رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

زيارة هنيه للقاهرة تثير جدل سياسي حول المصالحة مع حماس

 إسماعيل هنية
إسماعيل هنية

في زيارة استغرقت أربع أيام، قضاها إسماعيل هنية نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس في القاهرة، بهدف التصالح مع مصر وإزالة الخلاف القائم بينهما، حيث يأمل الفلسطينيون في أن تحمل الزيارة خطوات جادة لإنهاء الانقسام والتخلص من مشكلاته الداخلية، للتفرغ لمواجهة الاحتلال الإسرائيلي المستمر.
وتشير مصادر مطلعة إلى «الدستور»، أن هنية اتفق مع القيادات في مصر، على إحكام إيقاف العمليات الإرهابية في سيناء وضرب مخططات الإخوان، وتسليم عدد من قيادتهم الهاربة وعلى رأسهم المنيعي وكمال علام.
وأضافت المصادر أنه من خلال الاجتماع السري الذي عقده قيادات الإخوان الهاربة، وضباط المخابرات التركية، أبدت الجماعة تخوفها من إعادة العلاقات بين حماس والمسئولين المصريين، ما يؤدي إلى تسليمهم للأمن والإرشاد عن مخبأهم.
وأوضحت المصادر أن قيادات الإخوان الاتصال بجميع عناصرهم بمصر، وخارج مصر لوقف جميع الاتصالات مع أي مسؤول من حركة حماس، وسرعة التنبيه عليهم بتغيير أماكنهم المعلومة لدى قياداتها، فضلًا عن رصد تحركات هنية وأعضاء الحركة واتصالاتهم بمصر.
إلي ذلك أنقسم سياسيون في أرائهم حول الزيارة، فالبعض رأى أن الزيارة توضح تخلي حماس عن جماعة الإخوان، وبالتالي إنهاء صيتها، من خلال تسليم قيادات الجماعة، والبعض رأى أن زيارة هنية متاجرة بالقضية، فحماس لا تجرؤ أن تخطو خطوة إلا بعد الرجوع للجماعة الإرهابية.
وقال الدكتور جمال زهران أستاذ العلوم السياسية، إن مساعي مصر للمصالحة مع حركة حماس، تصب في إطار محاولاتها لاستعادة دورها الإقليمي والدولي، والذي لا يمكن أن يتم دون الاستحواذ على الورقة الفلسطينيّة.
وأضاف زهران أن مراعاة مصر للقضية الفلسطينية برز في انفتاحها على غزة، من خلال دعوة وفود لزيارة القاهرة والمشاركة في مؤتمر العين السخنة، والذي أوصى بضرورة تعزيز العلاقات بين البلدين وتطويرها.
وأشار استاذ العلوم السياسية، إلى أن مصالحة مصر وحماس، تعد نهاية مصيرية ومفككة لتنظيم جماعة الإخوان في ظل التضييق عليه من كافة الجوانب.
وأوضح حسن نافعة، أستاذ العلوم السياسية، إن مصر لها دور تاريخي في دعم القضية الفلسطينية على مر التاريخ.
وأشار نافعة إلى أن إنجاز التوافق الوطني والمصالحة يعد خيار استراتيجي ناجح وليست تكتيكًا، مرحبًا بالسياسة الجديدة التي انتهجتها مصر تجاه قطاع غزة خلال الشهرين الأخيرين.
وأكد استاذ العلوم السياسية، أن ما تردد عن أن المصالحة ستزيد من شعبية الإخوان وستساهم حماس في إقناع القيادة المصرية للإفراج عن المعتقلين مقابل الإعتراف بشرعية السيسي، لا أساس لها من الصحة.
وفي ذات السياق، قال عمرو هاشم ربيع الخبير السياسي، ونائب رئيس مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، إنه بالرغم ما تفعله حماس ضد مصر، إلا أنها تضع قضية الأمن القومي على رأس أولوياتها وتراعي كل الأبعاد الوطنية والقومية.
وأضاف ربيع أن القاهرة ترى ضرورة إنهاء معاناة الشعب الفلسطيني، ولم شمل شعبها عبر اجتماعات متعددة، حتى تضع المجتمع الدولى أمام مسؤوليته، مشيرًا إلى أن مصر ستخلق شرق أوسط جديد بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسى، ولكن على الطريقة المصرية، خاصة وأنه يتبع نهج الرئيس الراحل محمد أنور السادات من أجل نشر السلام بالمنطقة.
ولفت إلى أن جماعة الإخوان أصبحت ورقة محروقة لا قيمة لها، وستبدأ قياداتها المختفية في تغيير مسارها إلى تركيا وقطر للاحتماء بهما، خشية من تسليمهم من قبل حماس للسلطات المصرية.
فيما أعلن حسام عماد أحد مؤسسي حركة تمرد، رفضه لأي مصالحه تتم مع حركة حماس أو جماعة الإخوان، وأن زيارة هنية لمصر غير مرحب بها، خاصة وأنه لم يأخذ أي خطوه سياسية تخص جماعة الاخوان إلا بأذنهم وترتيبات منظمة.
وأضاف عماد أن إظهار الجماعة قلقها من تحركات هنية يعد شيء غير مقنع، ونستبعد تماما أن تكون مصلحة حماس ضد الإخوان، ومن المستحيل أن تفصح عن مكان إخواني واحد، مشيرًا إلى أن المصالحة مع حماس شأنها شأن مصالحة الجماعة، والتي لن تتم بأيدي شخص أو حكومة وإنما بإرادة شعبية.
وأوضح أحد مؤسسي تمرد، أن هنية يخطو مسلسل إخواني ممنهج للعلب علي الحكومة والشعب المصري، ولكنه حكم علي نفسه بالفشل، مشيرًا إلى أن القضية الفلسطينية تأخذ أولى اهتمامات كل عربي شريف يغار علي أرضه ووطنه، والدولة المصرية علي مر التاريخ موقفها واضح وصريح بخصوص فلسطين، ولن تتخلي عن تلك القضية.
وتابع: "هنيه يتاجر بالقضية، وأخذها شماعة لتوريط مصر في أي مكيدة بحجة الدفاع عنها، ولكننا نؤمن بحكمة وذكاء القيادة السياسية في مصر، وأنها لم تنتظر كلام هنيه للدفاع عن فلسطين".