رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الأزمة السورية تدخل في نفق مظلم.. السعودية والبحرين تعلنان الاستعداد للتدخل البري...وخبراء: التحرك يتطلب مظلة دولية .."والعراق والأردن وتركيا " بوابة العبور

جريدة الدستور

أزمة طاحنة تدور في أروقة المدن السورية منذ ما يزيد عن الخمس سنوات، يدفع ثمنها الشعب السورى من مجاعة مضايا إلى الهروب من جحيم "بشار الأسد" واللجوء إلى عدد من الدول الاوربية.

وفي محاولة لحل الأزمة السورية، بعد عرقلة عملية المفاوضات، أعلنت المملكة العربية عن استعدادها للتدخل بريا في سوريا لمواجهة تنظيم "داعش" الإرهابي، جاء ذلك في أعقاب إعلان المبعوث الأممي، ستيفان دو مستورا، تعليق محادثات "جنيف 3"، والتقدم الميداني للنظام وحلفائه برعاية سلاح الجو الروسي، وإدارة الظهر للمطالبة بوقف القصف.

وأكد العميد أحمد عسيري، مستشار وزير الدفاع السعودي، أن بلاده على استعداد للمشاركة في أي عمل عسكري بري ضد تنظيم الدولة في سوريا، إذا قرر التحالف الدولي، القيام بعمليات من هذا النوع.

وأضاف، " عسيري"، أن الجيش السعودي يخطط حالياً لتدريبات عسكرية شمال المملكة كجزء من الاستعدادات لمواجهة تنظيم "داعش"، وأنه من المتوقع بدء التدريبات في مارس المقبل.

وعن السبب وراء اتخاذ المملكة هذا القرار، أوضح أن موقف السعودية جاء بناء على تجربة التحالف العربي في اليمن والتحالف الدولي، التي أكدت أن القصف الجوي غير كاف لتحقيق نتائج على الأرض ما لم يسند ذلك عمل بري.

وتوافقت البحرين مع القرار السعودي، وأعلنت هي الأخرى استعدادها لإرسال قوات برية إلى سوريا في إطار التحالف الدولى.

وقال سفير البحرين لدى بريطانيا فواز بن محمد آل خليفة، إن البحرين يمكن أن تساهم بقوات تعمل "بالتنسيق مع السعودية"، تحت "قيادة عسكرية موحدة لدول الخليج العربي".

وجاءت ردود الفعل الدولية متوافقة مع الإعلان السعودي، حيث عبر وزير الدفاع الأمريكي، أشتون كارتر، عن تطلعه لمناقشة استعداد السعودية للتدخل بريا ضد "داعش" في سوريا، خلال اجتماع للتحالف الدولي في بروكسل يعقد الأسبوع الجاري.

وأضاف كارتر، أن زيادة نشاط الدول الأخرى سيسهل على واشنطن تعجيل قتالها ضد تنظيم الدولة، ومثل هذه الأنباء محل ترحيب.

ورحب مسؤولون في وزارة الدفاع الأمريكية، باقتراح السعودية إرسال قوات للمشاركة في عملية برية محتملة في سوريا.

وقال المتحدث باسم قيادة القوات الأمريكية في الشرق الأوسط، العقيد باتريك رايدر،:"فيما يتعلق بالقوات التي يمكن للسعوديين إرسالها، والتي من شأنها أن تكون مفيدة، فالأمر لا يزال قيد المناقشة.

ووصف مسؤول في وزارة الدفاع الأمريكية، المقترح السعودي، بأنه "مهم" نسبة إلى القدرات التي يستطيع السعوديون تقديمها، متوقعا أن يكون ذلك حافزاً لتشجيع بلدان أخرى في المنطقة.

وقال المتحدث باسم البيت الأبيض، جوش إيرنست، إن الإعلان السعودي جاء استجابة لطلب وزير الدفاع الأمريكي، آشتون كارتر، للشركاء في التحالف لزيادة مساهماتهم في قتال التنظيم.

وأضاف، أنه من غير الواضح إن كان العرض يشمل إرسال عدد كبير من القوات البرية أو نشر قوات خاصة.

وأعلنت وزارة الخارجية الأمريكية، أن إجراء عملية برية دولية في سوريا ليس بمقدوره تسوية النزاع المسلح بين الحكومة والمعارضة في هذا البلد، مهما كانت الجهة التي ستقود مثل هذه العملية.
وقال المتحدث باسم الخارجية الأمريكية، جون كيري،:"موقفنا بهذا الشأن لم يتغير، ونعتقد بأنه لا يمكن حل الأزمة في سوريا بالقوة العسكرية".

وأضاف، أن واشنطن تريد أن تدرس المبادرة السعودية أكثر، مشيرا إلى أن الإدارة الأمريكية تبحث مع السعوديين نواياهم.

وتعليقا علي ذلك، قال طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية، إن إعلان السعودية الاستعداد للتدخل البري في سوريا يعنى بداية مرحلة جديدة للموقف السعودي والازمة السورية، وهو أمر مرتبط بالاستحقاقات السياسية التى انتهت إليها المفاوضات.

وأشار إلى أن القضية السورية بهذا القرار تدخل منحيات جديدة، ويستتبع ذلك قرارمظلة دولية، أو مظلة جامعة الدول العربية لترتيب شكل التدخل، مشيرا إلى أن القبول الأمريكي ربما يفتح الباب لتدخل عسكري من دول أخرى وخاصة إيران وروسيا.

وتوقع أن يؤدى التدخل السعودي البري إلى اشتعال الأزمة السورية وتعقيد الموقف أكثر، بعد انسداد الأفق السياسي عقب تجميد مفاوضات جنيف 3، مؤكدا أن الخيار السياسي صعب في هذا التوقيت، فالمسار العسكري استبق المسار السياسي، خاصة مع النجاحات التى يحققها الجيش السوري بما يؤدي إلى تطور خطير في الفترة القادمة، نحو إطالة أمد الازمة السورية.

أشار مختار غباشي، نائب رئيس المركز العربي للدراسات السياسية والاستراتيجية، إلى أن امريكا نسقت مع المملكة العربية السعودية بخصوص هذا الشأن، لكن القرار يحتاج إلى مزيد من التفاصيل حول آلية التدخل والادوات، والتمويل ومدى العلاقة بين ذلك والتحالف العربي.

وأكد أن الأزمة السورية معقدة إلى حد كبير، والطرف الأقوى داخل الساحة السورية هما روسيا وايران، فقد اصبحا مزعجين، وبات مطلوب مواجهة هذه القوى بنفس درجة القوة، ليصبح الموقف السعودي لابد منه بعد خلخلة روسيا الوضع السوري.

وأشار إلى أن حل الأزمة السورية سلميا ما زال متاحا، لكن لابد أولا من أن تحدد مختلف الأطراف ما المطلوب من هذه المرحلة، بعد اعلان السعودية استعدادها للتدخل بريا، ورفض نظام الاسد بمرحلة انتقالية كاملة الصلاحيات.

وأشار إلى أن التدخل البري قمة الازمة، وستكون هناك حرب بالوكالة، متوقعا أن تتخذ دول الخليج موقفا مساندا للسعودية، ومن ثم جاء موقف البحرين والتى تعد عنصرا مساندا للمملكة وتعتمد عليها في ثبوت الشكل السياسي فيها.

ولفت إلى أن هناك 3 دول يمكن من خلالهم التدخل بريا في سوريا، هم:"العراق والاردن وتركيا"، وما زال القرار يكتنفه الكثير من الغموض، نظرا لخطورة النتائج المترتبة عليه.