رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

المصير المشترك بين مصر والسعودية


إننا أمام وحدة المصير المشترك.. هذه حقيقة ساطعة لابد أن يستوعبها كل الوطنيين الحريصين على استقرار الدولتين الكبيرتين فى المنطقة، إن مصر والسعودية هما الآن الركيزتين اللتين يمكن ان تعملا فى اتجاه استقرار المنطقة بأسرها بشكل عام والدول العربية بشكل خاص، إننا أمام مؤامرة دولية تستهدف زعزعة استقرار الدولتين، ولابد أن نتوقع أن تزيد محاولات الوقيعة بينهما بعد اللقاء التاريخى على أرض مصر المحروسة بين السيسى وسلمان ، ولابد لكل مخلص وطنى أن يعى أنه سوف تتصاعد حدة الإشاعات والخطط حتى لا تنعم الدولتان بثمار هذا التحالف العميق فى مغزاه، أو فى تبعاته الإيجابية و الذى أفرزته الزيارة التاريخية للملك سلمان، وانبعاث هذا الأمل الكبير فى إنقاذ المنطقة العربية من التفكك استنادا إلى دور كلا الدولتين معا.

إن العاهل السعودى الملك سلمان بن عبد العزيز قد حل ضيفا عزيزا علينا فى كل المواقع والمحافل التى زارها، وحفر لنفسه مكانة رفيعة فى قلوب ٩٠ مليون مصرى فى هذا التوقيت بالذات، حيث أكدت الزيارة بما لا يدع مجالا للشك أن هناك أهدافاً مشتركة، تم التفاهم عليها بالنسبة لمحاولة حل مشاكل المنطقة العربية المتردية من خلال تحالف مصرى سعودي، وليس حل مشاكلالدولتين فقط أو التمحور حول الذات، فهما أكبر دولتين تأثيرا فى مستوى الدولتين، وكل منهما هدف بالتفتيت والتقسيم، إذن لابد من أن نكون يدا واحدة ثابتة وقوية ومستمرة على كل الأصعدة الدولية، وليس هناك حل آخر غير توحيد مواقفهما أمام العالم ولابد أن نظل يدا واحدة فى مواجهة المؤمرات الدنيئة على المنطقة العربية بأسرها، وليس أمامنا فى مواجهة هذه الأخطار سوى أن نتحد وأن نتعاون، وأن نتبع الآية الكريمة فى قوله تعالى «واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا»، إن السعودية أيضا تواجه محاولات إضعافها وتقسيمها ولاتزال بين أيدينا خطة الأمريكى برنار لويس الذى وضع مخطط التقسيم، ووضع خريطة تقسيم الدول العربية إلى دويلات متحاربة وضعيفة حفاظا على أمن اسرائيل، وذلك فى عام ١٩٨٦ وبدأ التنفيذ فى بداية ٢٠١١ لتسقط بعضالدول العربية الواحدة تلو الأخرى، إلا مصر والسعودية اللتان لهما دور محورى فى المحيط العربى والدولى، لابد أن تدعماه معا، ومن خلال رؤى متفق عليها واستراتيجية مستدامة لا تضعف ولا تتوقف، إن هذه الزيارة التى سبقها ترتيبات كثيرة ومهمة شارك فيها رجال أكفاء من كل جانب لن تفلح محاولات إلقاء بعض التراب عليها من خلال إشاعات أن جزيرتى صنافير وتيرانمصريتان، إن هذا الإشاعات التى أطلقها أعداء النجاح وأعداء الوطن لم تفلح فى ضرب الزيارة، حيث ثبت أن الجزيرتين سعوديتان بالخرائط وبالوثائق الجغرافية ، وأن جهود سفير السعودية الحثيثة لابد أن نذكرها فى هذا المجال لأنها جهود محمودة وواضحة، وسيظل المصريون يتذكرون له هذه المواقف الداعمة لمصر، وإذا كانت مصر قد استقبلت العاهل السعودى بالورود و بالصواريخ النارية التى أطلقها المصريون فى الشوارع ترحيبا بالزائر الكبير، فإننا أيضا نأمل أن يتم إعلان للوحدة بين الدولتين أمام العالم كله، وبما يرسم لنا طريقا جديدا كله أمل فى غد افضل للمنطقة.

إننا لاننسى كشعب أن السعودية قد أعلنت تأييدها لثورة الشعب المصرى فى ٣٠ يونيو ٢٠١٤، وانها قد أعلنت فورا دعمها لإرادة الشعب المصرى الحاشد ضد حكم الظلاميين، وأن مصر ايضا تقف بكل القوة والشجاعة لدعم السعودية فى مختلف المجالات التى تطلبها أو تكون فى حاجة إليها.

إننا نشهد صفحة جديدة تفتح أمام عيوننا من تاريخ الدولتين، إنها صفحة مفروشة بالأمل فى وحدة مستمرة وشراكة مستدامة توفر الاستقرار والرخاء والأمن للدولتين وللشعبين بإذن الله، ومرحبا بالمصير المشترك بيننا وبين أهل السعودية لأنه أحيا فينا مشاعر رائعة وإحساس بأننا معا سنكون اكثر قوة على مواجهة الصعاب إن شاءالله.