طريقة صوفية أصولها مغربية.. ذكر وإنشاد وتسابيح أبرز طقوس «الجازولية» فى رمضان
تتناول "الدستور" خلال شهر رمضان المعظم، طقوس عدد كبير من الطرق الصوفية، أبرز هذه الطرق، "الطريقة الجازولية"، والتي تعد من الطرق ذات المنهج الصوفي المعتدل، وهي تنتهج منهج القطب الصوفي الكبير الشيخ أبو الحسن الشاذلي المدفون بحميثرة بالبحر الأحمر.
وتعود أصول هذه الطريقة إلى المغرب العربي، إلا أن الإمام جابر الجازولي أحد كبار قادة الطريقة الجازولية في العالم، رأى أن إنشاء طريقة تضم أتباع الجازولية في مصر أمر ضروري خاصة بعد تزايد مريدي المنهج الصوفي الجازولي في مصر، وبالفعل حصل على الاعتراف الرسمي من المجلس الأعلى للطرق الصوفية عام 1979، وتم تأسيس مقر وساحة للطريقة في صلاح سالم، والتي تعج الطريقة بالمريدين ليلا نهار من داخل مصر وخارجها.
- "ذكر وإنشاد وتسابيح"... طقوس الجازولية في رمضان
تتميز الطريقة الجازولية خلال شهر رمضان المعظم بطقوس خاصة، تختلف عما تفعله الطرق الصوفية الأخرى خلال الشهر الكريم، حيث تنظم الطريقة برنامجا خاصا لها، يتنوع بين الذكر والإنشاد والتضرع إلى الله سبحانه وتعالى، وكذلك يدخل شيخ الطريقة في خلوة خاصة يذكر فيها المولى سبحانه وتعالى، طوال أيام الشهر الفضيل، وتنظم الطريقة ليالي رمضان بشكل دائم ومستمر، حيث تقام 30 ليلة، كل ليلة تكون في مدينة أو محافظة من المحافظات، ويتجمع أتباع الطريقة لذكر الله وقراءة الصلوات الجازولية، والتي تكون عبارة عن آيات قرآنية وأدعية دينية وقصائد، كتبها مؤسس الطريقة الشيخ جابر الجازولي.
انتشرت الطريقة في عهد سالم الجازولي "انتشارا كبيرا، إضافة إلى تدشين الكثير من المقرات الخاصة بالطريقة، خاصة في محافظات الصعيد، وتربى شيخ الطريقة الجازولية الحالي في أسرة صوفية؛ ربانها الإمام جابر حسين أحمد الجازولي الذي أحب ابنة حب شديد واعتني بزرع البذور الجازولية في قلبه حتى اختاره خليفة له وبايعه أحباب الطريقة الجازولية في أكتوبر عام 1989.
وبعدها بثلاثة أعوام في أكتوبر 1992 تقلد الشيخ سالم جابر الجازولي أمور الطريقة وشيخا لها خلفا لوالده جابر الجازولي -رضي الله عنه- وحمل لواء الطريقة بأمانة واقتدار، ووضع لبنات أساسية في بنيان الطريقة أكملها بتسجيل الطريقة الجازولية بالمجلس الأعلى للطرق الصوفية في أكتوبر 1995.
- جهود شيخها الحالي في نشر التصوف
وبفضل التزام الشيخ سالم الجازولى بالروح الإسلامية على بساط التصوف وتحلية بالقيم الأخلاقية والرؤيا الثاقبة التي تميز بين الأهم والمهم، وذلك في امتداد طبيعي للروح الوثابة لوالده، زرع الأمل في غد أفضل للتصوف ليس بالأوهام والخرافات، بل بالأخلاق التي تؤدي إلى نتائج وحقائق تعود بالنفع على التصوف عامة.
وشيخ الجازولية الحالي يؤمن بأن المسئولية تكليف وليست تشريفا، أخذ على عاتقه مهمة نشر الطريقة الجازولية في ربوع مصرنا الحبيبة تحقيقا لأمنية والده مؤسس الطريقة الذي قال "أمنيتي أن أرى في كل قرية من يذكر الله على مدد الجازولية"، فجاب سالم الجازولي رضي الله عنه جميع المحافظات ينشر الحب في أرض من قلوب الأحباء، وراح يتفقد أحوال أبناء طريقته ويطمئن عليهم ويتعرف على أنشطتهم الصوفية وينصح لهم حتى تضاعف عدد المنتسبين للطريقة الجازولية مما ينبئ عن قرب تحقيق أمنية والده مؤسس الطريقة سيدي جابر الجازولي رضي الله عنه.
واستطاع "شيخ الجازولية " الحالي، في وقت قصير، أن يربط بين جميع أبناء طريقته برباط الحب والولاء لله ويتابع ذلك بنفسه، فيكاد يعرف كل أخ في طريقته باسمه ورسمه، حيث إنه يجلس إليهم جميعا وفرادى يحل مشاكلهم ويشاركهم همومهم وأفراحهم. "الجازولية"... طريقة صوفية تجمع بين الروحانيات والعمل العام.
- التكافل الاجتماعي بين أبناء الطريقة
وفي سابقة جديدة تربط بين المادة والروحانية وضع الشيخ جابر الجازولي رضي الله عنه قانونا لأبناء طريقته يحدد فيه اختصاصات كل مسئول في الطريقة وينظم المعاملات بينهم، ويتابعهم في مسئولياتهم جميعا، ووضع أساسا للتكافل الاجتماعي بين أبناء طريقته عن طريق تطوير الخدمات التي تقدمها جمعية الجازولية لأبناء الطريقة بالتعاقد مع أكبر المستشفيات العلاجية بمصر.
- جمع تراث الألحان الجازولية لقصائد الطريقة
وأشار حفاظا على تراث الإمام جابر الجازولي رضي الله عنه عكف سالم جابر الجازولي على جمع التسجيلات الصوتية والخطية والمرئية لمحاضرات ومذكرات الشيخ جابر الجازولي، وضمها في أكبر مكتبة صوفية بين الطرق الحديثة، كما جمع تراث الألحان الجازولية لقصائد الطريقة حتى يحافظ على القديم ويطور الحالي ويحدثه بما يتناسب مع ثوابت الطريقة ومتغيرات العصر، وما زال يعطي ويمد بساط الطريقة.