9 سنوات من حكم الرئيس السيسي.. مصر تسترد آثارها المنهوبة في الخارج
بعد تولي الرئيس عبد الفتاح السيسي حكم مصر في عام 2014، كثفت الحكومة عملها لاسترداد الآثار المنهوبة، خصوصًا تلك التي خرجت من البلاد بطرق غير قانونية خلال ثورة 25 يناير وما تبعها من انفلات أمني وعدم استقرار.
عام 2014
شهد عام 2014 بداية هذه الفورة حيث استعادت مصر 3 قطع من ألمانيا، بعد حكم صدر من المحكمة العليا (فريبورج) والتي تتمثل في تمثال جماعي من البازلت ومقصورة صغيرة عليها اسم الأمير “خع أم واست” ومسلة حجرية صغيرة.
وفي نفس العام نجحت مصر في استعادة 27 قطعة اخرى من ألمانيا أيضًا، بعد جهود حكومية كبرى، تتمثل في قطع أثرية صغيرة وكسر فخارية، و8 قطع من الدنمارك كانت مسروقة من منبر جامع جانم البهلوان والتى تم سرقتها فى 2008.
كما نجحت مصر في استعادة 15 قطعة من بريطانيا، 6 منها كان مقرر عرضها في دار كريستي للمزادات في لندن، بعضها سرق في الثورة.
عامي 2015 و2016
وبحلول عام 2015، كثفت الحكومة بتوجيهات الرئيس السيسي من عملها لاسترداد القطع الأثرية الكبرى، حيث نجحت في إعادة غطائين لتابوتين من عصر مصر القديمة على شكل آدمى ومصنوعين من الخشب والكارتوناج الملون وعليهما عددًا من النقوش والزخارف الملونة من إسرائيل، وتمثال عاجي وإناء حجري من برلين ولوحة الزيوت السبعة المقدسة ولوحة أخرى من الجرانيت الأسود من سويسرا وبعض القطع الأخرى القيمة من بريطانيا و7 قطع من الولايات المتحدة الأمريكية.
وفي نفس الفترة، استردت مصر تابوت من الخشب من العصر المتأخر وتمثال مزدوج مصنوع من حجر الأستاتيت الأسود لرجل وسيدة تم استعادتهم من بروكسل و44 قطعة أثرية من فرنسا تنتمي إلى عصور مختلفة من الحضارة المصرية القديمة، بالإضافة إلى تسلم مصر 4 قطع أخرى من الولايات المتحدة، وأقامت السفارة المصرية في واشنطن حفل لتسليم القطع والتي كانت عبارة عن تابوتين خشبيين، وكفنًا من الكتان لمومياء مع القناع، بالإضافة إلى يد مومياء.
عام 2017
شهد عام 2017 طفرة في الآثار المستردة، حيث نجحت مصر في استرداد لوحة حجرية تعود لعصر الملك نختنبو الثاني (الأسرة الثلاثين) كانت معروضة بإحدى صالات المزادات بباريس، فضلاً عن استرداد 8 قطع أثرية من لندن.
وفي ظل الجهود العربية الشقيقة للحفاظ على التراث المصري، سلم الشيخ سلطان القاسمى عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة 440 قطعة أثرية للسلطات المصرية بعد ضبطها بالإمارات والتحفظ عليها.
وفي فرنسا وحدها، استعادت مصر 8 قطع أثرية تتضمن أجزاء من التوابيت الفرعونية، حيث قامت وزارة الداخلية الفرنسية بضبط عددًا كبيرًا من الآثار المصرية المسروقة ليبلغ إجمالي عدد القطع المستردة من يناير 2017 وحتى نوفمبر 2017 ما يقرب من 586 قطعة.
2018 وحتى 2020
خلال عامين فقط، استردت مصر معظم القطع الأثرية التي خرجت من البلاد بطريقة غير مشروعة، حيث بلغ عدد القطع المستردة 222 قطعة و21 ألف عملية من 5 دول.
في عام 2018، استلمت السفارة المصرية بأمستردام تمثال مصنوع من الحجر الجيري كان يعرض في إحدى دور المزادت بهولندا، والتي خرجت من مصر بطريقة غير شرعية في تسعينيات القرن الماضي.
