رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الرقابة الإدارية.. وفساد المحليات


تلعب «هيئة الرقابة الإدارية» دورًا بارزًا فى مواجهة «الفساد» فى الأجهزة الحكومية، وخلال الأشهر القليلة الماضية نجح رجال الهيئة فى ضبط العشرات من قضايا الفساد بمليارات الجنيهات عادت إلى «خزانة الدولة»، بعد أن ظن المفسدون أن أحداً لن يكتشف «جرائمهم النكراء» بحق المال العام.. ولكن «رجال الرقابة الإدارية» كانوا لهم بالمرصاد.



ورأينا «أعضاء هيئة الرقابة الإدارية» يقومون بحملات مفاجئة على المستشفيات ومحطات السكك الحديدية ومخازن المواد الغذائية ومستودعات البوتاجاز لضبط المخالفات، التى تؤدى إلى عدم وصول الخدمة للمواطنين بصورة لائقة وآدمية.

وبالطبع يجب أن يساند المجتمع «دور الرقابة الإدارية» فى ضبط المخالفات وتعقب «الفاسدين».. وفى مقالى هذا أضع بعض النقاط التى تسهم فى «الحرب على الفساد» والتى لا تقل خطورة عن حربنا ضد «الإرهاب الأسود».. ومنذ أن قالها رئيس ديوان مبارك «زكريا عزمى» بأن «الفساد فى المحليات للركب» ونحن نردد هذه المقولة دون أن نتعمق فى أسباب فساد هذه المنظومة، وفى محاولتنا لتشخيص «فساد المحليات» علينا أن نعترف بأن حالات الفساد التى تقع فى «جهاز المحليات» تتركز فى «الإدارات الهندسية» والتى تشهد يومياً وقوع العشرات بل المئات من «حالات الفساد»، ويشارك فيها- للأسف الشديد- المواطنون فى مقابل تسهيل حصولهم على ترخيص «الرسوم الهندسية» أو أن يغض «المسئول الهندسى» بالحى أو القرية الطرف عن مخالفة فى البناء.

إذن فبعض المواطنين يشاركون – بعض من يعملون بالمحليات – فى عملية الفساد.. والنتيجة أن شوارعنا أصبحت تعج بالعشوائية والضيق فى آن واحد بسبب «مخالفات البناء».

وبالطبع لا يمكننا تعميم الأمر فهناك شرفاء بالإدارات الهندسية بالمحليات وأيضاً هناك مواطنون يرفضون دفع أى رشاوى.. ويمكن مواجهة حالات الفساد بالإدارات الهندسية بالمحليات عن طريق إنشاء «جهاز رقابى» فى كل وحدة محلية، بالتنسيق مع «هيئة الرقابة الإدارية» تكون مهمته مراقبة عمليات منح تراخيص البناء والتأكد من مطابقتها للاشتراطات الهندسية والفنية قبل تنفيذها على أرض الواقع، وفى حالة مخالفة أى ترخيص للاشتراطات يتم وقفه فوراً مع إخطار النيابة العامة للتحقيق وتوقيع عقوبات مشددة على المخالفين، لأن العقوبات الحالية لا تتجاوز خصم 5 أو 10 أيام من راتب الموظف المخالف على أقصى تقدير.

الفساد آفة فى كل دول العالم على اختلاف درجاتها، ولكن المهم مواجهتها والتصدى لها بكل حسم وحزم قبل أن يستفحل خطرها.