رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

هيثم سعودي في حوار لـ"الدستور": الإعلام "صوت الناس".. يأتي بـ"اللي الزبون عاوزه".. طرد الضيوف "مش مهنية".. ومن يتهم التليفزيون المصري بالفشل فعليه إعادة حساباته

جريدة الدستور

قال الإعلامي هيثم سعودي مقدم برنامج " صوت الناس" على قناة المحور الفضائية، أن التليفزيون المصري قيمة وقامة، ومن ينعته بأنه تليفزيون فاشل، فالمشكلة لديه، وعليه أن يعيد حساباته مرة أخرى.

واكد فى حوار خاص لـ"الدستور" ان الإعلام حاليا جزء كبير منه يعتمد على ما يرغب المشاهد في رؤيته، فإذا ما كان يرغب فى الإثارة قدمها له، وإذا رغب في الجن والعفاريت قدمها له، وإذا رغب في مشاهدة الإسفاف وسماع الألفاظ عرضها عليه، غير مبالي بما يحتاج إليه المواطن من العلم والمعرفة والفكر. فإلى الحوار



-ما الذي يميز برنامج " صوت الناس" عن برامج التغطية الإخبارية الأخرى؟

البرنامج مقسم إلى أربعة أجزاء، كل جزء يمكن أن يصبح برنامج مستقل بذاته، الجزء الأول عبارة عن قضية ما لها أهمية على الساحة، يتم إثارتها سواء سياسية أو إجتماعية أو اقتصادية...إلخ.

الفقرة الثانية عبارة عن تغطية إخبارية للأحداث اليومية بصفة عامة، بحيث يخرج المشاهد من البرنامج ملم إلمام شامل بكل ماحدث داخل مصر، أما الفقرة الثالثة فهي خاصة بصوت الناس عن طريق المكالمات أو الرسائل، ويتم إيصال أصحاب المشكلات بالمسؤلين بشكل عاجل وفوري، سؤاء مسؤلين حكومين أو رجال أعمال أو مؤسسات خيرية.

والفقرة الرابعة نحاول من خلالها إشباع الجانب الفكري والعلمي للمشاهد عن طريق ضيف يعرض لفكر مختلف أو معلومة جدية تفيد وليس لإثارة مشكلة أو افتعال أزمة، فاعتقد أن هذا ما يميز البرنامج فنحن نحاول كل صباح أن البدء من حيث انتهت البرامج المسائية كي لا يحدث تكرار، فنحن نعتمد على تقديم ما يحتاجه المواطن وليس ما يرغب في أن يراه.


وقد كرم برنامج" صوت الناس " أكثر من مرة، أخرها تكريم الأكاديمية العربية باعتباره البرنامج الأكثر تأثيرًا في المواطن المصري، الذي يعتمد في إعداده وتقديمه على الفضايا التي تمس قطاع عريض من الجمهور، أو بالأحرى " مش بنبيع الهوا للمواطن في زجاجات ".

-على أي أساس يتم اختيار الضيوف ؟

الضيف إما ان يكون شخصية لها علاقة بالأحداث الجارية على الساحة، أو ضيف يقدم معلومة جديدة مختلفة على الاذهان غير مستهلكة، تضع بصمة للتميز والتغير، ولا علاقة للضيوف بإثارة مشكلة أو الخروج عن المألوف.


فأنا كإعلامي ابحث عن التميز، وكفريق عمل واحد نرغب أن نثبت جذور لنا في الشارع المصري، فنحن لا نعتمد على تقييم البرنامج بالنسبة للبرامج الأعلى مشاهدة، لكن يكفينا ان يدخل البرنامج المنافسة مع برامج مسائية تحظى بنسب متابعة عالية.

-كيف ترى الإعلام في مصر في الوقت الراهن ؟

يعتمد جزء كبير من الإعلام حاليا على تقديم ما يود المواطن متابعته فإذا كان الإثارة قدمها له، وإذا رغب المشاهد فى الجن والعفاريت قدمها له، وإذا رغب في مشاهد الإسفاف وسماع الألفاظ عرضها عليه، وهذا هو الطريق الأسهل الذي من خلاله ترتفع نسبة المشاهدة، غير مبالي بما يحتاج إليه المواطن من العلم والمعرفة والفكر.