كشفت وزارتي الخارجية والآثار من عملهم في نفس العام، فأثبتت خروج تابوت مذهب معروض في متحف متروبوليتان للفن في مانهاتن بالولايات المتحدة الأمريكية، كما شهد نفس العام استرداد 9 قطع من فرنسا، و14 قطعة من قبرص، و3 من الولايات المتحدة الأمريكية، وقطعة من الكويت، و195 قطعة و21660 عملة معدنية من إيطاليا.
كما تسلمت وزارة الآثار من مقر وزارة الخارجية المصرية 9 قطع أثرية تم استردادها من باريس، وهم 8 قطع، فضلاً عن 14 قطعة من قبرص، و3 قطع أثرية عبارة عن أجزاء من مومياوات سرقت من وادي الملوك منذ 91 عامًا.
عام 2021
استردت مصر 114 قطعة أثرية، تم نهبها من الداخل وتهريبها إلى فرنسا، تتضمن تمثال للملك أمنحتب الثالث تمثال "البا" أو تمثال الروح المصرية القديم مكتوب عليه باللغة الهيلوغرافي وتمثال مصنوعة من الحجر الفينانس والذي تشتهر به المتاحف المصرية، تمثال من الكرتوناج وعليها نقوش، تمثال مصنوعة من الحجر الجيري، تمثال لرأس ملكة، تمثال للإله حورس، تمثال للإلهة باستت، تمثال للإله أيبس، تمثال للإله بتاح سوكر.
كما نجحت الجهود المصرية في استعادة 3 قطع أثرية من بريطانيا عبارة عن تمثال مصنوع من الألباستر فاقد الرأس والقدمين يرجع إلى العصر اليوناني الروماني، والقطعة الثانية هي جزء من تابوت خشبي ربما يرجع إلى العصر المتأخر، اما القطعة الأخيرة فيرجح إنه أجزاء من تابوت.
عام 2022
كان من أبرز الأعوام التي نجحت فيها مصر في استرداد آثارها المنهوبة، منهم تمثالين من بلجيكا و16 قطعة أثرية من الولايات المتحدة بالتعاون بين الحكومة المصرية والمدعي العام الأمريكي بنيويورك.
وفي سويسرا، استردت مصر تمثال برونزي، فضلاً عن تمثالين من بروكسل و28 قطعة أثرية أخرى من أورجواي وأعادت الإمارات 6 قطع أثرية فرعونية خرجت من مصر بطرق غير شرعية، بالإضافة إلى 50 قطعة من بريطانيا منها 49 لفافة بردي وقطعة حجرية من معبد حتشبسوت.
عام 2023
خلال الشهر الحالي، أفاد بيان صادر عن النائب العام حمادة الصاوي أنه تم استرداد جداريتين ترجعان إلى الأسرة السادسة في مصر القديمة (2345-2181 قبل الميلاد) يوم الإثنين في باريس من قبل وفد مصري بعد سرقته من موقع تنقيب في القاهرة في عام 2001.
يعود تاريخ الجداريات ، وكلاهما باللون الكريمي ومزخرف بالهيروغليفية ، إلى حوالي 4200 عام واكتشفت في عام 2001 من قبل بعثة أثرية فرنسية تقوم بالتنقيب في مقبرة سقارة.
واكتشفت البعثة، بقيادة عالم المصريات الشهير فاسيل دوبريف، مقبرة كاهن من الأسرة السادسة في منطقة تم فيها اكتشاف عدد من مقابر الكهنة الآخرين، وأنهت البعثة عملها في عام 2001 وذهبت في إجازة، لكنها عادت في عام 2002 لتجد أن الجداريتين اللتين تركتا داخل المقبرة قد أزيلتا بخبرة وتم تهريبهما.
بعد عشر سنوات، كان دوبريف يزور متحفًا في بودابست عندما وجد اللوحات الجدارية في المعرض، وشاهد لاحقًا المزيد من محتويات المقبرة معروضة للبيع في أحد بيوت المزادات في باريس، ما دفعه إلى إبلاغ السلطات المصرية.