رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

تلغرافات قصيرة حول دراما وبرامج رمضان


قبل ساعات من عيد الفطر المبارك أؤكد أن لدى عدة تلغرافات أحب أن أرسلها إلى بعض صناع الدراما والحكومة والفنانين والنجوم المشاركين فى دراما وبرامج رمضان هذا العام: ١- أطالب الحكومة المصرية بالتدخل لتصحيح مسار الإعلام فى مرحلة خطيرة وحساسة من تاريخ الوطن وذلك بتشكيل جهاز من النقاد المختصين، من جانب الحكومة يكون مسئوليته اختيار ما يعرض على الشاشة من مسلسلات أو برامج قبل بثها على أية قناة تابعة للدولة أو حتى خاصة تابعة لأفراد، حيث طفح الكيل بالناقد وبالمشاهدين وبالأسر فى البيوت المصرية من هذا الكم الهائل من المسلسلات ومن البرامج التى تحض على العنف والفوضى المليئة بالدماء والقتل والمخدرات والفساد والتى تهبط بالذوق العام وتصور مجتمعًا كله فساد وجرائم ونساءه كلهن فاسدات وشبابه ضائع غارق فى الجريمة مما سيدمر القيم والتقاليد المصرية. ٢- أطالب المنتجين بأن يراعوا ضمائرهم لدى اختيار المواد التى تقدم خلال الشهر الكريم فى العام المقبل حتى لا تصبح القنوات وسيلة لإفساد جيل بأكمله من الشباب والأطفال فى شهر تتجمع فيه الأسر أمام شاشات التليفزيون. ٣- لابد بشكل عام من إعادة النظر فى إعلانات رمضان المتتالية والمكثفة وإيجاد وسيلة لتغيير وضعها بداخل الدراما لأنها قد أفسدت على المشاهد تسلسل الأحداث سواء فى المسلسلات البوليسية أو الاجتماعية أو حتى الكوميدية حيث نجد جرعة إعلانية طويلة كل ٥ دقائق فى معظم المسلسلات، أما المناسب فهو أن توضع فى أول ثم فى آخر المسلسل. ٤- إلى أصحاب الإعلانات بشكل عام لابد من إنتاج إعلانات أكثر رقيًا ولا تكونوا أداة فى إفساد الذوق العام لأن كثيرًا منها يهبط بالذوق العام مثل إعلانات تصور بداخل الحمامات وإعلانات تضم كلمات غير لائقة أو إعلانات فيها تصدير للحقد لدى البسطاء والفقراء حيث إعلانات المنتجعات تذكر فيها أرقام مبيعات بمئات الآلاف دون مراعاة لأحوال البسطاء، ودون مراعاة للكلمات المناسبة. ٥- هناك برامج أثارت استياء الأسر فى البيوت ومن الضرورى إيقافها وتغييرها العام القادم، فرغم انصراف الجمهور عنها إلا أنها لم تتوقف، ورغم ذلك تنفق فيها ملايين الجنيهات دون مراعاة للقيم المصرية وتأثيرها السلبى والضار على الأطفال مثل برامج رامز ومينى داعش والصدمة. ٦- إلى صناع الدراما المصرية أعيدوا النظر فى الرسائل التى تقدمونها للأسر وللأطفال وللشباب فى البيوت من خلال أعمالكم أنا أعلم أنها صناعة مهمة ومصدر دخل لآلاف البيوت من المشاركين فيها من فنانين وعمال ومصورين ومخرجين وأن مصر كانت رائدة فى هذه الصناعة لكنها الآن تصدر صورة مجتمع من الفاسدين والمجرمين والبلطجية والسوقية. ٧- إلى أسرة مسلسل جراند أوتيل استطعتم أن تجذبوا المشاهد من خلال مسلسل متميز لا يهبط بالذوق العام ولا يلجأ للسلوكيات السوقية والمبتذلة والعنيفة، فقد استطاع جراند أوتيل رغم أنه مسلسل مقتبس من مسلسل إسبانى أن يجذب المشاهدين ويتسلل إلى البيوت المصرية ورغم أنه يعود إلى زمن الخمسينات ورغم المنافسة مع مسلسلات كبار النجوم إلا أنه استطاع أن يجذب ملايين المشاهدين شيئًا فشيئًا ودون ضجيج، وقدم جراند أوتيل بجمال ديكوراته إلى حد أنه أسفر عن ترويج السياحة فى أسوان، ورغم أنه مسلسل بوليسى إلا أنه قدم صورا جاذبة من خلال قصة حب رقيقة وشيقة وجرائم غامضة وملابس وإكسسوار وديكورات أسهمت فى جعله يتربع على عرش الدراما الرمضانية عن جدارة، وأدى الجميع أدوارهم ببراعة واتقان وفى مقدمتهم أنوشكا التى تعتبر مفاجأة رمضان فى براعة الأداء والأصيل المتقن والسفالة بأناقة فهى سيدة بلا مبادىء لكنها تقدم السهل الممتنع بشكل أنيق، وعمرو يوسف يقدم العاشق الرقيق والباحث عن الحقيقة دون عنف وهو يقدم صورة جديدة له ولبطل دون بلطجة أو سوقية مثل معظم دراما هذا العام وهو يقف بجدارة أمام محمد رمضان البطل الذى يتاجر فى السلاح والذى يثرى على حساب القيم ويحول ظلمه إلى انتقام وعنف وتعدد زوجات وضياع كامل، وسوسن بدر تقدم الأداء المتفرد ومحمد ممدوح يعكس الاتقان فى الأداء ودينا الشربينى تقدم التقمص البارع وإنجى المقدم تقدم الرومانسية الأنيقة، وحوار راقٍ لتامر حبيب، وإخراج لمخرج أتوقع له مستقبلاً كبيرًا لو استمر فى اختيار الرقى فى الفن هو محمد شاكر خضير، هذا المسلسل دليل على أن العمل الراقى يجتذب المشاهد، ويؤكد أن الفن الراقى ينتصر رغم انتشار كل السوقية والابتذال والجرائم الفجة فى معظم الدراما هذا العام. ٨- إلى الفنانين والمهتمين وصناع الدراما، ابحثوا عن قصص تصلح لزرع القيم والأخلاق التى تندثر قدموا مسلسلات ترتقى بالذوق العام وتقدم قدوة للشباب ونماذج لأبطال يحتذى بهم الشباب الباحث عن قدوة، ابحثوا عن قصص اجتماعية راقية بها رسالة تحث على الخير والأخلاق وتقدم المتعة مع القيمة ابحثوا عن قصص دينية من تاريخنا تقدم الإسلام بقيمة السمحة، ابحثوا عن صور البطولة المصرية والنابغين الذين يسطرون قصص نجاح من خلال الكفاح، ابحثوا عن قصص البطولة لآلاف من الشهداء الذين ضحوا بحياتهم لإنقاذ الوطن، خلال السنوات الخمس الماضية ومازالوا.

وللحديث بقية