رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الفائز في مسابقة صندوق النقد الدولي يكشف أسباب تراجع البورصات العالمية

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

شهدت أسواق المال عاصفة خسائر أطاحت بمؤشراتها وأحرقت الخسائر كل الأسواق حول العالم في أمريكا وأوروبا وأسيا والشرق الأوسط والخليج العربي، وشهد الدولار والسلع الأولية تراجعات حادة، لتنهار أسعار النفط ليصل برميل النفط من 100 دولار إلى أقل من 40 دولاراً للمرة الأولى منذ 2009 وانخفض النحاس لأقل مستوى في ستة أعوام وانخفض البلاتين والبلاديوم لأقل مستوى في ثلاثة أعوام.

أرجع محمد رضا، الفائز في مسابقة صندوق النقد الدولي IMF "بناء المستقبل" للإصلاح الاقتصادي، تلك الاحداث إلى التخوف من اندلاع أزمة اقتصادية عالمية جديدة تنطلق شرارتها هذه المرة من الصين وليس من أمريكا.

وأضاف: انهارت سوق الأسهم الصينية، وظهرت مؤشرات على تباطؤ نمو الاقتصاد الصيني مع فشل تدخل بكين الأخير لاستعادة الثقة في ظل تزايد القلق في شأن الاقتصاد، وخسارة النفط 6% من قيمته لتجتاح موجة هبوط حادة البورصات العالمية جراء مخاوف المستثمرين من أن يؤدي التراجع الكبير للاقتصاد الصيني إلى تباطؤ نمو الاقتصاد العالمي واندلاع حرب عملات.

ويرى رضا أن ما يحدث رعب على نطاق واسع بفعل الصين وحالة ركود الاقتصاد العالمي وخاصة الاتحاد الأوروبي واليابان وروسيا وتعثر الاقتصاديات الخليجية وحالة عدم اليقين إزاء توقيت رفع أسعار الفائدة الأمريكية، لتتمكن حالة الذعر من المستثمرين وتشتعل المخاوف التي أدت لانهيار مؤشرات البورصات في مختلف أنحاء العالم للمخاوف من أزمة اقتصادية عالمية على غرار تلك التي حدثت سنة 2008 لتتشابه هذه الانهيارات إلى حد ما بما حدث في الأسواق الدولية بعد انهيار المصرف الأمريكي ليمان براذرز في 2008.

ولفت الخبير إلى الإعلان عن تراجع نشاط قطاع الصناعة في الصين ثاني أكبر اقتصاد في العالم خلال أغسطس بوتيرة هي الأسرع منذ 6 سنوات ونصف بفعل انخفاض الطلب المحلي والعالمي في الوقت الذي اتجهت الصين إلى خفض قيمة عملتها المحلية وتخفيض أسعار الفائدة كمحاولة لتنشيط صادراتها التي تباطأت خلال العامين الماضيين والهروب من شبح الركود ودعم معدلات النمو التي تباطأت بشكل كبير هذا العام حيث من المتوقع أن يبلغ أدنى مستوى له في 25 عاما أقل من 7%، في حين اتجهت أسعار المنتجين نحو الانكماش للعام الرابع على التوالي.

وأشار إلى أن قيام الصين بخفض قيمة عملتها المحلية إلى حرب عملات عالمية في ظل الميزة التنافسية للصادرات الصينية لانخفاض قيمتها؛ حيث إن تلك الخطوة سيتبعها قيام بعض الدول الأخرى بتخفيض عملتها لإحداث توازن لاسيما في القارة الأسيوية التي ستخفض قيمة عملاتها المحلية للحفاظ على تنافسية صادراتها.

وأكد أنه في الوقت الذي انخفض الطلب بشكل كبير على النفط نظراً لتحول أمريكا من مستهلك إلى منتج للنفط الصخري وانخفاض الطلب من أكبر مستهلكي النفط في العالم وهم الصين والاتحاد الأوروبي في ظل تباطؤ النمو الاقتصادي وانخفاض الطلب العالمي على صادرتهم ليصل برميل النفط إلى أقل من 40 دولاراً للمرة الأولى منذ 2009 مما تسبب في انهيار حاد للاقتصاد الروسي وتأزم موقف دول الخليج وتحول ميزانياتهم من فائض إلى عجز حاد وصل في السعودية على سبيل المثال إلى 14% من الناتج المحلي الإجمالي لنجد أن الخريطة الاقتصادية العالمية تتغير والتعثر والركود يطيح باللاعبين الأساسيين في مضمار الاقتصاد العالمي، بالإضافة إلى الأزمات الاقتصادية المتلاحقة لمنطقة اليورو، التي تعد أبرزها حالياً الأزمة اليونانية وبعد فصول من المداولات وصلت في النهاية للإعلان عن حزمة إنقاذ ثالثة جديدة لليونان نجد أن رئيس الوزراء اليوناني يستقيل على خلفية المعارضة اليونانية لهذه الخطة لتعود المخاوف من إفلاس اليونان وخروجها من الاتحاد الأوروبي وعدم سداد ديونها.