رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الشيخ محمد رفعت "قيثارة السماء".. عشقه عبد الوهاب والريحاني وأم كلثوم

الشيخ محمد رفعت
الشيخ محمد رفعت

الشيخ محمد رفعت، والذي فارقنا في مثل هذا اليوم من العام 1950، ورغم رحيله بالجسد، إلا أن القرآن الكريم ارتبط في الوجدان المصري والعربي بصوته، وتعجز الكلمات عن وصفه أو الإحاطة بجمال عذوبته.

هكذا تفتحت أذنا “عبد الوهاب” على صوت الشيخ محمد رفعت

أسطورة الشيخ محمد رفعت، والتي تجاوزت الزمان والمكان ولا زالت حاضرة، تمثل لكل من عرفها جزء ما من حكايته وتكوينه، وبين من كان “رفعت” جزءا من تكوينهم، موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب.

في لقاء له مع الإعلامي الراحل طارق حبيب عن علاقته بالشيخ محمد رفعت، قال “عبد الوهاب”: الشيخ محمد رفعت بالنسبة لي، هو الصوت الذي تفتحت أذناي عليه، وعشقت، وأحببته، وكنت أهرب من البيت للاستماع إليه في السرداقات التي كانت تقام ليقرأ فيها، سواء كانت في مأتم أو حفلات عادية".

أضاف: “صوت الشيخ محمد رفعت، هو الصوت الذي أحسست فيه بالجمال والجلال، صوت كان يوحي بالإجلال، وحتى اليوم إذا ما سمعته في الأشرطة التي تكون مذاعة، خصوصا الأشرطة النقية من خرخشة ولا خربشة بكون سعيد جدا”.

أم كلثوم تتعلم مخارج الحروف من الشيخ محمد رفعت

ومن حكايات كوكب الشرق أم كلثوم مع الشيخ محمد رفعت، ما ذكرته حفيدته “هناء حسين”، في تصريحات خاصة لـ“الدستور”، بأن:" أم كلثوم كانت تجلس فى حرملك مسجد فاضل باشا لتتعلم من الشيخ رفعت وتتعرف على مخارج الألفاظ الصحيحة، التى كانت تتعلمها من المشايخ، لكن لم تكن هناك صداقة بينهما، وأعتقد أنه كان هناك نوع من المنافسة بينهما". 

وتضيف حفيدة الشيخ محمد رفعت: شخصية الشيخ رفعت معروفة للجميع، فقد كان رجلًا زاهدًا، عابدًا، شديد التواضع، فقد كان يعرض عليه السفر لبلاد كثيرة عربية وأجنبية ويرفض، فمثلًا عرض عليه حيدر باشا آباد أن يحيى ليالى رمضان عنده فى الهند بمبلغ خيالى لكنه رفض، وكذلك عرضت عليه إذاعات لندن وباريس وبرلين أيضًا أن يفتتح هذه الإذاعات إلا أنه رفض، فقد كان شخصية متفردة، لا يجرى وراء السفر أو الشهرة أو الأموال، بل كان رجلًا ربانيًا بمعنى الكلمة، وكان هو والشيخ على محمود فى الطريقة النقشبندية الصوفية، وكان شيخهم هو الشيخ محمد أمين البغدادى، وكانت غرفته هى خلوته.

أسرار الصداقة التي جمعت بين الريحاني والشيخ محمد رفعت

أما عن الصداقة التي ربطت بين الضاحك الباكي نجيب الريحاني، والشيخ محمد رفعت، وتناولها الريحاني في مذكراته، “كان الشيخ رفعت يقرأ القرآن فى جامع صغير بشارع درب الجماميز، وكنت أذهب إلى هناك فى عديد من أيام الجمع لأسمع هذا الصوت الخالد الحنون، الذى هز كيانى، وقلب كل معنوياتى وجعلنى أقدس هذه الحنجرة الغالية الخالدة المرهفة وهى ترتل أجمل المعانى وأرقها وأحلاها”.

وهو ما تؤكد عليه حفيدته “هناء حسين”: خلال مرض الشيح رفعت كان الريحانى يصحبه فى "الكارتّة" ويتنزهان معًا، ومعهما الكاتب بديع خيرى. 

و"الريحاني" كتب فى مذكراته أنه انجذب إلى صوت الشيخ رفعت، وكان يريد معرفة الكلام الذى يقوله، حتى إنه ترجم السورة التى سمعها بصوته إلى الفرنسية التى كان يجيدها، ثم تعلق قلبه بالقرآن بصوت الشيخ رفعت، وكان يحرص ألا يفتح ستارة المسرح ويبدأ عرض مسرحياته إلا بعد أن يستمع إلى تلاوة القرآن بصوت الشيخ محمد رفعت فى الإذاعة.