رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مسلسلات وبرامج رمضان.. كثير من العنف والقتل والدماء


رغم أننا فى الأيام الأولى من شهر رمضان الكريم ومن السابق لأوانه الحكم عليها أو نقدها بشكل كامل، إلا أن البوادر الأولى من مسلسلات وبرامج رمضان تجعلنى أقول بشكل عام إن شاشة رمضان على معظم الفضائيات والقنوات المصرية متخمة بعدد كبير من الدراما والبرامج، يغلب عليها جرعة كبيرة ومفرط فيها الكثير من العنف والقتل والمخدرات وقليل من الضحك والبهجة والبسمة.

إن مسلسلات الأكشن والإثارة تسيطر هذا العام على الدراما، ومعروف أنها تشد المشاهد معها وتحظى بلفت نظره ومتابعته لمعرفة الأحداث، إلا أن مشاهد القتل والدماء والعنف تغلب عليها دون مراعاة للشهر الكريم الذى تتجمع فيه الأسر المصرية بمعظم أفرادها كبارا وصغارا حول الشاشات، ولكن لا أحد يأبه أو يهتم بمسألة ما يبث أو لا يبث، بل إن مسلسل «الخروج» على سبيل المثال فيه إفراط فى الدموية وشرح للجريمة والجثث المقطوعة إلى نصفين، ومشاهد المقتولين إلى الحد الذى يعتبر مقززا ومستفزا، ورغم أننا تحدثنا ككتاب ونقاد لملاحظة أن الأسر المصرية تتجمع حول شاشات التليفزيون، إلا أنه لا حياة لمن تنادى، بل أن جرعة الدماء زادت وتفاقمت، ولابد من وسيلة فعالة لوقف هذا السيل من الدماء والخلط المقصود بين ما يمكن أن يبث على الشاشات فى بيوتنا خلال الشهر الكريم وبين شاشة السينما.

إن أبسط الأمور والمراعاة للعائلات المصرية التى تستنكر هذا الكم من الاكتئاب والعنف والذى يظهر المجتمع المصرى كله خونة وقتلة وفاسدين ودمويين.

صحيح أن المجتمع المصرى قد شهد فى السنوات الماضية أحداث عنف وفوضى وجرائم، لكن أن يقتحموا بيوتنا بهذه الدموية فهذا ليس من حق أهل الفن، وليس من الإنصاف أن هذه الدراما تعكس المجتمع المصرى أو تعبر عنه.

إذا كانت المليارات تنفق على الدراما، فهذه الدراما لا تعبر عن غالبية الشعب المصرى حتى أفلام أجاثا كريستى أشهر كاتبة للقصص البوليسية التى تحولت إلى أفلام لا تقدم كل هذه الجرعة المكثفة من الدماء والجثث المقتولة والتى تبعث على الغثيان.

إن مشاهد القتل العنيف تتصدر منذ الحلقة الأولى فى بعض المسلسلات مثل الخانكة والخروج وفوق مستوى الشبهات وونيس ولد فضه وسقوط حر والميزان وجراند اوتيل والأسطورة، والكيف، والغول، ولابد من إعادة النظر فى بثها بلا ضابط ولا رابط، لأنه يبدو أن هناك أموالا تنفق ببذخ لتدمير المجتمع المصرى وتشويه صورة النساء المصريات والشباب المصرى الغارق فى القتل والرذيلة والمخدرات فى هذه المسلسلات.

إننى مع حرية التعبير وأقف لأدافع عنها، لكننى أيضاً ضد التشويه المتعمد وتصدير العنف والإغراق فيه، وتصدير صورة مشوهة عن المجتمع المصرى للعالم عبر الدراما.

إننى قد تلقيت كثيراً من المكالمات التى تستنكر هذه الجرعة من الاكتئاب والدماء والعنف والمخدرات التى تبث وكأنها اتفاق أو مخطط لتشويه المجتمع المصرى، وبحيث يصبح العنف مشهدا يوميا فى حياتنا وفى تعاملاتنا.

كان الفن المصرى يحمل يوما ما رسالة وكان يقدم الخير والشر، أما الآن فقد اختفت الرسالة واختفى الخير، وأصبح صوت الشر هو المسيطر، وهذا لا يصح ولا يليق فى الشهر الكريم، لأنه يقتحم بيوتنا بكل ماهو سيئ أن يراه أبناؤنا وبإلحاح، شتان بين الدراما المصرية والدراما التركية، لأن المصرية تشوه مصر أما التركية فقد جلبت ملايين السائحين إليها.

وللحديث بقية،،،،