الفرعونية بأشمون خارج نطاق الخدمة ..مياه شرب ملوثة وانتشار الأمراض والأوبئة ..والأهالي ينشئون محطات تنقية بالجهود الذاتية ..وغياب المسئولين عرض مستمر
قرية الفرعونية هي أحدى قري مركز أشمون بمحافظة المنوفية، تعانى مثلها مثل باقي قري الريف المصري من الإهمال والتهميش، إلا أنها قد تختلف عن غيرها في زيادة نسبة الإهمال ، فالقرية بها محطة لتنقية مياه الشرب تابعة لشركة مياه الشرب المملوكة للدولة، إلا أن شكل المياه التي تصل للمواطنين في المنازل يجعل وجود تلك المحطة كالعدم .
"الدستور" رصدت معاناة الأهالي ورحلة العناء اليومية مع مياه الشرب، فالمفترض ان المياه التي تصل إلي المنازل عديمة اللون، لكن ما يحدث انه حين يفتح الأهالي "صنابير المياه" يجدونها بلون احمر، مما جعل الأهالي يتوقفون عن استخدام تلك المياه التي تسببت في إصابة العديد منهم بالأمراض.
وحصلت "الدستور" على تحليل من مصادر داخل شركة مياه الشرب للمياه التي يستخدمها أهالي قرية الفرعونية وجاءت النتائج مخيفة حيث تحتوى المياه على"1-نسبة العكارة 78.، 2-الأملاح 422مجم /ل
3-الكلوريدات 60مجم/ل، القلوية الكلية 220مجم /ل، الامونيا "صرف زراعي"1.1مجم/ل، الفوسفات 1.5مجم/ل"
وتجولت الدستور فى القرية لرصد المعاناة التي يعيشها الأهالي فقال"محمد سلامة"43عام، أن عدد كبير من أهالي القرية يعانى من الفشل الكلوي وفيروس "c"، والقرية تعانى من ذلك من سنوات.
فيما قالت دعاء محمد "22عامًا" أن أهالي القرية نتيجة لتفاقم الأزمة اضطروا لإنشاء محطات تنقية بالجهود الذاتية، لكنها بعيدة عن المنازل فيضطر الأهالي لاستئجار "توكتوك" وملئ الجراكن من تلك المحطات
بينما قال محمد فتحي "مريض بفيروس سي"، أن القرية تعانى أيضا من انتشار الأمراض والأوبئة نتيجة انتشار تلال القمامة، بالإضافة لاختلاط مياه الشرب بالصرف الصحي، وسط غياب كامل للمسئولين بالمحافظة.
وفى نفس السياق، قال موظف بشركة المياه رفض ذكر اسمه:"أن القرية يوجد بها محطة مياه جوفية وخزان علوي وبئران جوفيان أحدهما قديم للغاية وثبت بالتحليل أن جميع العينات بها نسبة أملاح عالية وصرف زراعي وغير صالحة للاستهلاك الآدمي.
لذلك عملت شركة مياه الشرب بالمنوفية بئر ارتوازى آخر على عمق أكبر ولكن نسبة الأملاح المعدنية وخاصة الحديد والمنجنيز عالية جداً وبالتالي عملت وحدة فصل حديد ومنجنيز ورغم ذلك العينة غير مطابقة للمواصفات .
وأضاف أن الشركة أنشأت محطة على "الرياح المنوفي" لقرية الفرعونية طاقتها الإنتاجية " 120لتر فى الثانية " هذه الكمية تم تحويلها لقري الوحدة المحلية بساقية أبو شعرة وعددها خمسة قرى بالإضافة لقرية الفرعونية .
لذلك عادت القرية من جديد تشرب مياه الآبار الجوفية الملوثة بالأملاح والصرف الزراعي،علما بأن الحل هو عمل توسعة للمحطة المبنية على 15 قيراط والأرض حوالي فدان لذلك يوجد مساحة كبيرة لعمل محطة آخري.
يقول الدكتور رضا عيش مدير إدارة الطب الوقائي بمديرية الصحة بمحافظة المنوفية، أن هناك بعض القرى بالمحافظة تعاني من تلوث مياه الشرب، والتي تحدث بسبب الصدأ الذي أصاب المواسير القديمة الموجودة منذ عشرات السنين ، وأصبحت متهالكة الأمر الذي أدى إلى اختلاط مياه الشرب بهذا الصدأ ،مما أدى إلى تلوثها.
وأكد أن المواسير أصبحت مليئة بجميع أنواع الفيروسات والبكتريا التي تسبب جميع الأمراض ومنها الفشل الكلوي والكبد وغيرها من الأمراض ،ولكن لا توجد إحصائيات بعدد المرضى بهذه الأمراض داخل كل قرية أو بالمحافظة .