رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

السودان والبحرين تتضامنان مع السعودية وتقطعان العلاقات مع طهران.. والإمارات تخفض التمثيل الدبلوماسي.. وسياسيون: إيران في مواجهة مباشرة مع دول الخليج والتصعيد مستمر

جريدة الدستور

حالة من التوتر تتصاعد حدتها يوما بعد الآخر، بين المملكة العربية السعودية وإيران، وذلك على خلفية إعدام السعودية 47 إرهابية، الأمر الذي نددت به طهران، مؤكدة أن الرياض سوف تدفع الثمن.
وجاء إعلان السعودية قطع العلاقات الدبلوماسية مع إيران، ودعوة البعثة الدبلوماسية الإيرانية المتواجدة على أراضيها لمغادرة البلاد خلال 48 ساعة، بداية نحو مزيد من التصعيد في المنطقة ككل.
وحذت عدة دول عربية حذو المملكة العربية نحو قطع العلاقات مع إيران، حيث أعلنت وزارة الخارجية البحرينية، قطع العلاقات الدبلوماسية مع إيران بسبب استمرار التدخل الإيراني السافر في شؤون الدول العربية.
وقررت مملكة البحرين، هي الأخرى، قطع علاقاتها الدبلوماسية مع إيران، وطلبت من جميع أعضاء بعثتها مغادرة المملكة خلال 48 ساعة، واستدعت وزارة الخارجية القائم بأعمال سفارة إيران بالإنابة، مرتضى صنوبري، وسلمته مذكرة رسمية بقطع العلاقات وضرورة مغادرة البعثة المنامة.
كما قررت البحرين إغلاق بعثتها الدبلوماسية لدى إيران وسحب جميع أعضاء بعثتها، على أن تشرع في اتخاذ الإجراءات المترتبة على تنفيذ قرار قطع العلاقات مع إيران.
وخفضت الإمارات التمثيل الدبلوماسي مع إيران، على خلفية الصراع السعودي الإيراني، بحسب جريدة البيان الإماراتية.
وأعلنت السودان عن قطع علاقتها مع إيران، وطرد سفيرها في الخرطوم، ردا على التدخلات الإيرانية، في شئون المملكة العربية السعودية.
وتعد هذه ليست المرة الأولى التي تتضامن فيها الدول العربية مع المملكة في مواجهة طهران، فسبق وأن اجتمعت تحت لواء "القوة العربية المشتركة" في اليمن ومواجهة الحوثيين، والسعي الإيراني نحو نشر المذهب الشيعي في كثير من الدول.
واستطاعت عملية "عاصفة الحزم" التي شنتها دول عربية برئاسة المملكة ضد الحوثيين في اليمن إلى توحيد القوى العربية ضد إطماع إيران.
ووجهت السعودية، الدعوة إلى الدول السنية بمنطقة الشرق الأوسط إلى تنحيه الخلافات بشان الإسلام السياسي جانبا، والتركيز علي ما تعتبره تهديدات أكثر إلحاحا من إيران وتنظيم الدولة الإسلامية.
وتعتقد السعودية انه إذا كانت العلاقات بين السنة جيدة، فانه سيكون بمقدورنا مواجهه التمدد الشيعي الإيراني، في ظل مساعده طهران للحوثيين في اليمن وتقديم قاده إيرانيين المساعدة لفصائل شيعيه تقاتل في العراق.
وكان ثاني التحالفات، إعلان السعودية عن تحالف "إسلامي عسكري" مكون من 34 دولة، وتم استثناء إيران من التحالف، وهو ما أثار حفيظتها حيث انتقدت السعودية لاستثناء العراق وسوريا من التحالف.
وقال طارق فهمي، أستاذ العلاقات السياسية، إن قطع السعودية علاقاتها مع إيران تعكس أن الأزمة في طريقها للتصعيد وليس الحل، وحسم للخلافات التي كانت مختفية بين السطور طوال الفترة الماضية، وعملية الشد والجذب بين الطرفين منذ بدء الاتفاق النووي الإيراني.
وأضاف أن العلاقات بين إيران ودول مجلس التعاون الخليجي دخلت مرحلة جديدة، يحكمها استمرار التصعيد من قبل إيران لاختبار رد الفعل السعودي وكيفية التعامل مع الأزمة، موضحا أن الموقف الإيراني يزيد التخوف من المد الشيعي الذي تقوم به إيران في المستقبل، خاصة مع دخول الاتفاق النووي حيز التنفيذ.
وتابع أننا خرجنا الآن إلى مرحلة المواجهة المعلنة بدلا من دائرة المسكوت عنها، في العلاقات بين الطرفين، وسيدخل المد السني والشيعي إلى مرحلة معلنة تقودها السعودية تحت مسمى التحالف الإسلامي.
وقال فريد خان، متخصص في الشأن العربي، إن التصعيد الدبلوماسي كان متوقعا بعد التدخل الإيراني السافر فيما يخص الأحكام الصادرة من القضاء السعودي، بطريقة استفزازية والإساءة إلى الدبلوماسية في طهران، فكان على السعودية أن تقوم بهذا التصعيد، كحق لها لم تخرج فيه عن الأعراف الدولية.
وأوضح أن تصرفات إيران، دفعت المملكة إلى اتخاذ هذا القرار، فضلا عن استمرار تدخلها في الشأن العربي، سوريا واليمن ولبنان، وأخيرا الاعتراض على الأحكام السعودية في إطار مكافحة الإرهاب.
وتوقع أن يستمر التصعيد ما بين دول الخليج وإيران، ربما يصل إلى درجة المقاطعة السياسية والاقتصادية حال استمرار التوتر بين البلدين، خاصة وان دول الخليج تؤيد القرارات السعودية.
ولفت إلى أن الحرب ما بين السنة والشيعة يراد تأجيجها من الدول الغربية، وإيران تدرك ان أظافرها بدأت تقلم في المنطقة العربية وتم الانتباه للمد الإيراني الفارسي، مضيفا أن الضرب على أوتار الطائفية يؤجج من الصراع بما يخدم الدول الغربية، لذا فإن المقاطعة السياسية والاقتصادية ستكون مجالات تطبيق، مستبعدا تطور الأمر إلى حرب بين سنة وشيعة.