رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الإعداد للدورة الأوليمبية المقبلة «٢»


أستكمل حديثى الذى بدأته حول مشاركتنا فى الدورة الأوليمبية الحاليّه بريو دى جانيرو بالبرازيل وملاحظات مهمه سبق أن كتبتها فى مقالين سابقين، نظرا لأن الدورة تبث على الهواء ليراها المشاهدون فى نفس اللحظة فى مختلف أنحاء العالم وهى تعكس من خلال المباريات الدولية مدى تقدم الدول، فالدول المتقدمة تهتم بالرياضة والرياضيين باعتبارهم يمثلونها ورأينا دولاً تقفز لتحقق فوزاً مفاجئاً فى ألعاب جديدة ومدى سعادة الجمهور وفخر أبناء الدولة التى يفوز لاعبوها بالميداليات الذهبية أو الفضية أوالبرونزية رأينا مشهداً رائعاً وضع البرازيل فى دائرة الاهتمام بفوز مفاجئ ورقم جديد فى رياضة جديدة تحصد فيها البرازيل الميدالية الذهبية وذلك حين فاز البطل البرازيلى دى سيلفا بالميدالية الذهبية فى لعبة إلزانه وقفز لأكثر من سنه أمتار فى قفزةتاريخية مبهرة وتفوق على اللاعب الفرنسى الذى كان من المتوقع له الفوز لكنه أخفق فى محاولته القفز لستة أمتار وشاهدنا فرحة غامرة للجمهور البرازيلى الموجود فى الاستاد وفرحة عارمة جعلت اللاعب يقفز فرحا فى الملعب وهكذا تثبت البرازيل أنها ليست فقط متفوقة فى كرة القدم بل تتقدم إلى مجال رياضى جديد هو القفز بإلزانه .

إن الفوز فى المباريات الأوليمبية لا يأتى صدفة ولا يحدث بسهولة إنه نتيجه اهتمام الدول بالرياضة وبتحقيق الفوز فى المباريات الدولية الأهم والأشهر فى العالم . والحقيقة التى يجب أن تقال هى أننا لابد أن نبدأ فى الإعداد بمشاركة أكثر قوة وأكثر كفاءة منذ الآن وأن نحرص على اختيار من يمثلون مصر فى الخارج حتى لا تتكرر الأخطاء التى حدثت فى الدورة الحالية والتى شاهدها العالم على الهواء وأقصد بهما رفع اللاعب حماده طلعت لعلم السعودية فى حفل الافتتاح وهو استهتار لا مبرر له. والخطأ الثانى رفض لاعب الجودو إسلام مصافحة نظيره الإسرائيلى الذى فاز عليه فى مباراة الجودو . كلا الخطأين لابنبغى ان ينزل دون توقيع جزاء على اللاعبين . فالمشاركة فى المباريات الدولية قواعد وأصول وضوابط وقوانين لا ينبغى الاستهتار بها . ولابد أن تتولى الدولة رعاية اللاعبين المتميزين فى مختلف الألعاب وليس فى كرة القدم فقط.فهناك لاعبين وألعاب تستحق أن نوليها الاهتمام فمثلا شاهدنا تفوق بطل رفع الأثقال رجب عبد الله الذى قفز إلى المركز الخامس فى التصفيات النهائية وكان أداؤه مشرفا ومثل هذا الرياضى فى حاجة إلى المزيد من الرعاية لأن بإمكانه أن يحصد ميدالية فى الدورة المقبلة إذا ما حظى بالاهتمام والتدريب والتشجيع الكافى من الدولة. وهكذا فإننى أطالب بالمزيد من الاهتمام بالرياضات المختلفة وبالرياضيين لنحقق نتائج أفضل فى الدورة المقبلة ولنضع مصر فى المكانة التى تستحقها وسط العالم المتقدم. ومن الضرورى أن يعود الاهتمام بالرياضة فى مدارسنا والاهتمام بالرياضيين من تلاميذنا منذ الصغر لنخرج لمصر أبطالا قادرين على الفوز وعلى تشريف مصر فىالمحافل الدولية.

أما بالنسبة لواقعة إسلام فقد حظيت باهتمام كبير وأحدثت جدلا على مواقع التواصل الاجتماعى وفى وسط المجتمع المصرى لذلك فمن الضرورى فصل الرياضه عن الدين والسياسة والتشديد على الرياضيين بضرورة الابتعاد عن خلط السياسة بالرياضة فى الداخل أو فى الخارج وأعتقد أنه إذا كان لاعب الجودو المصرى، ضد التطبيع أو يرفض ممارسات إسرائيل بسبب أنه متطرف دينى أو بسبب موقف سياسى له فإنه كان يمكن ألا يشارك فى المباراه وأن ينسحب أساسا من المباراة قبل بدايتها، لكنه لميفعل ذلك فلماذا شارك إذاً ؟ هل المقصود هو تشويه متعمد لمصر وإحراجها فى أهم حدث رياضى دولى فى العالم ؟ ولماذا قدم صورة متطرفة دينيا وسياسيا عن مصر بينما هو يمثلها فى المباريات الدولية الأكثر شهرة والأكثر مشاهدة فى العالم ؟

،، لقد حدثت مواقف مشابهة من لاعبين قبل ذلك برفض اللقاء مع لاعبين من إسرائيل وتقبل اللاعبون حرمانهم من مباريات دولية وتوقيع عقوبات عليهم ومثال على ذلك انه فى سنه ٢٠١١ امتنعت البطلة الجزائرية مريم موسى عن مواجهه الإسرائيليةشاها. ليفى وعوقبت بعقوبه قاسية حرمتها من التأهل لأوليمبياد لندن ٢٠١٢، وفى أوليمبياد ريو ٢٠١٦ انسحبت البطلة السعودية جودى فهمى من المباراة التى كانت مقرره مع اللاعبة الإسرائيلية جيلى كوهين بدعوى إصابتها، وتبين أنه انسحاب وليس إصابه، أما آخر المعلومات بخصوص موقف عدم مصافحه اللاعب المصرى لنظيره الإسرائيلى فهو ما أكده المتحدث باسم الاتحاد الدولى أن موقف اللاعب المصرى ستجرى دراسته بعد الأولمبياد لتحديد إذا ماكان ضروريا اتخاذ إجراء إضافى، وأعتقد أن اتخاذ إجراءات إضافية صارمة مع المخطئين الذين لا يطبقون أصول الرياضة ولا يتحلون بالروح الرياضيه هو أمر ضرورى وواجب وهو الحل حتى لا تحدث مواقف أكثر إحراجا فى أى مباريات أو لقاءات رياضية دولية بعد ذلك.

إن المباريات لاتزال مستمرة فى ريو إلى يوم ٢٣ اغسطس ونأمل ألا تحدث سلوكيات سيئة أو سلبية بسبب الدين أو السياسة من أى لاعب مصرى حتى لا تتكرر الأخطاء ويصبح مظهر الوفد المصرى مستهجنا لأن مصر تستحق منا أن نعطيها كل الاهتمام وكل الحب وكل الولاء

ومن لا يفهم قيمه مصر من المصريين فينبغى أن نمنعه من شرف المشاركة فى تمثيلنا فى الخارج، فى أى مباريات، حتى لو كان بطلا رياضياً لديه قدره على الفوز فى المحافل الدولية لأنه لا يستحق أن يمثلها ولا يستحق أن يأخذ فرصة لاعب آخر ينتمى إلى مصر ويدين بالولاء لأرضها ولشعبها ويحترم جنسيته المصريه قبل كل شىء.