فما الجدوى من عرض موضوعات تسير الشبهات وعليها الكثير من علامات الإستفهام، والعفاريت والشعوذة والإسفاف وما شابه، وما الفائدة من التجارة بمعناه والآم الفقراء ومرضهم ويتم تصويرهم على الأسرة وهم يتسولون العلاج، وما النفع من استضافة ضيوف وطردهم على الهواء، فما الفائدة التي تعود على الشعب من هذا؟ ، فإلاعلام الحق هو صوت الناس وعين الدولة، وحلقة الوصل بينهما.

-هل ترى أن هناك حاليا ثقة بين المواطن المصري وبين الإعلام أو الإعلامي على الأخص؟

الناس يرون حاليا أن الإعلام هو الملاذ الوحيد لهم بالنسبة لحل مشكلاتهم الإجتماعية والحياتية فقط، فهناك من يحاول مساعدتهم، وهناك من يتاجر بهم وبأحلامهم، وأنا اراهن على ذكاء وفطنة الشعب المصري فهو على يقين بالجيد والرديئ.

-متى يكون الإعلام هادف ؟

حينما يرغب الجمهور في جعله هادف، فالجدوى والمحتوى أهم من المكاسب الإقتصادية.


كيف ترى التليفزيون المصري وإنتاجه ؟

اتشرف بأني ابن من أبناء التليفزيون المصري، ومعظم مقدمي البرامج ومعديها، والمخرجين والفنين، وصولا إلى رؤساء القنوات تربية التليفزيون، ومعنى ذلك أن من يتقول على التليفزيون بأقاويل فراغة ويعمم، ويقول أنه فاشل فعليه أن يعيد حساباته مرة أخرى، لأن " الميديا دي اللي موقفها على رجلها هما ولاد التليفزيون".

فهم أعلى خبرة ودراية بالعمل الإعلامي، لكن المشكلة تكمن في أن التليفزيون أن العاملين فيه موظفين فقط يساون بين الذي يعمل والمنتج والذي لا يعمل أساسا، وبه أعداد ضخمة والمجتهد فيه مغمور، واللوائح والقوانين لا تسمح بالتفريق بين هذا وذاك، فلابد من إعادة هيكلة المنظومة من جذورها، وتعين الكفاءات المنتجة، وتقنين الإمكانيات المادية وتوظيفها جيدا فالتليفزيون هو مصنع الإعلامي.
لكن مستحيل أن يغلق تليفزيون الدولة أبوابه حتى وأن كان لا يحقق نسب مشاهده عالية.




هل يستطيع الإعلام المصري في وضعه الحالي مواجهة الحرب التي يشنها الغرب على البلاد؟

كثير من الإعلام الدول الغربية على علاقة وثيقة بأجهزة استخبراتية، تعمل على هدم وإسقاط المجتمعات وإخراجهم من مصاف الدول كي تكون فريسة سهلة المنال لكن " بره مش نموذج يحتذى به "،فنحن لدينا قيم ومبادئ وأخلاقيات لو اتبعناها نصبح نحن من يحتذى بنا، فالنجاح لا نستورده بل نصنعه.




كيف يتعامل الإعلام المصري مع المشكلات التي يتعرض لها المصرين في الخارج؟

يجب التعامل مع مثل هذه الموضوعات بحرفية وموضوعية شديدة، ولا يؤدي لتوتر في العلاقات بين الدول، بلا تهويل أو تهوين، ولا نتنازل عن حق المصري سواء تم التعدي عليه أو سلب حقه، وذلك في إطار احترام القانون و العلاقات بين الدول خاصة الدول الشقيقة.





-إذا قابلت الرئيس السيسي ماذا ستطلب منه؟

اطلب من الرئيس التحام النسيج المصري، وجعله حبلا واحدا، والتصدي لمن يحاولون الرقص على جثة الوطن بذم هؤلاء ومدح اولئك، فنحن نريد مصر وطن "55" تجمع بين 25 يناير، و30 يونيو، فما أحوجنا إلى هذا الإصفاف في مثل هذا الوقت.