رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

أصول الرياضة فى المحافل الدولية


من الضرورى أن نحسن اختيار الرياضيين الذين يمثلوننا فى المحافل الدولية وأن ننبههم إلى قواعد الألعاب التى يشاركون فيها قبل ذهابهم إلى الخارج، ففى الرياضة لا سياسة ولا دين، ولابد أن يتحلى اللاعب بالروح الرياضية قبل كل شىء، وأن يخلع عباءة الدين وعباءة السياسة قبل أن يشارك فى أى مباريات دولية، حيث يصبح الاهتمام الأول هو اللعب واللاعب والمنافسة الشريفة دون النظر إلى اللون أو الجنس أو العقيدة.

كان لابد أن تحسن اللجنة الأولمبية المصرية اختيار اللاعبين قبل سفر الوفد الرياضى المصرى للمشاركة فى دورة الألعاب الأولمبية فى ريو دى جانيرو، وأن تدقق فى انتماءاتهم وميولهم السياسية والدينية وأن تتأكد من اعتدالهم ووسطيتهم فى كل شىء قبل اختيار اللاعبين الذين يشاركون فى دورة ريو دى جانيرو وأن تنبههم إلى الالتزام بقواعد كل لعبة والبعد عن السياسة والدين والأهواء الشخصية والتصرفات الفردية فى أثناء الدورة لأنهم يمثلون مصر ولا يمثلون أنفسهم، لقد فوجئنا جميعا، كما فوجئ ملايين المشاهدين فى أنحاء العالم بتصرف غير لائق وعنيف، حيث رفض لاعب الجودو المصرى إسلام الشهابى مصافحة نظيره اللاعب الإسرائيلى آور ساسون بعد هزيمته فى مباراة الجودو وسط استهجان الجمهور فى الملعب واستيائه بأصوات عالية، أنا نشأت من جيل عاصر حروباً بيننا وبين إسرائيل خاصة ٦٧ و٧٣ ثم مبادرة السلام لأنور السادات واتفاقية كامب ديفيد، أنا من جيل يرفض ممارسات إسرائيل العدوانية ضد أهل فلسطين، ولكن من ناحية أخرى لابد من احترام قواعد الرياضة فى المحافل الدولية، إن الرياضة الدولية لا دخل لها بالسياسة أو الدين، لابد أن نعى هذا ولابد أن نحترم قواعد المباريات الدولية وأن نلتزمبالأصول والقواعد المتبعة لنحظى باحترام العالم، إن اللاعب الذى يسافر مع الوفد المصرى يمثل مصر أى أنه سفير لنا فى الخارج وعليه أن يدرك هذا وإن لم يرتضِ هذا فعليه عدم المشاركه أو السفر أساسا، إن اللاعب الذى يمثل مصر لابد أن يكون على مستوى مكانة مصر وعليه أن يتحلى بأقصى قدر من الأخلاق واللباقة والعلاقات الجيدة مع كل من يلتقى بهم أو يتعامل معهم فى الخارج، عليه أن يكون واجهة حضارية لمصر الجديدة التى نريد بناءها على أسس من التنوير والتقدم، إن هناك خطة دولية لإضعاف مكانة مصر وعلينا أن نتواصل مع العالم وأن نوضح للعالم أننا نتطلع إلى دولة متحضرة وأننا نقف مع السلام بين كل الدول ولا نسعى للعنف ونرفض التشدد والتطرف، والإرهاب والظلام، وأننا نمثل الإسلام السمح، كل هذا يمكن أن نعكسه من خلال سلوكيات راقية مع اللاعبين من كل الدول، بل هى فرصة سانحة لنكون سفراء لمصر فى الخارج.

لقد أخطا اثنان من لاعبينا فى أولمبياد ريو ٢٠١٦ فى واقعتين مشينتين تستوجبان المساءلة ومنعهما من المشاركة فى المباريات الدولية المقبلة، الأول هو اللاعب حمادة طلعت الذى رفع العلم السعودى فى حفل الافتتاح وتعلل بأنه قد وجده ملقى على الأرض وبه لفظ الجلالة، مما يعتبر مبرراً واهياً لأنه مصرى ويمثل مصر وليس من حقه أن يرفع علماً آخر وهو تصرف فردى غير لائق وغير مقبول، ولم نسمع أنه تمت مجازاته حتى الآن من اللجنة الوطنية المصرية، فلماذا؟

والثانى هو إسلام الشهابى الذى رفض مصافحة اللاعب الإسرائيلى وبرر ذلك حين مساءلته من لجنة الأخلاق التابعة للجنة الدولية الأولمبية، بأن لوائح الاتحاد لا تنص على المصافحة، مشيراً إلى أن التحية الواحدة فى نهاية المباراة لا تتضمن المصافحة، مما أدى إلى أن تبرأت اللجنة الأولمبية المصرية فى بيان رسمى من هذا التصرف المشين واعتبرته تصرفاً شخصياً للاعب وأثنت المسئولة عن اللجان الوطنية فى الدورة جوليا فاراهان على ما أعلنته اللجنة الأولمبية المصرية، وأكدت أن الجميع يعلم أن ما تم فى المباراة من عدم مصافحته هو تصرف فردى للاعب.

وإننى أتساءل: هل كان هذا السلوك بدافع استعراض رفضه لإسرائيل بطريقة دراماتيكية أمام أنظار العالم كله؟ وإذا كان الأمر كذلك، وإذا كان ضد التطبيع أو يرفض ممارسات إسرائيل بسبب أنه متطرف دينياً أو بسبب موقف سياسى له فإنه كان يمكن ألا يشارك فى المباراة وأن ينسحب أساسا من المباراة قبل بدايتها، لكنه لم يفعل ذلك فلماذا شارك إذن؟ هل المقصود هو تشويه متعمد لمصر وإحراجها فى أهم حدث رياضى دولى فى العالم؟ ولماذا قدم صورة متطرفة دينياً وسياسياً عن مصر، بينما هو يمثلها فى المباريات الدولية الأكثر شهرة والأكثر مشاهدة فى العالم؟

 للحديث بقية