رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

اللحن الجنائزي وتناول الفول النابت.. التراث الشعبي للأقباط في "أسبوع الآلام"

أسبوع الآلام
أسبوع الآلام

يعتبر الأقباط أسبوع الآلام، أقدس أيام السنة، حيث تشير أيامه من الأحد حتى الجمعة، بذكرى أحداث آلالام السيد المسيح، وحتى صلبه على خشبة الصليب يوم الجمعة، التي تُعرف بـ "الجمعة العظيمة".

وفي هذا الأسبوع، يعتاد المصريون على عادات شعبية تراثية منذ القرون الأولى وحتى اليوم، وفي التقرير التالي نستعرض أبرزها، وفقًا لـ كتاب "المجتمع القبطى فى مصر فى القرن 19" للمؤلف رياض سوريال.

الملابس السوداء واللحن الجنائزي أسبوع الآلام

يرتدي الأقباط في هذا الأسبوع ملابس سوداء، كما تتشح الكنائس بثوب الحداد، وتتم الصلاة في خشوع، وتتذكر الكنيسة في هذا اليوم المؤامرة اليهودية التي انتهت بصلب السيد المسيح.

وفي بداية الأسبوع، يشتري المصريين السعف، كما يغزل البعض السعف بأشكال مختلفة من القربانة والصلبان والتيجان، احتفالًا بأحد "الشعانين" أو "أحد السعف"، كتقليد شعبي لذكرى دخول االسيد المسيح إلى مدينة أورشليم، حيث استقبله الأهالي بالسعف. 

وتقرأ في الكنائس المزامير، والألحان ذو النغمة الحزينة، وفي يوم الثلاثاء، يبدأ المصريون في تجهيز وإعداد الفول، وغمره بالماء ليتم تناوله في يوم الجمعة العظيمة، وهو يوم ذكرى صلب المسيح.

وفي هذا اليوم، اعتاد الكثير من الأقباط الاستحمام بالماء البارد، وتدلك أنفسهم بالعشب، المسمى "رعرع أيوب" لذكرى شفاء أيوب النبي منه، ويطلق على هذا اليوم، في التراث الشعبي القبطي، اسم "أربعاء أيوب" نسبة قصة أيوب النبي الذي شفاه الله من مرضه، بعد اغتساله بنبات يسمى "الرعرع".

الأقباط يهادون إخوانهم المسلمين العدس المصفى في يوم خميس العهد

كما يعد الأقباط "طبق العدس"، لتناوله في يوم الخميس ويُسمى العهد، ووفقًا للمقريزي، فإن النصارى في هذا اليوم كانوا يهادون بعضهم بطبق العدس، ويهادون إخوانهم المسلمين العدس المصفى، ويوم خميس العهد يمثل ذكرى غسل المسيح أرجل تلاميذه.

وتأتي الجمعة، التي يشتهر فيها ترتيل لحن "غولغوثا" بلحن جنائزي، وتُسمى "الجمعة العظيمة" وهي تمثل ذكرى صلب وموت المسيح، على يد الرومان، ويتناول الأقباط في هذا اليوم الفول النابت والطعمية.

ثم يأتي السبت الذي يُعرف بـ "سبت النور"، نسبة إلى اعتقاد الأقباط بظهور النور المقدس من القبر الذي دفن فيه السيد المسيح، بكنيسة القيامة في القدس، في المعتقد المسيحي، ووصفه المقريزي بأن سبت النور وهو اليوم الذي يأتي قبل الفصح، وبعده يحل "عيد القيامة" الذي يأكل فيه الأقباط الدسم من اللحوم والدواجن وغيرها.