«العائدون» يكشف تمويل التنظيم الدولى للإخوان لـ داعش
في الحلقة الرابعة من مسلسل “العائدون”، وفي المشهد الذي يضم أمير تنظيم داعش “أبو سياف”، في حضرة أبو بكر البغدادي، وثالثهم موفد التنظيم الدولي لجماعة الإخوان الإرهابية، التركي المدعو “كمال”، بعدما سلم الأخير لأمير التنظيم “سياف”، المبالغ التي حملت في صناديق تحمل شعارا لمنظمة الأمم المتحدة وهو ما يثير علامات الاستفهام حول اختراق المنظمة من قبل الجماعات الإرهابية، وعلى رأسها التنظيم الدولي للإخوان، والتي تمثل نصيب تنظيم داعش من حصيلة بيع النفط السوري والعراقي المهرب من خلال تنظيم داعش، وتتولي تركيا من خلال تنظيم الإخوان الدولي بيعه واقتسام حصيلة بيع النفظ في تمويل العمليات الإرهابية في مصر عقب ثورة 30 يونيو 2013، ومن بين هذه العمليات الإرهابية، محاولة تفجير دار القضاء العالي.
ــ مصادر تمويل داعش كثيرة ومتنوعة
وفي كتابه “الرايات السوداء .. من سيكاري إلي داعش”، يدرج الباحث مختار شعيب، مصادر تمويل تنظيم داعش الإرهابي، مشيرا إلى أن هناك مصدرين لتمويل داعش: الأول داخلي، والثاني خارجي تورطت فيه الكثير من الجهات، بما فيها مراكز طبية ومنظمات ومافيا اتجار بالبشر والنفط.
التمويل الداخلي وبحسب مصادر في الموصل، خصصه التنظيم لتشجيع مقاتليه سواء المحليين أو الأجانب باعتباره عامل جذب مهم لحضهم على الانخراط في صفوفه واستمرارهم في القتال.
وسيطر تنظيم داعش على مدينة الموصل في العاشر من يونيو 2014 قبل أن يتوسع في سيطرته علي مناطق شاسعة في الثالث من أغسطس من العام نفسه
ويوضح “شعيب”: يؤكد أهالي الموصل أن تجارة النفط المستخرج من آبار يسيطر عليها تنظيم داعش في العراق وسوريا، ومكنته من الحصول على تمويل ثابت، كما أنه فتح خطوط تجارة النفط عبر إقليم كردستان وتركيا بمساعدة تجار أكراد وأتراك وإيرانيين.
المصدر الثاني للتمويل إضافة إلى عمليات بيع النفط هو فرض الإتاوات علي السكان، حيث بدأ بجباية مبلغ 50 ألف دينار من كل عائلة مقابل ما أسموها أجور خدمات حماية ويتضاعف المبلغ علي العائلات التي امتنعت عن تقديم أحد أبنائها للقتال في صفوف داعش.
ــ بتجارة الأعضاء البشرية يمول تنظيم داعش عملياته
أما المصدر الثالث للتمويل الداخلي كشف عنه الطبيب “سيروان الموصلي” المختص بجراحة الأنف، بالقول إنه لاحظ مؤخرا حركة غريبة داخل المؤسسات الطبية في مدينة الموصل، حيث تمت الاستعانة بجراحين أجانب وعرب منعوا من الاختلاط بالأطباء المحليين. وقال الطبيب إن معلومات تسربت عن وجود عمليات بيع أعضاء وتتم الجراحة إما داخل المستشفي أو نقلها للخارج بشكل سريع عبر الاستعانة بشبكات متخصصة بالإتجار في الأعضاء البشرية.
مشيرا إلي أن مصدر الأعضاء من قتلي التنظيم الذين يتم نقلهم في شكل سريع إلي المستشفي، ومن مصابين يتم التخلي عنهم ومخطوفين. ونوه إلي أن عمليات بيع الأعضاء تدر علي التنظيم مبالغ كبيرة وتتورط فيها مافيا متخصصة وحتي مؤسسات صحية تعمل في دول أخري، ومن دون وجود تنسيق مع هذه الجهات لا يمكن إدامة هذا النوع من التجارة.
ــ تنظيم داعش والإتجار بالبشر
وكشفت صحيفة "تايمز" البريطانية بدورها عن سوق لتجارة البشر أقامته داعش في الموصل، يباع فيها الأطفال والنساء مقابل مبالغ مالية تمثل أحد مصادر الدخل والتمويل لمقاتليه. وبحسب الصحيفة، فإن سوقا أخري أقيمت في مدينة “الرقة”، وفي كلتيهما يباع الأطفال والنساء من الطائفتين الإيزيدية والمسيحية والأقليات الأخري.
ــ تسويق وتهريب الهيروين الأفغاني عن طريق داعش
أما المصدر الرابع من مصادر تمويل تنظيم داعش الإرهابي، فهو من خلال تحويل مدينة “نينوي” المحاذية للحدود التركية إلي مركز جديد للإتجار بالمخدرات . وأكدت الهيئة الفيدرالية الروسية للرقابة علي المخدرات، أن تنظيم داعش يتحصل علي دخل ضخم من تهريب وتسويق الهيروين الأفغاني والمتجه عبر الأراضي العراقية إلي أوروبا.
وقالت الهيئة في بيان لها إن تهريب الهيروين الأفغاني وعلي نطاق واسع يدر أموالا علي تنظيم داعش، الذي يحصل علي مداخيل هائلة من تأمين نصف حجم الهيروين المصدر إلي أوروبا عبر العراق وبعض دول أفريقيا غير المستقرة.
وفي تقرير لمجلس العلاقات الدولية صدر في العام 2014، أكد علي أن بدايات الانتعاش الاقتصادي لتنظيم داعش كانت متأخرة في حدود عام 2013 قبل محاولة الاستيلاء علي الموصل الذي يعده الخبراء نقطة تحول اقتصادية كبري ليست في مسيرة داعش فحسب، بل كل العمل المسلح في المنطقة. فداعش ما قبل الموصل كانت تحصل علي ما يقارب عشرة ملايين دولار شهريا عبر سرقة الأموال وفرض الضرائب علي أصحاب العمل المحليين بل واقتطاع حصص من المساعدات الإنسانية في المناطق الخاضعة لسيطرتها في مقابل الإذن بالدخول، وهو سلوك لم يأت مصادفة بل من الواضح إن داعش، وخلافا للتنظيمات الأخري، طورت من سلوكها الإداري علي الأرض علي طريقة العصابات أكثر من بناء برنامج عمل مستقي من التصورات الإسلاموية لشكل الدولة، وتتحدث التقارير باستفاضة حول ميزانية داعش بعد التحولات الجديدة بينما يجزم معظمها رأسمال التنظيم لا يقل عن ملياري دولار .
وفي تقرير مهم نشرته سي إن إن في يناير 2014 كشف أهم محاور التمويل لداعش، من جملتها المنح والتبرعات وبيع النفط الخام، المخدرات وغسيل الأموال والإبتزاز والغنائم، وهناك حديث عن ثروة عينية من الذهب فقط تقدر بـ 430 مليون دولار.