناك دون عمل حقيقى على أرض الواقع.

بالطبع هناك شخصيات تعمل داخل بعض الأحزاب ولكنها فى النهاية «محاولات فردية» للالتحام بمشكلات وقضايا المجتمع.

وقبل أن أختتم مقالى أدعو الأحزاب للعمل بفاعلية فى الشارع واستقطاب مختلف فئات المجتمع المصرى لخلق تجربة حزبية حقيقية تسهم فى الوصول بالبلاد لبر الأمان.