رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«هيبتا» و«جراند أوتيل» يعيدان متعة الفن الراقى


عيد فطر سعيد علينا وعلى أهلنا وأسرنا وبلدنا أننا فى ثانى أيام عيد الفطر المبارك وبدء أجازات العيد الذى تحرص فية الأسر المصرية على اللقاءات العائلية والخروج للمتنزهات إلعامة والشواطئ المصرية أو الحدائق والأندية الرياضية، إن المصريين يحبون الحياة والبهجة حتى فى أبسط أشكالها أننا شعب محب للفنون والإبداع منذ الأزل لأنها طبيعة فى المصريين منذ عصور اجدادنا الفراعنة. ورغم المشاكل اليومية لدى كل اسرة ومشاكل خطيرة يمر بها الوطن إلا أن الشعب المصرى وموجة من الفن الهابط والمحرض على العنف والسوقية إلا أن قمة شواهد لفتت نظرى فى الأيام الماضية تؤكد أن الشغب المصرى مازال يستهويه رغم كل شىء الفن الراقى الذى يرتقى به ويقدم له فن يمتعة ويلمس مشاعرة ويقدم لة قصص الحب والأحاسيس البريئة والصادقة وإجواء أفلام ودراما العصر الذهبى للسينما.

إن نجاح فيلم هيبتا ومسلسل جراند أوتيل يعتبران فى رأيى نقطة تحول ستغير من هوجة البلطجة والسوقية والفجاجة التى أغرقت الشاشات الكبيرة والصغيرة، ففيلم هيبتا فيلم رقيق ناعم رغم غرق شخصياته فى مشاكل معقدة تواجه قطاعًا كبيرًا من الشباب الآن وضغوطًا صعبة كادت تؤدى لانتحار البطلة وأدت لانعزال البطل وعزلته وغرقه فى دوامة من الاكتئاب إلا أن آخر الفيلميقدم كل هذا من خلال قصة حب ناعمة وحقيقية ويقدم الحب فى النهاية كخلاص وملاذ للخروج من دوائر الاكتئاب والفشل والسقوط، قدم الفيلم لنا توليفة من الفنانين الشباب الذين قدموا لنا حالة إبداعية ستخرج بنا من عنق الفجاجة والفجاجة ومن عصر النجم الأوحدالمسيطر على الأحداث إلى البطولة الجماعية وتجتمع عناصر الفيلم لتقدم لنا متعة فنية جاذبة وتؤكد أن المشاهد يذهب إلى الفن الراقى الذى يقدم التميز فى المشاعر والموسيقى والإخراج والتصوير وجماليات الصورة والسيناريو المتقن الذى يجعلك تفكر فى أن تصبح أفضل وأن تتمسك بلحظة حب واحدة فى حياتك، ورغم اغراق السوق خلال عيد الفطر بالتوليفة المعتادة من الكوميديا المبالغ فيها ووصلات الرقص الشرقى والغناء الشعبى السىء والإفراط فى مشاهد الضحك دون هدف ورغم أن هذه الأفلام قد تحقق أرباحاً كبيرة تدخل جيوب منتجيها ممن لا يريدون أن يحركوا السينما المصرية إلى الأفضل.

ورغم إغراق الشاشات بإعلانات الأفلام الكوميدية الفجة والتى تنشر اللغة السوقية والسلوكيات السوقية إلا أننى أعتقد أن استمرار هذه الموجة من الأفلام السطحية التى بلا قيمة فنية تذكر أو هوجة الهبوط بالفن المصرى قد تستمر نعم لكن من ناحية أخرى فإن المشاهد قد فرض اختياره للفن المصرى المتميز من خلال فيلم هيبتا والإقبال الكبير عليه من كل الإعمار الكبار والشباب، كما أنه دفع بممثلين يؤكدون أن مصر ولادة وأن لدينا ممثلين سينهضون بصناعة السينما المصرية إلى الأفضل هذا فى حال توافر بعض الشباب المصرى من المبدعين الذين يريدون الارتقاء بالسينما المصرية وإعادتها إلى عصرها الذهبى كصناعة ترتقى بالفكر وتقدم رسالة ذات قيمة أو هدف قد يسهم فى نشر فكر الاستنارة فى المجتمع وتدفعه إلى الأفضَل وتجمع بين المتعة للجمهور والقيمة الفنية العالية فى الوقت نفسه.

أما النموذج الثانى الذى يعكس إقبال الجمهور على الفن الراقى فهو هذا النجاح الكبير لمسلسل جراند أوتيل المقتبس من مسلسل إسبانى ناجح والذى يقدم دراما اجتماعية بوليسية لكن من خلال متعة فنية عالية المستوى فى جميع العناصر من تمثيل وإخراج وتصوير وملابس وموسيقى وإكسسوارات ومناظر بديعة تعتبر متعة بصرية فى حد ذاتها لفندق جراند أوتيل بأسوان، مما يعتبر أفضل دعاية لمدينة أسوان الجميلة، ورغم بعض المبالغات فى الأحداث ورغم بعض مشاهد العنف إلا أن هذا لم ينتقص من تميز المسلسل بل هناك مشاهد محددة لمحمد ممدوح وسوسن بدر وأنوشكا قد استوقفت الجمهور ونالت إعجابه من ناحية بارعة الأداء ونجح كل فريق العمل فى تقديم لوحات فنية رائعة وأظهروا قدرات تمثيلية متميزة دون إسفاف أو فجاجة أو هبوط بالفن المصرى بعيداً عن عبارة الجمهور عايز كده والمستخدمة بغرض تضليل الجمهور وتغييب وعية وإغراقه فى السوقية وألفجاجة، إنها عبارة غير صحيحة بدليل أن الجمهور قد قال كلمته بكثافة مشاهدة عالية لمسلسل جراند أوتيل رغم أنه لا ينتمى لدراما النجم الكبير الأوحد بل إن البطولة جماعية والبطولة للنص وللإخراج ولكل عناصر المسلسل التى قدمت ببراعة وبهدف تقديم فن راق يتحدى برقيه كل مسلسلات العنف والدماء والجرائم التى أغرقت القنوات طوال شهر رمضان الكريم،، إن كثافة المشاهدة والنجاح الكبير اللافت للنظر والإقبال الهائل عليهما سواء من جانب الكبار أو الشباب يؤكد أن كلا العملين الفنيين فيلم هيبتا ومسلسل جراند أوتيل قدنجحا لأنهما حرصا على تقديم فن راق ومتميز وأنهما سيفتحان الطريق بلا شك أمام أعمال فنية راقية ومتميزة قد تعيد أمجاد الفن المصرى فى الخمسينيات والستينيات والتى جعلت لمصر ريادة فى المنطقة بأسرها وجعلت صناعة السينما المصرية ثانى مصدر للدخل القومى، ويا أيها الجمهور المصرى: لقد نجحت فى امتحان الرقى بجدارة، وأكدت أن الفن المصرى يمكن أن يرتقى بالذوق العام رغم تيار الهبوط والعنف والتشويه وتمجيد الشر وإعطاء دروس فى القتل والمخدرات والفساد والتفاهة والسوقية الذى يغرق السوق المصرى ويهبط بالذوق العام شيئا فشيئاً.