رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مصر تخطو نحو المستقبل.. كيف بدأت الدولة طريقها لصناعة الدواء؟

هيئة الدواء المصرية
هيئة الدواء المصرية

بعد أن سيطر فيروس كورونا على العالم أجمع يمكن القول إنه رغم تداعياته السلبية على كثير من النطاقات كان له جانبًا إيجابيًا في الإسراع من وتيرة الكثير من المشاريع التي أصبحت أمر لابد من وجوده في مصر وعدم الاكتفاء بالاعتماد على الاستيراد من الدول الخارجية فقط، ويمكن القول إن أبرزها وأهمها هو صناعة الدواء في مصر.

وعن مستقبل صناعة الدواء في مصر أطلقت هيئة الدواء المصرية فعاليات الملتقى الحواري الثاني حول مستقبل صناعة الدواء في مصر، والذي يعقد حاليا بمحافظة الأقصر، ولمدة ثلاثة أيام، تحت عنوان: انطلاقة جديدة لصناعة الدواء.

وأشارت الهيئة إلى أن الملتقى يأتي في إطار تعميق الشراكات مع صناع الدواء، والمؤسسات الدولية، والجهات الرسمية، ومنظمات المجتمع المدني العاملة في مجال الصحة العامة، وخاصة في مجال دعم وتطوير صناعة الدواء.

دور هيئة الدواء في تشجيع صناعة الدواء

وذكر رئيس الهيئة الدواء المصرية، الدكتور تامر عصام، أن الهيئة تعمل بروح الجمهورية الجديدة على تشجيع صناعة الدواء للوصول للتميز، وأنها تضع نصب عينيها أي تحديات قد تواجه منظومة صناعة الدواء، وتعمل من خلال التوجيهات الرئاسية، واستراتيجية الحكومة المصرية على تعميق توطين صناعة الدواء في مصر، ووصول السوق المصري إلى العالمية، كذلك دعم سياسات وبرامج التصدير للدول والأقاليم المجاورة.

كورونا ساهمت في تشجيع صناعة الدواء

وفي هذا السياق أكد الدكتور محمد عز العرب، استشاري الطب الباطني والمستشار الطبي للمركز المصري للحق في الدواء، أن أزمة فيروس كورونا كان لها الفضل في الإسراع من الارتقاء بصناعة الدواء في مصر خاصة وأن مصر رائدة في هذه الصناعة منذ عقود مضت ولكنها شهدت الكثير من التعسرات.

وأوضح عز العرب، في تصريحات لـ«الدستور»، أن مصر أصبح لديها الإمكانيات اللازمة لنقل تكنولوجيات المعرفة الخاصة بصناعة الدواء لتوافر التمويل الكافي والتكنولوجيا المطورة، وكذلك تطور البحث العلمي في مصر بشكل كبير عن السابق بعد أن وفرت الدولة الملاءة المالية التي يحتاجها القطاع الطبي لتطويره وتطوير مشتملاته.

مصر لديها الإمكانيات لدخول صناعة الدواء بقوة

وأضاف، أن هذه القدرة لدخول مصر صناعة الدواء يمكن القول أنها بدأت مع مواكبتها لتصنيع لقاح كورونا من خلال شركة فاكسيرا بعد حصولها على موافقة الصحة العالمية بإمكانياتها التي تؤهلها لذلك، لإمكانياتها العالية سواء من ناحية العنصر البشري أو إمكانيات التصنيع المتوفرة لديها والتي تؤهلها  لتصنيع اللقاح، خاصة أنها تعتبر من أفضل الأماكن في مصر لتصنيع اللقاحات.

وأكد المستشار الطبي للمركز المصري للحق في الدواء أن مصر تتقدم بخطوات حثيثة في مجال صناعة الدواء وإنتاج دوائها الخاص، وما ساعد في ذلك بشكل كبير هو مدينة الدواء التي افتتاحها الرئيس عبد الفتاح لها دورًا كبيرًا في دخول مجال صناعة الدواء بقوة، والتي تعتبر أكبر مدينة دواء في المنطقة على مساحة 180 ألف متر وتوفر خطوط إنتاج بتقنية عالية جدا وجودة دولية .

مدينة الدواء الجديدة

تقع مدينة الدواء الجديدة بمنطقة الخانكة على مساحة 180 ألف متر، مقسمة إلى مصنعين ضخمين جدًا، يضما 20 خط إنتاج يتم تصنيع كل الأشكال  الصيدلانية فيها، من أقراص، وكبسولات، وفوارات، ومستحضرات دوائية للشرب، والكريمات، عبر تكنولوجيا تُصنف على اعتبارها الأعلى في العالم.

وذكر المستشار الطبي للمركز المصري للحق في الدواء أن دخول مصر في إنتاج المواد الخام في شركات مدينة الدواء وستكون قيمة مضافة للتصنيع الدوائي في مصر، والتي يتم استيرادها من الهند والصين، وهو الأمر الذي سيفرق بشكل كبير في الصناعة الوطنية خاصة في زمن فيروس كورونا المستجد، والقضاء على مشكلة تأخير الشحنات.