رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

سيادة الرئيس.. أرجو أن تسمعنى


سيادة الرئيس.. اخترناك بطلاً شجاعاً عرضت نفسك لخطر عظيم كان من الممكن أن يحيق بحياتك بهرتنا بإقدامك ووطنيتك وجرأتك. لكن لنا عليك عتاب سيدى الرئيس.. فى أكثر من مقال سابق وجهته إلى مصر وإلى شخصك الكريم. وكانت كلماتى دفاعاً وتشجيعاً على أنك تحملت مسئولية قيادتك لمصر فى مشهد صعب وظروف عسرة.. لكنك كما تعلم سيادة الرئيس إن البسطاء الطيبين والذين يمثلون السواد الأعظم لشعب مصر.. لهم مطالب ممكن أن تطلق عليها ما تحب.. لأنك محب للكل ممكن نقول أولاً الحقيقة. إننا كلنا نحبك فأنت منقذ مصر من مصير كان مجهولاً. وخلفك جيش وشعب لهما فى التاريخ كل المجد والعظمة.

سيدي.. لماذا التباطؤ على جمع كل ما جمعه الإخوان من أموال تستخدم ضد مصر.. لماذا نترك هذا الفصيل يتمدد فى كل وزارة وكل مصلحة. لماذا هذا الغلاء للأسعار وصار محبوك من الفقراء فى حيرة ويأس لا أريدك أن تخسر رصيدك أيها الرجل الوطنى الناجح. فلنبحث «أقصد يبحث مستشاروك» ويتحركون ويدرءون الخطأ قبل حدوثه وإلا فأين سياسة التوقع واستشعار المستقبل مثلاً المنيا وبنى سويف فيهما بؤر خطيرة للتطرف والسلفيين والإخوان. لماذا تركت النيران تتفاقم هناك. وأنت تدرك بحسك التاريخى أن ممكن تكون المنيا جمهورية إسلامية تضرب الوطن قبل أن تحرق المسيحيين.

سيدى نريد حرارة اتخاذ القرار حدث ما حدث هناك من جرائم ضد الأقباط والمحافظ ومدير الأمن والأوفاق وكل من تكاسلوا وأهملوا يرتعون فى أماكنهم كما أن محافظ المنيا يجب أن يكون جيلاً من طراز وطنى محب لكل المصريين لا نريد أشخاصاً أعمى عيونهم التعصب ليكونوا فى مواقع مهمة وملتهبة كالمنيا.. وقد أصدرت تعليماتك سيادة الرئيس بشأن سيدة المنيا.. أين الأحكام وأين العدالة فى هذه القضية؟ ببساطة لا عقاب لأحد.. ونظراً لأنه لا عقاب لأحد فقد تمادى المتعصبون والجهلة من جملة القوم بالتمادى طالما صار الأقباط المطية السهلة للعدوان على ممتلكاتهم وزوجاتهم وكرامتهم.

سيادة الرئيس.. إن البيانات واللقاءات وصور التلفاز من أول زيارتكم الكريمة للكاتدرائية وحتى آخر صور. هذا ليس هو الحل.. الحل الحقيقى فى تفعيل القانون.. وتحويل كل جرائم الوحدة الوطنية يجب أن تخضع لمحاكمات عسكرية عاجلة. الوطن غالٍ وليس رخيصاً. كما أنه فى الفترة الأخيرة وتحت وطأة يتكرر العدوان على الأقباط رضخ الأقباط فى بعض القرى لقبول المجالس العرفية. وهذه إهانة ما بعدها إهانة لأنه بعد كل مجلس هناك مأساة.

انظر يا سيدى الرئيس إلى جمهورية العامرية السلفية أيضاً وكيف تم تهجير الأقباط منها. وقد حررت مقالاً من شهور تحت عنوان «أين تقع العامرية» لشدة ما لاقاه الأقباط هناك من عذاب وعنت. سيادة الرئيس أنت أب لكل المصريين فقلنا الحق عليك أن تمارس تنفيذ القانون نحن لا نطلب سوى القانون والحق. وهناك الأطفال المسجونون بتهمة ازدراء الأديان لأنهم انتقدوا فى مشهد وطنى لم يكمل دقيقة انتقدوا داعش وهنا أتساءل هل داعش صديقنا لنعاقب أطفالنا من أجله وهناك محافظ لإحدى المحافظات بالوجه البحرى قدم مكافأة لطلبة إحدى المدارس لتقديمهم تمثيلية تشرح عن جرائم داعش لدرجة عمليات الذبح. ما الفارق بين القاضى والمحافظ؟ ألم تكن أنت بطلاً حينما وجهت ضربة جوية لداعش حينما ذبحوا أقباط مصر فى ليبيا.

إن ما يسعدنى أن أرى قانوناً يفعل وأحكاماً تنفذ بعيداً عن صور الوحدة الوطنية التى نكن لألوانها كل الحب ولكن الحب الأكبر فيما سوف تتخذه من قرارات أنت قادر على حمايتها وتنفيذها، دمت للوطن حارساً وواحداً من شعبه العظيم ننظر إليه بعين التقدير والفخار. آخر العمود «وطنى لو شغلت بالخلد عنه نازعتنى اليد فى الخلد نفسى».