رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

آمال أمريكية لوقف حرب غزة.. كواليس ضغط بايدن على إسرائيل لقبول الصفقة

بايدن
بايدن

يتطلع الرئيس الأمريكي جو بايدن، وفريقه للأمن القومي إلى وقف الحرب في قطاع غزة ولو بشكل مؤقت في القريب العاجل تمهيدًا لإيقافها بشكل نهائي، في الوقت الذي تواجه فيه الولايات المتحدة الأمريكية ضغوطًا كبرى بعد اشتعال الاحتجاجات داخل معظم الجامعات الأمريكية، مطالبين بوقف الدعم الأمريكي لإسرائيل في حربها الوحشية على قطاع غزة.

لماذا تسعى الولايات المتحدة لوقف حرب غزة؟

وبحسب صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، فإن ثمة عدة عوامل اجتمعت في وقت واحد، أحيت الآمال في كسر جمود مفاوضات الهدنة، خلال الأسبوعين المقبلين، حيث يتطلع فريق بايدن للاستفادة من زيادة الضغط الشعبي في إسرائيل لإطلاق سراح المحتجزين، وحرص السعودية على عقد مبادرة دبلوماسية وأمنية جديدة، مقابل إنهاء حرب غزة.

وتابعت الصحيفة أن مستشارى بايدن يضغطون على رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو، من أجل التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار قبل أن تبدأ إسرائيل في مخطط الغزو البري لمدينة رفح، وهي العملية التي حذر منها حلفاء إسرائيل في الغرب، لأنها قد ينتج عنها سقوط عدد كبير من الضحايا بين صفوف المدنيين.

وأضافت أن المفاوضات تجددت مرة أخرى، بتنازلات إسرائيلية كبرى، وفي انتظار فقط رد حركة حماس، التي غادر وفدها مصر منذ ساعات قليلة.

وأشارت إلى أن القاهرة تستعد لاستضافة جولة جديدة من المفاوضات بداية من اليوم الثلاثاء، حيث أبدى مفاوضوها تفاؤلًا كبيرًا هذه المرة بشأن الاقتراح الذي صاغته مصر وإسرائيل.

وقال محللون أمريكان ومسئولون في إدارة بايدن إن الرئيس الأمريكي يتطلع لإنهاء حرب غزة وإبرام صفقة مع المملكة العربية السعودية، من أجل حشد الناخبين في الحزبين قبل الانتخابات الرئاسية الأمريكية المقرر لها نوفمبر المقبل، في ظل تخوفات من وصول المرشح الجمهوري دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، وبالتالي رفض الديمقراطيين التصويت لصالح أي صفقة تدعم التطبيع بين إسرائيل والسعودية.

وتابع المسئولون أن السعودية رفضت المضي قدمًا في أي اتفاقات إذا ما استمرت الحرب على غزة وشنت إسرائيل غزوًا على مدينة رفح الحدودية.

وكشفت الصحيفة أن الموقف السعودي الواضح من التطبيع، أعقبه اتصال هاتفي أجراه بايدن مع الرئيس عبدالفتاح السيسي والشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير دولة قطر، حيث تعمل مصر وقطر بقوة منذ عدة أشهر لإيقاف الحرب.

وقال مارتن إنديك، الذي عمل سفيرًا لدى إسرائيل مرتين، ومبعوثًا خاصًا سابقًا للسلام في الشرق الأوسط: "يبدو أن الإسرائيليين يخففون من موقفهم، ويبدو أن السعوديين قد وضعوا عرضهم للتطبيع على الطاولة، ويبدو أن حماس أكثر إيجابية، لذا فهي تبدو أفضل مما كانت عليه منذ عدة أسابيع".

ويظل يحيى السنوار، زعيم حماس الذي يقيم في غزة، هو الورقة الرابحة، وينتظر الإسرائيليون رده على المقترح، وقال المسئولون إن الأمريكيين والإسرائيليين ليسوا على اتصال مباشر مع السنوار، ويعتمدون على القطريين والمصريين للتواصل مع قادة حماس الذين يقيمون خارج غزة ويتواصلون بعد ذلك مع السنوار، ما يعقد قدرتهم على تحليل نواياه.

وأضافت الصحيفة أنه في ظل كل هذه الضغوط على إسرائيل لإبداء مرونة ووقف هذه الحرب، فإن المسئولين الإسرائيليين يشعرون بالقلق من أن المحكمة الجنائية الدولية تستعد لإصدار أوامر اعتقال بحق كبار المسئولين الحكوميين، على خلفية سير الحرب في غزة.

وتأتي الدبلوماسية المكثفة في الوقت الذي اندلع فيه الغضب في الجامعات الأمريكية، بسبب الحرب في غزة، ويواجه بايدن أثناء رحلاته متظاهرون يتهمونه بدعم الإبادة الجماعية.