رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الفقراء والأكثر فقراً


خلق الله البشرية فى أعظم الصور التى مازال الإنسان المؤمن يسجد خاشعاً لهذه الروعة التى ستظل تهز الوجدان. حتى آخر الزمان خلق كل شىء لخدمة الإنسان.. وكانت ومازالت الخليقة تخر ساجدة لعظمة الخالق وروعته. وسخر الله كل ما خلق من مخلوقات لتكون جميعها فى خدمة الإنسان. ومنحه دون المخلوقات الحية العقل وموهبة النطق. وهذا ما تميز به هذا المخلوق الذى أحبه الله. وعندما بسط الإنسان سلطانه على الأرض بسماحة علوية أهدانا الله من خلالها الحرية فيما نفكر وبماذا نعمل. وزين عقل الإنسان بتعاليم ربانية علمته نقاوة الأديان فى إفراز هادئ لعقول البشر دون سائر المخلوقات.وكلنا يعرف أول جريمة قتل فى التاريخ لماذا كانت؟ وكيف كانت؟ ولماذا لم يتعظ منها الوافدون بعد قابيل وهابيل إلى يومنا هذا. لقد خلقنا الله لنكون أخوة متحابين فى الإنسانية. وأوصانا بالمحبة.. وطلب منا وعرفنا كيف يكون التكافل الاجتماعى.. لكن للأسف التاريخ يحفل ويحكى لنا عن الفقر الذى كان ومازال ملازماً لحياة البشر منذ بداية الخليقة. ويؤمن كل البشر باستثناء الملاحدة أن الله خلقنا على درجات مختلفة فى كل الأشياء. فى التكوين والخلق فهناك أخوة لنا معوقون. وآخرون أصابهم التوحد. وهناك العقلاء والسوريون صحياً. نفس الأمر فقد قام الله بتوزيع الأنصبة علينا، فلكل مخلوق منا نسبة أو نصيب من الرزق والمال والصحة والأولاد. وكان طبيعياً أن تتفاوت نسب الثراء والفقر. فهذا غني. وآخر فقير وهذا معلم وذاك صانع بسيط، وهناك العالم وآخر فلاح. تفاوتت الأرزاق والمناصب فى اختلاف طبيعى هو من سمات إرادة الخالق العظيم.

لكنا بجهل لم نستطع إسعاد إخوتنا الفقراء فى هذه البشرية جمعاء.. نعم اخترع الإنسان الجمعيات الخيرية التى تمد يد العون للفقراء ولكنها لم تتمكن من إسعادهم أو تسبغ عليهم روح الرحمة والحنان بالصورة المثالية التى يستحقها هذا المخلوق. ورحنا نصنف الفقراء إلى درجات منها الفقير والأكثر فقراً. ولو استمر الحال على ما نحن فيه من إهمال لإخوتنا فى الأرض. سوف نخترع مرتبة ثالثة للفقر. حقاً إنها مأساة أن يعجز الإنسان عن القيام بمساعدة أخيه فى الإنسانية. ولنا فى بعض المجتمعات «القليلة» فى العالم والتى حظيت بمستوى عال ورغد وعظيم من مستوى المعيشة. لعل الدور الأول يقع على كاهل الحكومات فى إنعاش اقتصادها وتجديد منابع وروافد الإنتاج التى تعود بالخير على المجتمع وتحقق العدالة الاجتماعية.

ولا ننكر أبداً أن هناك رجال أعمال لهم نصيب من الصلاح الإنسانى نتمنى أن تزداد أعدادهم ويتدفق عطاؤهم لمجموعة الفقراء فى المجتمع.

ليتنا جميعاً نتكاتف فى محبة وعطاء نقدمه بسرور.. مكونين بذلك لبنات تسهم فى البناء لحل هذه المشكلة المتجذرة والتى تحوى كبار السن والمحرومين من الرعاية والذين ليس لهم أحد يعولهم. وقطاع مهم هو عالم الطفل ولهذا مقال آخر.. من يحب بصدق سيعطى بحب فهل نحن نحب الله إذا كنا كذلك فلنترجم هذا الحب إلى الصورة الفاضلة.

آخر العمود «ما أجمل أن نحول عمل الخير إلى رحلة عمل».