رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

سر تزامن العمليات الإرهابية في تونس والكويت وفرنسا

جريدة الدستور

ثلاث تفجيرات تزامنت لتوجه رسالة واضحة المعالم، أن الإرهاب لا دين أو وطن له.. تونس والكويت وفرنسا، كانت على موعد مع عدة تفجيرات، أعلن تنظيم داعش الإرهابي عن مسئوليته إزاء أحدهم.

إدانات واسعة للعمليات الإرهابية، حيث أكد خبراء الشأن السياسي والأمني أن الأمر جل خطير، وبات لداعش إدارة مركزية تتولي التنسيق بين عمل أعضاء التنظيم في القارات الثلاث، فضلا عن عدة رسائل تم توجيهها لأطراف عديدة من خلال تزامن التفجيرات.

قال سمير غطاس، رئيس منتدى الشرق الأوسط للدراسات السياسية، إن الذين انتقلوا من القاعدة لتنظيم داعش الإرهابي، أكثر العناصر عنفا وتطرفا، وكل ما يمكن قوله الآن أنه أصبح هناك إدارة مركزية وغرفة عمليات لداعش تنسق ما بين عمل الدواعش في أكثر من مكان، ولابد أن يؤخذ هذا بعين الاعتبار.

وكشف بأنه صدرت تعليمات من جماعة داعش لتنفيذ عمليات في مصر، مشددا علي ضرورة الانتباه لاحتمال تنفيذ عمليات إرهابية خلال المرحلة القادمة خاصة في شهر رمضان، حيث يتم تعبئة الإرهابيين فيه بدعوة الاستشهاد في الشهر الكريم، وأنه طريقا للجنة وفقا لما يدعون.

وأشار إلي أن أهم درس اليوم أننا دخلنا في مرحلة متقدمة لتنظيم داعش بوجود قيادة تنسق في أكثر من ثلاث قارات، وهو أمر يستوجب مزيد من الحظر.

وأشار طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية، إلي أن ما يحدث أمر متوقعا بعد أحداث مسجد القطيف في المملكة العربية السعودية، ومتوقع أن تتمدد الأعمال الإرهابية في بعض المناطق الأخرى، مشيرا إلي أن استهداف تونس كان ورادا بعد تصريحات من إرهابي داعش عن ذلك.

ولفت إلي أن تزامن التفجيرات الثلاثة في الكويت وتونس وفرنسا، يثير العديد من علامات الاستفهام حول من يعبث بالملف المذهبي، موضحا أن استهداف الكويت له اعتبار خاص وهو وجود تجمعات سياسية معارضة وكذلك شيعية، وذلك بعد استهداف السعودية، ليتمدد في منطقة الخليج، لتأكيد حضور قوي لمن يخطط لإرباك المشهد السني الشيعي.

وأوضح أن الرسالة هي الدخول في مواجهة مفتوحة مع الدول الخليجية، وهو ما يحدث ومتوقع أن يحدث خلال الفترة القادمة، والمواجهة باتت وشيكة بين السنة والشيعة، مشيرا إلي أن استهداف فرنسا له عدة اعتبارات منها التحرك القوي لها في المنطقة العربية في الفترة الأخيرة، وكذلك توطيد العلاقات لها مع السعودية وصفقات السلاح مع مصر.

وأضاف أن دور فرنسا في مساعي السلام بين العرب وإسرائيل، كان سببا في أن تمتد لها يد الإرهاب، بالإضافة إلي أنها حاضرة بقوة ومتهمة منذ أحداث الإساءة للرسول، فكان لابد من توجيه رسالة قوية لها مزيد من التورط يقابله مزيد من مواجهات متوقعة للاقتراب من الأمن الفرنسي.

وأكد أن تزامن الهجوم الثلاثي رسالة للأطراف الأخرى التي تحذو حذو فرنسا، وهو ما يفسر سر الانتقال من الخليج للدول الأوربية، وكذلك وجود خريطة لاستهداف مواقع دينية وأهداف إستراتيجية الفترة المقبلة، مؤكدا أنه لا توجد دول مؤمنة بصورة أو بأخرى.

وأكد الدكتور سعيد اللاوندي، خبير في شئون العلاقات الدولية، أن رسالة داعش من التفجيرات الثلاث، أنها تملك العالم كله وليس الدول الإسلامية فقط، وتريد إحداث زعزعة وفوضي في العالم، لتكون هناك فرصة للاعتراف بها كجماعة مشروعة تشارك في الحكم وصنع القرار.

وأشار إلي أن الجالية العربية والإسلامية في فرنسا كبيرة تقدر بحوالي 5 ملايين، وأن التفجير الأخير، ربما يساهم في زيادة الأصوات المطالبة بطرد المسلمين منها، باعتبارهم إرهابيون يستهدفون النيل من الأمن القومي الفرنسي.

وشدد علي أن الإرهاب آفة عالمية لا يعترف بدين أو وطن، وينبغي التنسيق بين الـ200 دولة الأعضاء في الأمم المتحدة لمواجهته، وإلا علينا أن ننتظر ظهور تنظيمات أخري متطرفة في الأيام المقبلة.

وأعتبر اللواء محمد نبيل، الخبير الأمني، التفجيرات مؤشر علي أن التنظيم يتمدد ولم يعد دولة في العراق وسوريا، وإنما تمدد خارجها في أوروبا وإفريقيا، مؤكدا أن الدول العربية والأوروبية لم تتخذ حتى الآن الإجراءات الكفيلة بالحد من نشاطه.

وأشار إلي أن الأيام تثبت أن هناك متطوعين جدد ينضمون للتنظيم، وهم غالبا يجيئون عن طريق تركيا رغم نفيها الدائم لذلك، وعلي الدول العربية أن يكون لها موقف من هذا وتراقب عملية تدفق الأموال والبشر، ولا تنتظر تحرك الولايات المتحدة، فنحن العرب المكويين بنار داعش يجب أن يكون لنا خطة لمواجهتها.

ومن جانبه أدان حزب المصريين الأحرار، العمليات الإرهابية الخسيسة التي تستهدف مصر وعدد من الدول العربية الشقيقة والغربية الصديقة.

وأشار الحزب إلي أنه سبق ونبه أثناء اجتماع قياداته بالبرلمانيين والسياسيين الأوروبيين على ضرورة الوقوف مع مصر في حربها ضد الإرهاب الأسود حتى لا يكون الثمن غاليا، وللأسف لم يستمعوا لنا إلا مؤخرا بعد أن بدءوا في الشعور بصدق نصائحنا.

وأكد السيد البدوي، رئيس حزب الوفد، في بيان له، أن جرائم الإرهاب الأسود أصبحت تتخطى كل الحدود، مما يستوجب تضافر دولي معلوماتي وأمنى وسياسي وعسكري لمواجهة هذه الظاهرة.

وطالب بعقد مؤتمر تحت مظلة الأمم المتحدة تلزم نتائجه كافة الدول الأعضاء بما يضمن عدم خروج أي دولة عن قرارات هذا المؤتمر وعدم دعمها بطريق مباشر أو غير مباشر لهؤلاء الإرهابيين.

كما طالب أن يخرج المؤتمر بتعريف دولي للإرهاب على مستوى الأفراد والدول، مؤكدا أن أي دولة تقف الآن موقف المتفرج والمشاهد لما يحدث من جرائم إرهابية، حتما سوف تعانى ذات يوم من الجرائم الإرهابية.