اهتمام دولي قوي للقاء المعارضة السورية الموسع في الدوحة
أكدت مصادر دبلوماسية ومعارضون أن الاجتماع الموسع للمعارضة السورية الخميس في الدوحة يحظى باحتضان دولي قوي للدفع نحو تحقيق وحدة المعارضة وإفراز قيادة جديدة لها تقود المرحلة المقبلة من المواجهة مع نظام بشار الأسد.
وأوضحت المصادر أن الاجتماع سيشكل انطلاقة عملية سياسية قد تستمر أسابيع في العاصمة القطرية ويشارك فيه ممثلون عن دول كبرى.
وفيما بدأ المجلس الوطني السوري الأحد اجتماعات لتجديد قيادته وتوسيع قاعدته، تتجه الأنظار إلى الخميس إذ ستعقد معظم أطراف المعارضة اجتماعًا يهدف إلى قيام كيان جديد أكثر تمثيلاً، وبحث قيام حكومة في المنفى.
ويبحث اجتماع الخميس مبادرة المعارض السوري رياض سيف التي تحظى بدعم أمريكي وخليجي من أجل إنشاء "هيئة المبادرة الوطنية السورية" التي إذا ما قامت ستشكل "قيادة سياسية جديدة" للمعارضة السورية، وتتضمن مبادرة سيف أيضًا توحيد القيادات العسكرية على الأرض وانبثاق حكومة منفى عن المبادرة.
وقال مصدر دبلوماسي طلب عدم ذكر اسمه "إن قطر بدأت بتوجيه دعوات إلى عدد من المسئولين البارزين في عدة دول عربية وغربية لحضور اجتماع فصائل المعارضة السورية الذي يبدأ في الدوحة الخميس".
وتوقع المصدر حضور عدد من كبار الموظفين ووزراء خارجية الدول الراعية للمعارضة السورية في حربها مع نظام الرئيس بشار الأسد، بالإضافة إلى المبعوث الأممي الأخضر الإبراهيمي والأمينين العامين لكل من جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي.
ومن جهته، توقع رئيس المجلس الوطني السوري عبد الباسط سيدا الذي عبر الأحد عن الاستياء من محاولات تجاوز المجلس الذي كان يعد حتى الآن الهيئة المعارضة الرئيسية، ان تحتضن الدوحة "حضورًا رسميًا خارجيًا لدعم هذا الاتجاه" القاضي بتوحيد المعارضات السورية المشتتة بين عدة كيانات سياسية في "قيادة سياسية واحدة"، وتفاقمت حالة انعدام الثقة بين المجلس الوطني وواشنطن التي اعتبرت أن المجلس لم يعد يمثل كل المعارضة السورية.
ونفى رياض سيف نيته ترؤس الحكومة في المنفى، كما نفى أي نية للتفاوض مع نظام الأسد حول فترة حكم انتقالية، وفي الوقت نفسه، أجمعت عدة أطراف سورية حاضرة في الدوحة على أن المفاوضات بين المعارضين السوريين من أجل الاتفاق على قيادة سياسية موحدة جديدة قد تستغرق عدة أيام أو أسابيع.
واستبعد عبد الباسط سيدا ان يسفر يوم واحد من المفاوضات عن شيء محدد، وقال "إن الخميس وحده لن يمكننا من الخروج بشيء على الأرجح"، وأضاف "قد نستمر هنا إلى آخر الشهر"، وأيده في ذلك الرئيس السابق للمجلس الوطني السوري برهان غليون الذي قال "من المحتمل أن يظل اجتماع الخميس مفتوحًا حتى التوصل إلى صيغة تفاهم حول المبادئ الرئيسية".
وذكر مصدر من المجلس أن فصيلين من المعارضة هما هيئة التنسيق وحزب العمل الشيوعي لن يحضرا اجتماع الدوحة، فيما يمكن أن يحضر سفراء غربيون من الذين غادروا دمشق.
ويعتقد مراقبون ان الدوحة ستكون مستعدة لاحتضان اجتماعات ماراتونية بين اطياف المعارضة السورية شبيهة بالاجتماعات التي رعتها الدوحة بين الفرقاء اللبنانيين او السودانيين.
وأبدى عدد من قيادات المجلس الوطني السوري تحفظهم على "الصيغة" المحددة "لهيئة المبادرة الوطنية السورية" التي يقودها رياض سيف، وقد شدد عبد الباسط سيدا على ان "المجلس الوطني السوري هو الركن الأساس والضامن الذي لا يمكن الاستغناء عنه في مرحلة ما قبل سقوط النظام".
وأكد أن "المجلس الوطني يطالب بنسبة أربعين بالمائة من مكونات القيادة الجديدة"، وقال برهان غليون من جهته "إن المبادرة جيدة لكن طريقة طرحها سيئة وهي توحي وكأنها قرار مسقط على نضالات الشعب السوري ولذلك فهي تحتاج إلى حوار عميق".
وسارع صاحب المبادرة رياض سيف إلى طمأنة المتوجسين منها، وقال "إن المبادرة ليست بديلاً عن المجلس الوطني لكن المجلس الوطني يجب أن يكون جزءًا مهمًا منها؛ فإسقاط النظام يلزمه ألف مجلس وطني".