جريدة الدستور
رئيس مجلسي التحرير والإدارة
د. محمد الباز

خبير يوضح أسباب التغيرات المناخية في مصر

محمد علي فهيم
محمد علي فهيم

تشهد مصر هذه الأيام ظواهر مناخية غريبة وجديدة على مناخ مصر المعتاد، حيث يوجد هطول أمطار على أجزاء متفرقة من مصر خصوصًا مناطق من جنوب مصر وسلاسل البحر الأحمر خلال نهاية الأسبوع الماضي وبداية هذا الأسبوع، وهذه الأمطار ملازمة للسحب المتكاثرة على مناطق شاسعة من البلاد.

الدكتور محمد علي فهيم، أستاذ المناخ ومدير مركز التغيرات المناخية، يقول إنه من خلال دراسة نماذج وسيناريوهات تغير المناخ يتضح أن هناك تغيرات كبري ودرامية لمناخ إقليم البحر المتوسط الذي يتبعه مناخ مصر، والذي كان على مدار آلاف السنين من أكثر مناخات أقاليم العالم وضوحا واستقرارا، فهو (حار جاف صيفًا معتدل دافئ ممطر شتاء).

وأوضح أن هذه الخاصية المناخية تعود إلى كتلتين هوائيتين مختلفتي الخصائص المناخية والمصدر في رسم صورته المناخية؛ فالكتلة المدارية البحرية القارية هي المسئولة عن حرارة الصيف وجفافه، في حين أن الكتلة القطبية البحرية تعود إليها أمطار واعتدال ودفء الشتاء.

وتابع: عند انتقال الكتلة المدارية البحرية والقارية إلى العروض دون المدارية مع حركة الشمس الظاهرية إلى مدار السرطان شمالًا في فصل الصيف، فإن هذه الكتلة تصل إلى منطقة أبرد نسبيًا فيحصل للجزء السفلي لهواء هذه الكتلة ركود واستقرار هوائي (Very stable Air) وعدم تصعيد بسبب برودة الأرض، وفي مثل هذه الظروف لا تتشكل السحب فتكون السماء صافية فترتفع الحرارة ولا يسقط المطر صيفًا.

وأضاف: أما في فصل الشتاء، كما يوضح الدكتور فهيم، فتتحرك الكتلة القطبية البحرية المحملة بالرطوبة وبخار الماء جنوبًا إلى المنطقة دون المدارية مع حركة الشمس الظاهرية أثناء انتقالها إلى الدائرة الاستوائية ومدار الجدي جنوبًا، وهذه الكتلة الهوائية الباردة تصل إلى منطقة أدفأ نسبيا فيحصل لهوائها السفلي تسخين فيتمدد ويصعد إلى أعلى حيث الضغط المنخفض للبحر المتوسط ويحصل له ما يسمى بعدم استقرار فتتشكل السحب ويسقط المطر الشتوي، وتعمل الرياح العكسية الغربية على نقل هذا المنخفض الجوي باتجاه الشرق إلى حوض البحر المتوسط وبلاد الشام وشمال المملكة العربية السعودية.

وأردف: لكن ومع حدوث ما يطلق عليه تغير المناخ وحدوث انقلابات مناخية حادة فى العوامل المناخية المميزة للمنطقة، وفي قلبها "مصر"، يبدأ حدوث تغيير أكثر تشتتا وأقل استقرارا فى العوامل المناخية وسيادة حالة من التقلبات المناخية الحادة، مثل شتاء قارس البرودة وربيع قصير بخماسين أكثر شراسة وصيف طويل شديد الحرارة وأمطار غير موسمية تمتد وتتوغل داخل أشهر الصيف ويزيد توغلها مع مرور السنوات.