جريدة الدستور
رئيس مجلسي التحرير والإدارة
د. محمد الباز

خـروج

جريدة الدستور


لِلْمَرَّةِ الْأُولَى خُرُوجًا مِنْ حُدُودِ الْبَيْتِ..
أَغْرَقُ فِى الْمَدَى أَمَــدَا
وَأُؤَسِّـسُ الْأُطُرَ الْجَدِيدَةَ فِى ضَمِيرِ الْجِيلِ
أَجْدَرُ مَا أَكُونُ أَنَا كَفَـرْدٍ غَيْرِ عَادِىًّ
مَعَاذَ اللهِ!!
لَسْتُ نَبِىَّ هَذَا الشَّعْبِ..
لَكِنِّى أُجَالِسُ أَنْبِيَاءِ الْعَصْرِ
فِى زَمَنِ الْكَلَامِ الْحُرِّ مُطَّرَدَا
وَالْيُودُ يَخْرُجُ مِنْ صَمِيمِ الْبَحْرِ
يَرْسُمُ هَالَةً حَوْلَ الْكَرَاسِى الْخَفِيفَةِ..
وَالْقَضَايَا لَا تَنِى
وَالْمُعْطَيَاتُ تَنِزُّ مِنْ رَأْسِى
وَنَبْقَى سَاعَةً بَعْدَ الْغُرُوبِ..
لَكَى يَكُونَ خُرُوجُنَا طَقْسًا
يُنَاسِبُ جلْسَةَ الشَّاى الثَّقِيلِ..
عَلَى مَقَاهِى الرَّأْىِ وَالرَّأْىِ الْمُشَابِهِ..
ثُمَّ نَخْلُدُ لِلدُّخَانِ
لِكَى تَفُورَ قَضِيَّةُ الْمَطْحُونِ..
وَالْمَحْزُونِ..
وَالْمَحْرُومِ
فِى هَذِى الرُّبَا أَبَدَا
قَسَمًا سَأُقْلِعُ عَنْ قَضَايَا الذَّاتِ
مُبْتَدِرًا هُمُومَ الْكَوْنِ..
مُسْتَنِدًا عَلَى أَكْتَافِ طَائِفَتِى
وَأَفْنَى فِى الْمبَيعِ بِلَا ثَمَنْ
وَأَعُودُ أَنْتَزِعُ الْعُصَاةِ مِنَ الْوَطَنْ
سَأَكُونُ مَسْئولًا أَمَامَ الْبَابِ..
كَيْفَ أُجَالِسُ الْأَطْهَارَ فِى هَذَا الزَّمَانِ
وَلَا نَقُولُ التَّوْصِيَاتِ
وَلَا نَرُدُّ الرُّوحَ وَالْجَسَدَا
وَأَكُونُ بَعْدَ أَدَاءِ دَوْرِى كَامِلًا فِى شُرْفَتِى
أَقْـتَاتُ حَـبَّاتٍ مِنَ الْعِنَبِ المُـسَـكَّـرِ..
ذَاهِلًا..
قَدْ آنَ لِى أَنْ أَتْرُكَ الشَّاىَ الثَّقِيلَ..
وَأَرْفُضَ التَّدْخِينَ..
حَتَّى يَسْتَطِيعَ الْأَنْبِيَاءُ عَلَى شَوَاطِئِهِمْ
مُرُورًا بِالْمَقَاهِى
أَنْ تَفُورَ قَضِيَّتِى فِى رَأْسِ وَاحِدِهِمْ
فَيَذْرُوا قِصَّتِى بَدَدَا