رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

خطورة الإرهاب المتعدد


خلال سنوات مضت اختفى نسبياً شبح الإرهاب من بلادنا المصرية، وها هو يطل بوجهه القبيح مرة أخرى، بعد ضبط نصف طن من المتفجرات بالشيخ زايد مع أربعة من المتهمين الذين ينتمون إلى عناصر الخلية الإرهابية بمدينة نصر

وكانوا يستهدفون تفجير عدد من المنشآت الحيوية بالقاهرة والجيزة، وأن هناك مهندس إلكترونيات مع هذه الخلية يقوم بإعداد هذه المتفجرات لاستخدامها، ومازال باقى أفراد الخلية هاربين وبهذا الذى نراه تعيش مصر فى خطر.

وفى عودة للماضى القريب نتساءل من أين جاء هؤلاء؟ تحكى لنا الأحداث أن البداية كانت حينما دخلت إلى مصر مع ثورة يناير مجموعات من منظمات جهادية وأفراد من حماس، ومن هؤلاء من شارك فى تحطيم السجون المصرية وتهريب من يرغبون فى إطلاق سراحهم، فكيف دخل هؤلاء إلى مصر ومن الذى ساعدهم على الدخول إلى بلادنا من خلال غزة والأنفاق واختراق الحدود، وها هم من دخلوا مصر ومعهم آخرون يتآمرون على حياة هذا الشعب ومستقبله، ولعلنا نذكر بحزن ذلك المشهد الحزين والرهيب حينما حصد الإرهاب شباباً نقياً مصرياً فى شهر رمضان المبارك من المجندين الشرفاء.

ثم تتوالى الأحداث.. ويأتينا من أخبارها اليسير لمعرفة ما يدور على أرض سيناء مع هذه العصابات المجرمة من الإرهابيين والذين تعددت أسماء منظماتهم إلى جانب وجود تنظيم القاعدة. أليس من حق شعب مصر معرفة ما يدور هناك، قد لا تعلن القوات المسلحة عن هذا الأمر تفصيلياً لدواع استراتيجية، لكن رغم ذلك لابد من إغلاق بعض الخطوط عما يحدث فى سيناء، إن شيئاً ما من الشفافية لشعبنا القلق يريح القلوب والعقول.

إن عودة الإرهاب بهذه الصورة البشعة هو أمر يحتاج إلى جهد كبير وعزيمة قوية وتخطيط مخلص ودقيق، لمواجهة هذه الجحافل الإرهابية، ومع هذا الإرهاب الذى أتانا من الخارج، هناك إرهاب من نوع جديد يأتينا من الداخل يتلخص فى أمور عديدة أولها تلك البلطجة التى ينفذها المجرمون فى وضح النهار، هناك أيضاً التمرد الجماعى الذى أصاب أغلبية المصريين فى الشارع وخلال التعاملات اليومية، هذا الإرهاب الداخلى أخل إخلالاً شديداً بسلام القلوب والأمان صار مفقوداً ومن عيوب الإرهاب الداخلى.. تقلص الإنتاج.. والخسائر التى يترتب عليها تردى الاقتصاد وانهيار رأس المال الوطنى.

ومن الإرهاب الداخلى خطف بعض الأفراد عن طريق بعض العصابات وطلب فدية ومن الإرهاب الداخلى ما نشاهده فى بعض القنوات الفضائية، حيث سخر بعض الشيوخ أنفسهم لمهاجمة الفنانين ومن يهاجم أيضاً إعلامية فى قناة فضائية وتستمر القضايا فى المحاكم فى أمور تشغل الناس عن عملهم وأهدافهم فى الحياة وما يحدث بين عائلتين فى الصعيد من قتال رغم انتماء الأسرتين للدين الإسلامى، كذلك اقتتال فى الصعيد بين عائلة مسلمة وأخرى مسيحية.

ومن الإرهاب الداخلى نشاط جماعة الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر فى المنوفية والغربية، وأخيراً مدرسة الإرهاب لمعلمة بالأقصر تقص شعر بنتين لإرغامهما على ارتداء الحجاب، إذن نحن محاصرون قاب قوسين الأول الإرهاب الخارجى والثانى ذلك الإرهاب الداخلى الذى ذكرنا بعضاً منه. أضف إلى ذلك معاناة الشعب من الغلاء.

■ عضو اتحاد كتاب مصر