رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مشاهداتى من تجارب ناجحة


من خلال متابعتى لحركة المجتمع المصرى التى أحرص على رصدها والانخراط فيها لأهميتها فى الكتابة على عصر نعيشه ويموج بمتغيرات كثيرة وكبيرة ومتلاحقة،، ويظل القلم يلاحق الحقيقة ويبحث عن تجارب وملاحظات أرصدها للقارئ، ولأن مجتمعنا يشهد تغييرات كبرى ومتتالية وخلال السنوات الأخيرة.

- خلال الأسبوع الماضى شهدنا مصاب كبير لمصر، خيم على كل البيوت المصرية متمثلاً فى حادث الطائرة القادمة إلى القاهرة من باريس، وفى غمرة الأحزان سمعت حكايات مأساوية ولوعة أسر كاملة فقدت أعز من لديهم فى شهداء هذه الكارثة المروعة، فمنها حكاية الجدة التى سافرت ابنتها وزوجها وتركت أطفالها ولم تعد إليهم، وفى غمرة لوعتها عليها أن ترتب حياة الحفيد المتبقى لديها والذى تيتم من الأب والأم، ومأساة الأم التى سافرت للعلاج من مرض خطير برفقة زوجها تاركة ٣ أبناء مع أمها ولم تعد، وطاقم طائرة مصر للطيران الذى قالت لى إحدى المسئولات فى شركة مصر للطيران بأنه متميز وبأنه يعد من أكثرها تميزا وكفاءة، إن مصر لن تنسى أبناءها ولن تنسى شهداءها، هذا ما عكسته مواقع التواصل المجتمعى باستثناء قلة ضالة لا تمت للوطنية بصلة. - شاركت فى أمسية، تؤكد أن الشعوب يجب أن تُكونٍّ جسراً للتلاقى فيما بينها، من أجل خير الأكثر احتياجاً، أمسية مشتركة ألمانية مصرية لنادٍ اجتماعى يضم سيدات ورجال المان ومصريين ونمساوين وسويسريين ينفذون مشروعات خيرية ناجحة فى خدمة مصر، وأقيمت الأمسية فى حديقة السفير الألمانى فى القاهرة يوليوس جورج لوى، الذى يكن كل التقدير لمصر، حيث طلب الوقوف دقيقة حداداً على شهداء الطائرة، و هو نادى روتارى راين نايل ورئيسته هى الدكتورة ليلى نبهان، وقالت عضوة النادى د.سهير وهيب الرئيس السابق للنادى ورئيس الجانب المصرى فى لجنة التبادل الدولى للمنطقة الروتارية بين مصر وألمانيا والنمسا «إن شعار النادى لا للمساعدات المالية، نرجوكم ان تذهبوا إلى المكان، واشتروا ما يحتاجه هذا المكان»، وإنالذى رأيته هو نموذج لما ينبغى أن يقوم به المجتمع المدنى لتحسين الأحوال فى المجالات الحيوية، وهو دور أرجو أن يتعاظم بجوار دور الدولة الأساسى، ففى مجال التعليم تم إمداد مدارس حكومية، وخاصة مدرسة لغير المبصرين، بأجهزة كمبيوتر، وإمداد مدرسة بأسوان بصالة بها أجهزة موسيقية، وعيادة مجهزة على أعلى مستوى، وفى مجال الصحة تم إمداد جهاز غسيل كلوى لمستشفى حكومى، والتبرع ب٣٠ سرير مريض للمرضى غير القادرين بمستشفى حكومى، وفى مجال المياه توصيل المياه للقرى المحتاجة فى محافظتى سوهاج وبنى سويف، ومع النمسا تم عمل مركز تعليمى وثقافى وإمداده بأجهزة كمبيوتر ومكتبة فى منطقة عين الصيرة، ومع الجانب السويسرى تم التبرع بمبلغ ٣٠٠ ألف دولار لتوصيل وصرف المياه لقرى محافظة سوهاج.

- وفى مجال التعليم رأيت تجربتين ناجحتين فى مدرستين خاصتين لفتتا نظرى، الأولى حفل تخرج مدرسة «بيبى هوم» الابتدائية حيث قدم التلاميذ من مختلف الفصول الدراسية من الحضانة وحتى السادس الابتدائى عروضاً موسيقية ومسرحية وأغانى تستدعى القيم النبيلة، وتدعو إلى حب الوطن، وتسرد بعض المشروعات العملاقه التى أنجزتها مصر مثل مشروع قناة السويس الجديد، وتقول د.منى الدجوى مديرة المدارس إن المدرسة ليس دورها التعليم فقط إنما أيضاً غرس القيم فى نفوس الأبناء، وحرصنا على أن يشارك كل التلاميذ فى هذ الاحتفال لإظهار مواهبهم وقدراتهم الفنية، كما حرصت التربوية د. نوال الدجوى على تحية التلاميذ والتأكيد على أن يحافظوا على حب اللوطن دائماً، إن دور المدارس لابد أن يكون التوعية بالقيم والاهتمام بالفنون والموسيقى إلى جانب التعليم، وأيضاً غرس مشاعر الانتماء والوطنية بين التلاميذ، وهى رسالة ودور مهم تقوم به هذه المدرسة إلى جانب دعم موهبة والتلاميذ والاهتمام بالموسيقى والفنون، وهى عناصر أتمنى أن نراها فى مدارسنا الحكومية. - تجربة أيضاً اعجبتنى وهى تقديم نماذج مصرية شهيرة كقدوة يحتذى بها التلاميذ فى حفل ختام العام الدراسى وذلك فى مدرسة «بلزاك»، واختارت المدرسة هذا العام شاعر العامية الأشهر عبد الرحمن الأبنودى لتقديم مسرحية تتضمن كثيراً من قصائده وخاصة الأغانى الوطنية الشهيرة التى تعكس مراحل من تاريخنا مثل «ابنك يقولك يا بطل»، و«احلف بسماها وبترابها»، وغيرها من الأغانى التى شدا بها كبار مطربى مصر، ويقول الأستاذ أحمد محمود العضو المنتدب، إن الحفل تطلب جهداً كبيراً من كل التلاميذ وفريق العمل، لكن هذا انطلاقاً من حرصنا على أن التعليم لابد أن تصحبه توعية وتقديم نماذج ناجحة للتلاميذ يتعلمون منها الوطنية، وقالت السيدة أمل سلامة، إن القدوة مهمة فى حياة أى تلميذ، لأنها تقدم له مثلاً ليحتذى به،وقدمنا فى العام الماضى صلاح جاهين وأشعاره، وقامت بالإشراف على التلاميذ ميريت جمال مديرة المدرسة المتميزة، إنها تجربة حرصت أن انقلها للقارىء لأنها تستحق أن تنفذها المدارس الحكومية، فالتعليم هو أساس تقدم اى شعب ولابد أن يتطور التعليم المصرى ليمضى قدما بأبناء مصر إلى التنوير والتقدم، إنه الأساس لأى دولة تريد أن تتقدم إلى الأمام وإلى الأمام، وللحديث بقية.