رجال و نساء
رغم كل ما يمر بنا في الحياة , يظل الخلاف الأزلي بين الرجل و المرأة شيء يومي لا ينتهى بل أصبح لبد منه ...
و في محاولة منى لاكتشاف جذور الخلاف بين الرجل و المرأة فكرت في أكثر من نقطة و لكن استوقفتني نقطة أساسية و هي مدى تقدير الرجل لبقاء المرأة في المنزل و عدم العمل ...
من وجهة نظر المرأة فأنها تتعب بشكل يومي في أعمال المنزل وتربية الأولاد ... فعملها مثل الرجل يبدأ في الصباح الباكر مع تحضير الفطار له و للأولاد و بعدها توصيل الأولاد الى المدرسة او الى محطة اتوبيس المدرسة و من بعدها تعود للمنزل لتحضير الطعام و تنظيف و ترتيب البيت بعد الدمار الذى مؤكد لحق به من اليوم الذي سبقه بعد لعب الأولاد فيه .... و طبعا من ضمن مهمها المنزلية هي الشوبنج بأنواعه و الغسيل و الكنس و المسح .... و على رغم ان اغلب تلك المهام تدار بأجهزة لتقلل من عناء المرأة الا انها تتعب و تعبها يكتمل مع عودة الأولاد من المدرسة و التدريس لهم و الاهتمام بتغذيتهم و نظافتهم و لا ينتهى يومها هنا لان في المساء يكون الوقت المخصص للزوج .... و بالتالي فهي طبقا لما ذكرناه تعمل من 6 صباحا و حتى العاشرة مساء بمعدل 16 ساعة يومية أي بأجمالي 112ساعة أسبوعية ..... وطبعا في بعض الأحيان تعمل ساعات أكتر او اوفر تايم عند مرض أحد أفراد الاسرة وحينها ترتفع عدد ساعتها الى 20 ساعة يومية ....
وبعد كل ما تم ذكره هل يرى الرجل الذي يعمل رسميا 8 ساعات يومية بأجمالي 40 ساعة أسبوعية مع اوفر تايم 4 ساعات في الاجازة الاسبوعية لفسحة الأسرة و التي في بعض الأحيان يتخلى عنها و لا ينفذها و يرمى بها على الزوجة ... المهم هل يرى ان تلك الزوجة تستحق نصف راتبه على الرغم من انها فعليا تعمل ساعات أطول ؟؟؟
كان هذا هو السؤال الذى طرح على المجتمع الفيس بوكى .... و شارك فيها الرجال و النساء ... العزاب و المتزوجون و الكل دلى بدلوه في الإجابة و كان التالي هو الخلاصة ...
دعونا نبداء بالرجل :
طبعا العزاب كان من السهل ان تعرفهم لان أجابتهم كانت على النحو التالى " انا اديها عيوني لو حبت "... "ده هي تأمر بس " .... " والله مدام قبل الجواز يبقى يدفع يستهلوا اللى بيجرى لهم " .... فا طبعا أجابتهم لا تحسب
اما المتزوجون منهم في الحقيقة وافق على أعطاء الزوجة المال لان كان في أتفاق انها تتعب و "كفاية انها مستحملاه هو شخصيا " كما ذكر البعض .... و لكن كان فيه اعتراض على النسبة لان من رأيهم انها بعد ما يتم دفع الأقساط و الايجار و مصروف البيت فأذا تبقى شيء يمكنها ان تأخذ "حبة " مع أخبار الزوج في أي شيء سوف يتم صرفه و يمنع الادخار !!
لكن دعونا لا ننسى انهم وافقوا ان تأخذ....
و أخر مجموعة ترى انا الله جعل الجنة تحت أقدام الأمهات و ليس الإباء تقدير لها على الدور التي تلعبه في حياة الاسرة كما انه من بعد علم الله تعالى بالظلم الذى سوف تقع فيه المرأة في الحياة ... و بالتالي حتى لا يحرم الزوج زوجته من هذا الاجر العظيم فأنه لن يعطيها المال ...
ثانيا السيدات:
كان منهم فريق من رأى انها أهانه مجرد التفكير في ان الزوجة تأخذ مال من زوجها كمرتب لان بذلك تتساوى مع الخادمة
و البعض الاخر رأى أذا تبقى شيء من المرتب بعد دفع الأقساط و الايجار و مصروف البيت فمن حقها ان تأخذ المال و لكن حاجة كده شرفية عشان تشترى ما تتمناه و ليس أكثر من ذلك..
و أخر مجموعة و التي كانت ستصيبني انا شخصيا بالشلل لأنها للأسف هي الاغلبية... كانت ترى ان الرجل هو اللي تعب في مرتبه و ليس لها الحق مهما كان فيه .... واستشهدوا بأن المرأة اذا عملت فأنها لا تحب ان يأخذ أحدا من راتبها صاغ واحد ... و على رغم ان الاستشهاد لا مكان له هنا لان المرأة حين تعمل تظل تؤدى مهامها كاملة و يضاف عليها عملاها خارج المنزل فبالتالي اللي يفكر يأخذ من مرتبها صاغ ده على أساس أيه ؟؟؟ ......... و لكن اتفقوا انها اذا (و اذا هنا للاستحالة) أحتاجة شيء فمن حقها طلبها من زوجها لأن ليس لها غيره تطلب منه ....
ومع كل أجابه أتى صاحبها بأمثلة من الحياة عن ظلم الرجل للمرأة او ظلم المرأة للرجل ... أمثلة كافية لكتابة الألاف من المسلسلات
ملخص الكلام ان الرجل يقدر المرأة ولكن المرأة نفسها لا تقدر نفسها و ترى دائما ان دورها في الحياة هو دور ثانوي و ليس أساسي ...... على الرغم أن لو لا راحت الرجل في بيته ما كان أستطاع ان يذهب لعمله و ينتج و يزدهر و ينجح في عمله .... و راحت الرجل دائما تأتى من امرأة عظيمة .... و السؤال كان ليس هدفه المطالبة بنصف مرتب الرجل و لكن المطالبة بمبدأ ان المرأة لها في هذا المال أكثر من الرجل نفسه لان اذا انشغل الرجل بمشاغل المرأة لن يبقى له من الصحة التي تكفيه للذهاب لعمله ..