رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مسجد

بالفيديو.. مسجد محمد أبو الدهب.. شاهد جديد على إهمال الآثار الإسلامية

مسجد محمد أبوالدهب
مسجد محمد أبوالدهب

"نحن دولة حضارة الـ7 آلاف سنة.. بدءًا من الحضارة الفرعونية إلى الإسلامية".. كلمات يملأ المسؤولون بها آذاننا ليل نهار، لا لشيء إلا للاستهلاك الإعلامي.
فالقاهرة التي عرف عنها بأنها بلد الألف مئذنة.. تهمل مآذنها.. تترك مساجدها الأثرية فريسة للحيوانات الضالة والإهمال الذي بات سمة هذا العصر في كل ما يتعلق بالتاريخ.
مسجد محمد أبوالدهب، والذي يقع في منطقة القاهرة الخديوية.. هو أحد هذه المساجد التي تئن من الفساد والإهمال، مثله مثل مئات المساجد الأثرية الأخرى في عموم مصر، من شمالها إلى جنوبها ومن شرقها إلى غربها، والتي، ولو نطقت لأبكتنا جميعاً على "جور" الزمان الذي حوّلها إلى خرابة.
مسجد محمد أبوالدهب.. يصنف على أنه رابع جامع في مصر، يصمم على الطراز العثماني. بات خربًا.. وتملأ أروقته الأتربة. باتت العناكب سكانه.. بعدما أوصدت أبوابه أمام المصلين.. بات كالقبر لا تسمع فيه همسًا، بعد أن ملأ المصلون جنباته بذكر الله.
يقع المسجد، تجاه الجامع الأزهر في منطقة القاهرة الخديوية، حيث شرع في إنشائه سنة 1187 هـ، 1774م، وأتمه سنة 1188هـ، 1774م.
بني المسجد على طريقة المساجد المعلقة، التي بنيت مرتفعة عن مستوى الطريق، وفتح بأسفل وجهاتها دكاكين، له وجهتان إحداهما تشرف على ميدان الأزهر ويتوسطها المدخل الرئيسي ويصعد إليه بسلم مزدوج له درابزين من الخرط، والثانية تقابل الجامع الأزهر وبنهايتها مدخل آخر يشبه المدخل الرئيس.
وبني المسجد على نسق مسجد سنان باشا ببولاق من حيث التخطيط والطراز به، وهو مربع الشكل طول ضلعه 15 مترا تغطيه قبة كبيرة تتكون رقبتها من ستة عشر ضلعا فتح بها شبابيك من الزجاج الملون، وترتكز على حوائط المسجد بواسطة أربعة عقود تشغل أركان المربع، وكانت القبة محلاة بنقوش مذهبة لم يبق منها سوى آثارها، وفى أسفل الرقبة طراز مموه بالذهب مكتوب به آيات قرآنية تنتهي باسم محمد بك أبو الذهب، ويتوسط جدار القبلة محراب مكسو بالرخام الملون والخردة الملون والخردة المطعمة بالصدف وإلى جانبه منبر خشبي.
وللمسجد ثلاثة أبواب تنفذ إلى الأروقة الثلاثة المحيطة بجوانبه، والتي تغطيها قباب محمولة على عقود ترتكز على أكتاف من الحجر وأعمدة من الرخام كما هو الحال بمسجد سنان باشا.