رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

لعنة الآثار.. القصة الكاملة للعثور على 3 جثث "متعفنة" بالواحات البحرية

صورة ارشيفيه
صورة ارشيفيه

أحالت النيابة العامة سائقًا للمحاكمة أمام محكمة الجنايات، بتهمة قتل تاجر ونجله وشقيق زوجته، على طريق الواحات لسرقتهم.

فجرت تحقيقات النيابة العامة تفاصيل صادمة في جريمة مقتل 3 رجال داخل سيارتهم بالواحات البحرية والعثور على جثثهم في حالة تعفن، حيث تبين أن صديق المجني عليهم أمطرهم بالرصاص طمعًا في أموالهم التي أعدوها لتجارة الآثار واستولى على 300 ألف جنيه. 

وكشفت التحقيقات عن أن بلاغًا ورد لغرفة النجدة برؤية مزارع لسيارة متروكة في مكان مريب على مسافة 400 متر من الطريق في عمق الصحراء وأنه يراها منذ 3 أيام متواصلة، حيث اعتقد في البداية أنها معطلة لكن مع استمرار وجودها انتابه الشك في الأمر، وعثر بالسيارة على جثث 3 رجال تفوح منهم رائحة كريهة حيث بدأت جثامينهم في التحلل ما يدل على مرور أيام على وفاتهم، وأثبتت معاينة الجثث إصابتهم بطلقات نارية وهو دليل قاطع على وقوع جريمة. 

وتبين أن الضحايا أقارب وهم "إيهاب. ع" ٥٦ عامًا، ونجله "رامي.ا.ع" ٣٥ عامًا، يمتلكان معرض سيارات، و"محمد. أ" شقيق زوجة رامي، وجميعهم من محافظة كفرالشيخ.

وباستدعاء أسرتهم قالوا إنهم اعتادوا التردد على محافظة الوادي الجديد خاصة واحة الفرافرة للقاء بعض أصدقائهم لإتمام شراء سيارة باعتبارهم تجار سيارات.

وأسفر فحص المكالمات الصادرة والواردة من وإلى هواتف الضحايا عن رصد آخر مكالمة بهاتف الضحية الثاني "رامي" يخبر زوجته أنهم كانوا يتناولون العشاء لدى صديقهم "أحمد" ابن بلدتهم ومن المقيمين في الفرافرة منذ سنوات، حيث اعتادوا النزول في منزله في كل مرة يسافرون فيها وأنهم يتجهزون للانصراف من منزله متجهين ناحية الواحات البحرية سالكين الطريق لبلدتهم إلا أن هواتفهم أغلقت بعد ذلك، ولم يتواصل أحد من أسرتهم معهم مرة أخرى وأبلغوا باختفائهم ومواصفاتهم ومواصفات السيارة حتى عثر عليهم جثثًا هامدة في صحراء الواحات.

وأشارت التحقيقات إلى أن اسم "أحمد" الذي ورد في مكالمة رامي الضحية وزوجته يعود لتاجر أعلاف ترك مسقط رأسه بكفرالشيخ وتوجه للإقامة بالفرافرة وكان يستقبل الضحايا عند سفرهم هناك، فتم التوصل إليه واستجوابه حول لقائه بالضحايا قبل مقتلهم لتتضارب أقواله، حيث في البداية أنكر رؤيته لهم قائلًا: "مجوش عندي ومشوفتهمش" وهو ما يتنافى مع مكالمة رامي المجني عليه مع زوجته والتي فور مواجهته بها ارتبك وعدل عن أقواله وقال: "آه كانوا عندي ومشيوا ومعرفش عنهم حاجة بعد كده". 

ذلك الارتباك والتوتر الذي بدا على "أحمد" كان كفيلًا بإخفائه شيئًا له علاقة بمقتل الضحايا الثلاث، فتمت إعادة التحقيق معه حتى انهار وفجر مفاجأة قائلًا: "أنا قتلتهم بالطبنجة عشان أسرق فلوسهم اللي كانوا جايين يشتروا بيها آثار".. تلك الكلمات البسيطة كانت بداية لسيل من الاعترافات، حيث روى في جلسة تحقيق تفاصيل جريمته قائلًا إنه استقبل صديقه وابنه وقريبهم على العشاء حيث علم أنهم على موعد مع بعض أهالي الفرافرة من جيرانه الذين يعلمهم أيضًا وفوجئ بهم خلال الجلسة يتحدثون عن بيع وشراء قطع أثرية لكن لم تكتمل الصفقة ولعلمه بحملهم مبلغًا ماليًا ضخمًا، سيطر الشيطان على رأسه للاستيلاء على ذلك المال طلب منهم اصطحابه في طريقهم إلى الواحات البحرية.

أثناء سير الضحايا على الطريق قرابة الثالثة فجرًا وبرفقتهم صديقهم لتوصيله طلب منهم التوقف لقضاء حاجته وفور ركن السيارة هبط منها واستدار خلفها وأخرج من بين طيات ملابسه طبنجة كان أخفاها قبل ركوبه معهم السيارة وفتح النيران عليهم ليرديهم الثلاثة قتلى وما إن تأكد من رحيلهم استقل السيارة بمقعد القيادة وقادها بعيدًا عن الطريق بعمق 400 متر في الصحراء واستولى على حقيبة بداخلها مبلغ 300 ألف جنيه وهواتف الضحايا وعاد إلى الطريق مرة أخرى ليستقل سيارة عائدة إلى الفرافرة وخلال سيره بالطريق كان يتخلص من هواتف الضحايا بإلقائها في الصحراء، وفور عودته لمنزله دفن الطبنجة في قطعة أرض فضاء بجوار منزله وأعطى جزءًا من المال لصديقه على سبيل الأمانة وفي اليوم التالي وضع باقي المبلغ في حساب بنكي وعاش حياته بشكل طبيعي حتى فوجئ بضبطه.