رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مصابنا الذى جمعنا


المصريون يصبحون أقوى حين تواجههم المحن، هذا ما يؤكده التاريخ القريب، وهذا ما تجلى فى الحادث المروع بسقوط الطائرة المصرية القادمة من باريس قبل وصولها أرض مطار القاهرة فجر الخميس الماضى فرغم الحزن العام الذى عاشه المصريون بسبب تحطم الطائرة المصرية واختفائها لعدة ساعات ثم وفاة كل من فيها، إلا أنها عكست معدن الشعب المصرى العريق حيث إنه عندما اجتاح الحزن كل البيوت المصرية ظهر معدن هذا الشعب العريق جليا على صفحات التواصل الاجتماعى، بالدعوات بسلامة الوصول أثناء اختفاء الطائرة ثم صلاة الغائب فى كل جوامع مصر تقريبا على أرواح الشهداء و٩٠ مليون مصرى يقفون وراء السيسى ويقفون على قلب رجل واحد مطالبين بالقصاص من أيدى الإرهاب الملوثة ومشاعر جارفة تواسى أسر الضحايا وتترجم عليهم.

أكد الحادث المروع أن المصاب هو مصابنا جميعا، وأنه حزننا جميعا وفجيعتنا جميعا فى شهداء راحوا من بيننا بفعل فاعل، ومهما تكون نتيجة التحقيقات التى ستعلن فإن لدى يقينا بأيادٍ ملوثة وراء الحادث تستهدف أبناء مصر، فان حوادث الطائرات المتكررة والحرائق والفساد والتخريب كل هذايتم بفعل فاعل وأن كل الشواهد تؤكد ذلك، وكل الشواهد تشير إلى مخطط أضعاف مصر ومحاولة إسقاط مصر، لكن أبدا لن تسقط مصر، مصر وراءها شعب عريق اختبر حروبا قاسية خاضها وانتصر فيها، فى عام ١٩٦٧ تنبأ العالم الغربى بهزيمة مصر فى أى حرب تخوضها بعد نكسة يونيو ١٩٦٧ وروج الإعلام الغربى بأنه من المستحيل عبور خط بارليف وبعد ست سنوات عبر الجيش المصرى بدعم ومساندة الشعب العبور المستحيل إلى سيناء والتى كانت محتلة من إسرائيل لتسترد مصر الأرض والكرامة، وتحقق انتصار ٦ أكتوبر ١٩٧٣ المجيد، لم ننسى هذا لأننا أحفاد الفراعنة الذين تقويهم المحن وتوحدهم وتظهر صلابتهم وفى ٢٠١٢ كان المخطط الدولى أن يصعد الظلاميون إلى قمة السلطة فى مصر ليستمر حكمهم ٥٠٠ عام أخرى، لكن انتصر الشعب بدعم من الجيش انتصارا مبهرا وتحققت المعجزة والعبور المستحيل من الظلام إلى النور بثوره ٣٠ يونيو ٢٠١٣ تحطمت الطائرة فأصبح الحزن عاما فى مصر، هكذا أهل مصر، تحول المصاب إلى مصاب للوطن كله، نحتسبهم شهداء فى حرب ضروس تواجه فيها مصر، أسوأ أنواع الإرهاب، لكن معدن الشعب المصرى أصيل يظهر فى وقت المحنة، تحولت مصر كلها إلى قلب رجل واحد باستثناء فئه تحارب الوطن وتكره البشر وتتحالف لتقتل أبرياء، إن غالبية الـ٩٠ مليون مصرى المخلصين للوطن قد تحولوا إلى بركان غضب يطالب بالقصاص وبمعرفة الذين ارتكبوا الجريمة ومن وراءهم، ويطالبون بكشف كل الحقائق للقبض على الجناة ومن مولوهم، إننا نعرف وندرك أنه كلما تقدمت مصر خطوة ينشط المخطط الدولى ضدنا وكلما تحقق مشروع أو إنجاز يقع حادث أليم مدبر لوقف التقدم ووقف الحركة إلى الأمام، المخطط رهيب والمعركة مستمرة. قلبى حزين على شهداء اغتالتهم يد الإرهاب الأسود لكننى فى نفس الوقت أدرك أن علينا أن نصمد وأن أمامنا معركة صعبة ومعقدة لأن العدو ليس فقط عدواً خارجياً لكنه أيضا ينفق أموالا لكى يحقق هدفه وهو إضعاف مصر وإضعاف عزيمة المصريين حتى يتحول الحزن إلى انهيار فى الهمم وإلحاق خسائر تحدث سخطا على الدولة المصرية وعلى السيسى الذى يقود المواجهة ضد الإرهاب، لقد حذر السيسى من قبل بأن الإرهاب سيطال أوروبا ذاتها وحدث هذا كما رأينا فى فرنسا فى يناير الماضى بخسائر جسيمة فى الأرواح لكن فرنسا أعلنت الحداد والطوارئ وقبضت على الجناة واذا كانت هناك فئة ضالة فى بلدنا تضم خونة ومتآمرين وظلاميين ومروجى شائعات، الا أن الجسد المصرى بخير وغالبية المصريين ازدادوا صلابة وقوة وعزيمة على استكمال بناء الوطن والصمود فى مواجهه التحديات المقبلة، لكن أيضا نريد يدا قويه للدولة تقتلع الإرهاب من جذوره وتقتص من الخونة، وإنا لله وإنا إليه راجعون.