رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مصر التى نريدها.. ولا يريدها الأعداء


رغم الارتفاع الجنونى فى الأسعار وحالة الركود الاقتصادى الذى تشهده البلاد، فإن الصورة العامة لمجمل الوضع فى مصر ليست «قاتمة» فهناك «منطقة رمادية» يمكن البناء عليها لتكون منطلقاً لـ«مصر الجديدة».. فالكوب ليس فارغاً.



لا يستطيع منصف أن ينكر الطفرة الهائلة التى شهدتها مصر فى «مجال الطرق»، فأصبح لدينا طرق تضاهى مستوى دول العالم المتقدم، وهذه الطرق يمكنها أن تسهم فى إحداث «نهضة شاملة»، فالمستثمر الأجنبى وحتى الوطنى يضع نصب عينيه عند الدخول فى استثمار جديد «حال شبكة الطرق» فى البلد الذى يضع فيه استثماراته، وليس خافيًا أن شبكة الطرق فى مصر كانت تتصف برداءتها وتهالكها الشديد أضف إلى ذلك حالة «التكدس المرورى» وخاصة فى القاهرة مما كان يمنع رؤوس المال من التدفق إلى داخل مصر، ويرتبط بهذا الجانب «محور الأمن» فبعد ثورة يناير شهدت مصر حالة غير مسبوقة من «الانفلات الأمنى» أدت إلى إغلاق العديد من المؤسسات الصناعية والتجارية بسبب «انعدام الأمن»، واستمر هذا الوضع حتى نهاية عام 2014 ومع حلول عام 2015 شهدت مصر استقرارًا أمنيًا لا تزعزعه بعض «العمليات الإرهابية الجبانة» التى تستهدف رجال الجيش والشرطة البواسل والمدنيين.

يمكن وبناء على ماسبق أن نضع «رؤية متفائلة» لمصر، وتتسع مساحة التفاؤل إذا أضفنا إليها ما تم إقراره من تشريعات جديدة تستهدف جذب الاستثمارات، ويأتى على رأسها «قانون الاستثمار الجديد» الذى آمل أن يطيح بـ«تلال البيروقراطية».

ومع إجراءات «تأمين المطارات» تمهيداً لعودة السياحة، يمكننا أن نرى «بصيص أمل» ينتظر مصر.. وتخيل معى هذه «المعادلة».. شبكة طرق+ استقرار أمنى+ تشريعات جديدة لجذب الاستثمارات + عودة السياحة لمعدلاتها الطبيعية= حركة اقتصادية جديدة تعمل على انتشال الاقتصاد المصرى من عثرته.

وهذه الرؤية ليست حلماً بعيد المنال، ولكنها «رؤية» قابلة للتطبيق وتحتاج فقط إلى إرادة قوية، فكم من دولة تعرضت لمحن أشد من «المحنة» التى تمر بها مصر ولكنها بقوة وإرادة شعوبها تغلبت على المحن وخرجت «منتصرة» وخير دليل على ذلك ما تعرضت له ألمانيا من دمار وخراب بعد الحرب العالمية الثانية ولكنها حولت «المحنة» إلى «منحة» ليصبح اقتصادها واحدًا من أقوى اقتصادات العالم.. ولا أشك لحظة فى قوة وعظمة الشعب المصرى.

وبالطبع سيضع أعداء الوطن «عشرات» بل «مئات» العراقيل لمنع تحقيق هذه الرؤية على أرض الواقع، فهم يريدون مصر ضعيفة، ولن يفلحوا لأن بلادنا محفوظة برعاية الله وإرادة شعبها الذى ضرب ومازال أروع الأمثلة فى التضحية والعطاء.

«حفظ الله مصر.. وحفظ شعبها.. وجيشها العظيم.. ومؤسساتها».