رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

القصاص لدم شهدائنا«١»


يوم آخر حزين، عشناه فى مصر أمس الأول، حين صحونا على خبر مفجع، باستشهاد العميد أركان حرب عادل رجائى، قائد الفرقة التاسعة المدرعة، بأيدى الإرهاب الأسود ، يوم آخر حزين شهد دم شهدائنا الأبرار والأبطال- الذين يحموننا- يسيل على أرضنا الطاهرة.

وعقب ذلك ساعات، فقدنا بطلاً آخر، من رجال الشرطة الشجعان، هو محمد الحسينى، رئيس مباحث أبو صوير، بأيدى الإرهاب الأسود أيضاً، إن دماء شهدائنا لن تجف، إلا بالثأر لكل شهيد، على أرض مصر، وبإجراءات، تتناسب مع حالة الحرب التى نعيشها.

إننا نفقد كل يوم، أغلى الرجال وأشجع الرجال، بسبب تراخ وبطء، فى القصاص، يتسيدان الساحة المصرية، لقد طالبت قبل ذلك- كما طالب غيرى- من الكتاب الشرفاء بإصلاح النظام القضائى المصرى، الذى يمتلئ بثغرات، تتيح للمجرمين الملوثة أياديهم بالدماء أن يفروا بجريمتهم، أو أن تستمر المحاكمات سنوات طويلة، لا تحقق الردع المطلوب، ولا تتناسب مع بشاعة الفعل الإجرامى.

إننا نواجه حرباً مسعورة ودولية، تتطلب فى مواجهتها إجراءات استثنائية وقوية، وفاعلة ورادعة، لمواجهتها، والانتصار فيها، وهناك علامات استفهام لدى، لا تجد إجابة،

أولاها لماذا التباطؤ والتراخى فى تطهير المؤسسات من الخونة والمخربين والمتآمرين على الوطن، والذين يعيثون فيها فساداً وتخريباً؟.

وما الذى يجعل أيدى المسئولين مرتعشة، فى المؤسسات والوزارات، حيث يتعذر تطبيق العقوبات اللازمة، لسير العمل بشكل طبيعى، وبما يوقف التخريب والفساد المتعمد لإسقاطها؟ ثانيها: لماذا ليس لدينا حتى الآن محاكم خاصة أو دوائر مخصصة لجرائم الإرهاب المتكررة والتى استفحلت ؟ ولماذا ليس لدينا محاكم عسكرية لمن يقترفون جرائم ضد رجال الجيش مع أن هذا أمر طبيعى فى أى دولة أخرى؟ ولماذا يُحاكم الإرهابيون المقبوض عليهم أمام محاكم مدنية ؟ ولماذا تستمر المحاكمات سنوات فى بلد يواجه أشرس حرب من عدة دول فى تاريخه ؟ ولماذا نهتم بما سيقوله الغرب فى إعلامه عنا قبل الاهتمام بحماية بلدنا من عصابات الإرهاب المأجورة؟؟ وأن يتولى القضاء العسكرى محاكمة الإرهابيين؟؟ وأن تنصب المحاكمات العسكرية لتحقيق العدالة الناجزة فى مواجهة هذه الحرب الضروس ؟.

ما الذى يؤخر تحقيق العدالة الناجزة، والقصاص العادل السريع، فى مواجهة مجرمى الحرب، ومرتزقة التدمير، ومصاصى دماء الشعب، وقتلة الجنود ؟

هناك أيضاً حالة مخجلة ومدفوعة الأجر ومستمرة، منذ فتره كبيرة، وواضحة للجميع من الهجوم على الجيش المصرى، حامى البلاد وليس هناك محاسبة للذين يحرضون ضد الجيش المصرى علناً، على مواقع الإنترنت، وعلى مواقع التواصل الاجتماعى وهناك مواقع تبث الكراهية بين المصريين ومواقع تحرض على العنف وتشوه كل ما تم إنجازه منذ أن تولى السيسى رئاسة مصر، فى خطة تستهدف إضعاف شعبيته بالتخريب والتدمير، وزعزعة الاستقرار، وتأجيج الأزمات الاقتصادية، وتهديد الشعب بإجراءات قادمة، تضاعف من الغلاء، ومن ارتفاع الأسعار فى كل المجالات، فهناك إعلاميون يحرضون علناً، ويشككون علناً فى كل شىء، ويضعون الشعب فى حالة من الحيرة، وعدم الفهم والإحباط. فى مواجهة الإرهاب.. لابد من محاكم خاصة تحقق العادلة الناجزة، وتجتثه بسرعة وبعقوبات رادعة ومناسبة لحجم الجرم.

فى مواجهة الإرهاب.. لابد أن تكون المواجهة من الدولة فاعلة وسريعة وقوية على كل الجبهة، ولابد من حكومة حرب، لأنة حرب واضحة، جاءت بعد ثورة حاشدة، أطاحت بحكم الظلاميين، حرب ضد شعب عريق الجذور، يرفض الظلام.

فى مواجهة الإرهاب.. لابد أن يكون لدينا برلمان، يستجلب قوانين، ويصلح قوانين تتناسب مع أحداث الوطن، وتحمى الوطن، وتؤمن الشعب، لأن الشعب اختار البرلمان بعد ثورته ضد الظلام، ولابد أن يقوم المعينون بطلبات لإصلاح النظام القضائى البطىء والعقيم. لايوجد فى مصر بيت مصرى، حريص على الوطن، لم يخيم عليه الحزن، لدى إعلان نبأ استشهاد العميد عادل رجائى، وحان الوقت لتدخل الرئيس، لمواجهة أكثر قوة فى الداخل فى مواجهة حرب العصابات، وقتل المصريين، وتهديد أمنهم واغتيال الجنود من الجيش والشرطة. لا يوجد لدينا أغلى من جنود مصر من الجيش والشرطة، لأنهم درع الوطن، وحماته وإن دماء شهدائنا لا يمكن أن تستمر هكذا تسيل، بينما نفقد الواحد تلو الآخر، دون عقاب سريع، يريح غضبة الشعب ويجتث الإرهاب من جذوره، وإجراء محاكمات سريعة وناجزة، توقف نزيف الدماء الطاهرة، وتهدئ من فزع الشعب، ومن دموع الثكالى والأرامل، وأطفال الشهداء.

«لا يوجد أغلى من تراب مصر والحفاظ عليها»

بهذه الكلمة لخصت الكاتبة الصحفية سامية زين العابدين، زوجة الشهيد عادل رجائي، مشاعرها فى أصعب إحساس يمكن أن تواجهه امرأة حين يستشهد زوجها البطل عادل رجائى، فور خروجه من بيته، ثم تراه مضرجاً فى دمائه، بعد لحظات بسبب عملية خسيسة، قامت بها عصابات الإرهاب الأسود. إنه ليوم حزين لمصر كلها، وليس لسامية زين العابدين فقط، إنه يوم سال فيه دم بطل آخر، من أبطال جيشنا الباسل، الذين وهبوا حياتهم، لحماية الوطن وحتى يظل كل مصرى آمناً فى بيته.. وللحديث بقية