رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

اتفاق ضمنى لخفض التصعيد.. هل اتفقت إسرائيل وإيران على الضربات الصاروخية؟

الضربات الصاروخية
الضربات الصاروخية

أكدت صحيفة "الجارديان" البريطانية أن الرد الإسرائيلي الانتقامي على الهجوم الصاروخي الإيراني كان محدودًا للغاية، وقللت إيران من أهمية الهجمات الإسرائيلية، لتصبح الضربات المتبادلة بمثابة اتفاق ضمني لخفض التصعيد وعدم إشعال حرب إقليمية في الشرق الأوسط.

تبادل صاروخي محدود

وبحسب الصحيفة، كان المتحدثون الإسرائيليون الفصيحون عادة يصمتون على نحو غريب في مثل هذه المواقف، حيث بدا الأمر كما لو أن اتفاقًا ثنائيًا ضمنيًا بين إسرائيل وإيران قد تم التوصل إليه للتقليل من شأن هذه القضية من أجل وقف التصعيد بهدوء.

ومثل المبارزين الخفيين في القرن التاسع عشر الذين يوجهون مسدساتهم بشكل غير قانوني نحو بعضهم البعض عبر مرج إنجليزي ضبابي عند الفجر، طالبت كل من الدولتين بالوفاء بهذا الشرف ولكنها أرادت تجنب خلاف عام صاخب آخر، وقد أطلق كل منهما النار مباشرة على الآخر، مما تسبب في أضرار رمزية، والآن يشيرون هم وثوانيهم إلى أن الأمر قد انتهى على الأقل في الوقت الحالي.

وأوضحت الصحيفة أنه إذا كان هذا صحيحًا، فهو يمثل ارتياحًا كبيرًا، وإن كان مؤقتًا، ويشير ذلك إلى أن الضغوط الأمريكية المكثفة على إسرائيل لحملها على ضبط النفس، بتحريض من بريطانيا وآخرين، قد أتت بثمارها.

وكان الرئيس الأمريكي جو بايدن قد حث إسرائيل على إعلان انتصارها بعد صد الهجوم الجوي غير المسبوق والواسع النطاق الذي شنته إيران في نهاية الأسبوع الماضي بنجاح، ولكن لم يتفق قادة الحرب الإسرائيليون بشكل كامل على الأمر.

وتابعت الصحيفة أن الصمت والاكتفاء بنجاح الصد، أمر غير طبيعي بالنسبة لرئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي عرف عنه أنه شديد الدموية والانتقام، حيث حثه حلفاؤه اليمينيون المتطرفون على الرد بقوة وجنون على إيران، ولكن الرد الإسرائيلي المحسوب على الضربة الإيرانية يكشف عن مدى النفوذ الأمريكي المعزز على إسرائيل، التي كانت تخشى تأثير قرارها على المساعدات العسكرية لإسرائيل.

وأضافت أن حرب الظل بين إسرائيل وإيران التي استمرت لسنوات طويلة، أصبحت ظاهرة للجميع، وسيكون من الحماقة افتراض أن هذه هي نهاية الأمر، فلا يزال العداء العميق، السياسي والأيديولوجي، يفصل بين العدوين. 

وأشارت الصحيفة إلى أن الهجوم المحدود هذه المرة، يكشف عن أنه يمكن أن يكون أسوأ في المرة المقبلة، وسيكون له تأثير واسع على الشرق الأوسط بالكامل.